الرابح في « حوار وطني » قادم لن يكون الوطن بل من خرّبوه

يُقدّم « الحوار الوطني » القادم على أنه مفتاح الخروج من الأزمة التي تردّت فيها البلاد في جوّ من التفاؤل الساذج والإعتقاد غير المبرر من أن المتسبب في ما وصلت اليه تونس، أي حزب النهضة وزوائده، سوف يقرّ بفشله وخاصة سيسمح بتتبع من كانوا ضالعين في المصائب التي أغرقوا فيها البلاد وأصاروها في حالة افلاس غير معلن فتونس بفضل سياسة هؤلاء الهواة الذين أداروا البلاد كفاتحين واحلّوا ثرواتها ومداخيلها فيئا وغنيمة اقتسموها بين الاتباع فأفلسوا الصناديق الاجتماعية واغرقوا البلاد في درجة خطيرة من التداين لم تعرفها حتى في عهد مصطفى خزندار وخرّبوا البنية الصناعية للبلاد بفتح الحدود للاستيراد العشوائي وخاصة لحماة الاخوان من الأتراك فاغلقت عشرات المصانع لمنافسة السلع الاجنبية والتهريب المحمي والذي كشفت القضايا الاخيرة من ميناء سوسة عن خطورة شبكات التهريب الضالعة فيه و ليس فقط على المنتوج التونسي بل حتى على صحة التونسيين . كل المؤشرات الاقتصادية في حكم الإخوان هي حمراء والدينار في تدحرج متواصل، اما الفشل الاجتماعي فهو ظاهر للعيان في انهيار القدرة الشرائية لكل التونسيين تقريبا واستفحال الفقر والبطالة وانهيار الخدمات الصحية والتعليم والنقل…بينما فئات أخرى تلقى الدعم والتغطية السياسية في ثراء مستفز تتمعش من اقتصاد مواز يقدره المختصون باكثر من 50 بالمئة من النشاط الاقتصادي للبلاد وأبرز رموزه رؤوس في السلطة ومن حزب شيخ الإخوان ذاته. أما أمن التونسيين ليس فقط أضحى يتهدده الإجرام وضحايا النظام الاجتماعي والتعليمي بل الإرهاب كالسيف المسلط على رقاب التونسيين بدعم من حزب الاخوان ومنذ وضعهم اليد على البلاد ذات 2011 ولمدة 10 سنوات حاليا

اذن كيف سيتمكن الاتحاد العام التونسي للشغل وحتى بدعم رئيس الدولة وبممثلين عن « تنسيقيات » شبابية يباركها السيد الرئيس !! في « مجمع واسع » ينظم اليه اتحاد الأعراف وأحزاب السلطة واولها حزب النهضة دون مشاركة الحزب الحر الدستوري الأقوى حاليا والرافض مبدئيا دخول الجوقة ودون القبول بقلب تونس الذي لا يحبه الرئيس، كيف سيتمكنون من انقاذ البلاد وسيقبل الفاسدون والذين تقع عليهم مسؤولية تخريبها الاعتراف بما اقترفوا والانسحاب في صمت والقبول بتتبع من اجرموا في حقها وحتى محاكمتهم خاصة ممن كانوا ضالعين في الارهاب و الاغتيالات وسرقة اموال الشعب؟ طبعا لن يقبلوا

فقط « الحوار الوطني » لن يكون الا طوق نجاة جديد لحزب النهضة لترمي المسؤولية على غيرها والاتيان بحكومة بوجوه أخرى سميت « حكومة تكنوقراط » او « حكومة انقاذ » تواصل نفس النهج واقسى ما ستفعله هو أن تؤخر لأشهر السقطة الكبرى

في تقديرنا ، لا حلّ الا بتنظيم انتخابات تشريعية سابقة لأوانها وقبلها التعجيل بوضع نظام انتخابي جديد واعادة تشكيل هيئة الانتخابات ، لتفرز قوة سياسية وطنية قادرة على تصحيح المسار فعلا ووضع تونس على طريق الأمل وتخليصها من حكم الهواة و الغزاة

الأستاذ عميره عليّه الصغيّر