الأستاذ الصادق شعبان بين دستور التأسيس (1959) ودستور ثورة البرويطة

مقترح قيس سعيد بإجراء استفتاء السؤال فيه : « هل تقبل العودة إلى دستور 1959 مع تعديلات ؟ »  مقترح جدير بالعناية
و تلي هذا الدستور انتخابات مبكرة تشريعية و كذلك رئاسية 

للتاريخ  
هذا ما كتبت في 29  اكتوبر 2014 إثر إعتماد الدستور الجديد

 
 رحمك الله يا دستور 1959 . انني و أصدقائي نذكرك دائماً بالخير ، و لن ننساك ابدا 
ظلموك . نسبوا لك تجاوزات الماضي ، و نحن نعلم ان التجاوزات لم تكن منك ، و إنما ممن حكموا باسمك ، و لم تكن لك محكمة تحميك ، و لا توازنا حزبيا يحول دون التفرد بك

 
دفنوك و انت لم تمت ، و إنما كنت عليلا من جراء إضافات كان من الممكن ازالتها ، حصلت منذ 1974 ، و تعلقت بالرئاسة مدى الحياة و بشبه الرئاسة مدى الحياة

 
كنت خفيفا لطيفا ، فوضعوا مكانك نصا يزن وزنك خمس مرات ورقا . كنت مقتضبا تاركا مكانا للاجتهاد ، فاغرقوك بحقوق و بحريات لم تكن تعرفها ، و لا دستور أمريكا يعرفها ، و لا التقاليد الانقليزية ، و لا دساتير الديمقراطيات الكبرى ، معتقدين ان كتابة الحقوق و الحريات كافية لصنع او صون الديمقراطيات

كنت واضحا في توزيع السلطات ، فاستبدلوك بتنظيم معروف من البداية انه لن يستقيم عند تغير الوضع السياسي الذي فبركوك فيه ، و عند تقلب الأغلبيات الحزبية التي كانوا يعتقدون انها باقية أزلية 

ما وضعوا مكانك غريب ، تنظيم لا خليقة و لا صنيعة ، لا جذور له برلمانية او رئاسية ، و إنما خليط وضع لكي يمر في التصويت 

اعلم ، صحيح ، انه كانت تنقصك محكمة دستورية لحمايتك ، و كان من الممكن ابقاؤك و الاكتفاء باضافة المحكمة التي تحميك ، لكنهم أرادوا تغيير كل ما حصل في عصرك ، عصر الاستقلال ، و صاحوا عاليا ان من الضروري ضرب الجذور ، و اعادة بناء الدولة – دولة الاستقلال ، و سحق المشروع الدستوري لتونس الجديدة – مشروع بورقيبة

الدستور الذي أتى بعدك بدأت تفوح منه روائح غير طيبة ، و الغموض و التفسيرات و تهافت الفلاسفة بدا منذ تعيين الحكومة الاولى . و سوف اخبرك يا دستور 1959 ، اولا بأول ، باللخبطة التي سوف تحصل عندما تكتمل الميكنة السياسية ، و تبدأ في العمل 

سوف أبقى على صورتك في مكتبي ، الى جوار صورة الدستور الجديد . فانا ارى فيك جمال سيدات الخمسينات ، هذا الجمال التي لا تختلف في عشقه كل الأجيال 

الأستاذ الصادق شعبان