إلا رسول الله

صرّح الأستاذ الصادق بلعيد بأن الدستور الجديد لن يتضمّن عبارة « الإسلام دينها » الواردة في الفصل الأول من دستوريْ 1959 و2014. ولقد قرأ بعضهم هذا التصريح على أنه خطوة جريئة من بلعيد نحو إرساء الدولة العلمانية بالدستور الجديد

أريد هنا إبداء 3 ملاحظات لا تُلزم إلّا شخصي

1- العميد بلعيد لم يتلقّ بعد أية مساهمة من المشاركين في الحوار. ويبدو أن نقطة على غاية من الأهميّة قد تمّ الحسم فيها. وهو ما يدلّ على أن صياغة الدستور لن تكون بفعل المشاركين في الاستشارة

2- هذه الفكرة هي فكرة قيس سعيّد، عبّر عنها قبل وبعد تولّيه الرئاسة. ولقد سمعته أكثر من مرّة يقول: « لا معنى بأن يكون للدولة دين. فالدولة لا تُصلّي ولا تصوم، ولا تدخل الجنة ولا النار ». لكن ذلك لا يعني أن سعيّد لا يعتمد على الإسلام في السياسة العامة، بدليل قوله بخصوص المساواة في الإرث بين المرأة والرجل: « لا اجتهاد في النص الوضح ». فلننتظر ما سيحتويه النص الجديد للدستور بخصوص مدنية الدولة وحرية الضمير والمعتقد

3- عشنا 66 سنة ب »الإسلام دينها »، ولم يتسبب ذلك في مشكل، إلا تحت حكم النهضة. أي أنه بإبعاد الأحزاب التي تعتمد على الدين، يُمكن أن نتعايش مع هذه العبارة. أقول هذا لأن حذفها يُمكن، لا أن يدعم موقف الإسلاميين فحسب، وإنما أن يُؤجّج لهيب التعصّب الديني، علما أن أغلبية الشعب مُتعصّب دينيّا. يكفي أن أُذكّر هنا موقف العديد ممّن لا يُصلّي ولا يصوم ولا يتخلّى عن قارورة الخمر اليوميّة، عندما تشنّجت أعصابه بسب نشر كاريكاتور عن الرسول في دولة أجنبية، صائحا بأعلى صوته: إلا رسول الله

منير الشرفي