الزكاة في البلديّاة : كتاب صدر عن دار بلديّة الكرم للمخرج السيّد رئيس البلديّة وقد شدّني العنوان في أصالته وسجْعه المستمدّ من التراث العربي الإسلامي، فيكفي أن نذكر « مغني اللبيب عن كتب الأعاريب » لابن هشام الأنصاري، و « كتاب العبر، وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر » للعلاّمة عبد الرحمن بن خلدون… تلك آثارهم تدلّ عليهم، وهذا أثر يدلّ على المنجز العيونيّ
أيّا السادة، « أنا مشتاق وعندي لوعة » لقراءة هذا الكتاب، أعجبني عنوانه لسجعه المسبوك، ولفظه المحبوك الذي ينفع الناس بعلمه، ولا يعلم الناس بنفعه، راقني العنوان لأنّه أعادنا إلى علوم التراث وكتبه، شغوف إليك أيّها الكتاب، أَعدْنا إلى أصولنا، ومكّنّا من جذورنا. أعجبني العنوان، فتنغيمه يشفي من الكروب، وإيقاعه ينسرب إلى القلوب، فتستنشق ما إن تقرأ « بلديّاة » رائحة بلديّة، كيف لا ودائرة التاء المربوطة تشبه وردة مفتّحة زكيّة، وقطعة نقديّة بهيّة.
كم تمنّيت لو كتب السيد رئيس البلدية، بما أنّه رئيس ساجع، تاء « البلدياة » مربوطة حتّى يضيف إلى السجع السمعي سجعا مرئيّا وإيقاعا بصَريّا، للسيميائيّات مجال رحب فيه، أقصد تناغم تاء البلدياة المقترح ربطُها تاءَ الزكاة المربوطة بصفة تسهّل على الناظر رؤية تماهي التاءين، فآخر كل فقرة دائرة تائيّة، الفضل فيها للدائرة البلديّة، فيتمّع البصر بدائرتين، وحيثما ترجع البصَرَ تَرَ دائرة في بعد جماليّ تتناغم فيه التاءان في زوج فنّيّ، والفضل للرئيس البلدي.
أيّها السادة، بربط التاء، يكون السيد رئيس البلدية قد حصّن الأمن القومي، فلا تنسوا أن تاء البلدياة هي تاء جمع المؤنث السالم، ثالوث تهدّد أركانه هذا الأمن، فالمؤنث هو المرأة الكافرة السافرة التي لم تستح أن تُكتب تاؤها بخط مفتوح، عيب أن تمدّ خطّ ساقيها، لا بدّ من ربطها حياء وحشمة. والجمع يحيل على قوّة العدد التي تقضّ المضاجع وتثير المواجع. وسالم يدلّ على صحّة هذه التاء التي لا بدّ من تكسيرها بجمع التكسير وهو جمع حلال شرعيّ خصوصا والانتخابات آتية يوما ما
أيّها السادة، هيّا نغنِّ معا أغنية « الرضا والنور » للسيدة أم كلثوم
أوقدوا الشموس/ اُنقروا الدفوف
موكب التاءات / في السما يطوف
اُربطوا التاءات/ وانقروا الدفوف
الرضا والنور / والتاءات الحور
اربطوا التاءات / فالعنوان نور
الدكتور توفيق العلوي