أحزن لحال الصافي سعيد

اعرف الصافي منذ سنوات طويله واعرف كيف تقطعت به سبل الحياة وعانى كثيرا منذ ايام لبنان وبعدها وكيف تكسرت أحلامه أمام عينيه في كل معاركه التي هزم فيها تباعا

عندما يقف الصافي أمام المراة يرى في نفسه رجلا بحجم صلاح الدين الأيوبي وعمر المختار ويعتبر انه لو كان مكان صدام حسين لهزم امريكا لكنه يقرب في طباع البداوة اكثر للعقيد القذافي الذي احتضنه حتى سقوط نظامه

بعد ان حرمه القدر من اصدار مجلته في باريس جراء فرض عقوبات دولية على ليبيا اثر حادثة لوكربي والتي أرادها منافسة الصحافة العربية المهاجرة والمأجورة حينها لعدد من الانظمة العربية، وبعد ان ضاقت باريس به عاد إلى تونس وحاول جاهدا التقرب لنظام بن علي وفشل لان العلاقة بين بن علي والقذافي لم تكن بحاجة لوسيط وقادته الصدفة للتعرف على احد أقرباء ليلى بن علي وصديقه شفيق جرايه الذي احب الصافي وانبهر بقدرته على أداء دور الفداوي وهو المتحدث الذي يضفي على جلسات الاصدقاء رونق العارف والعارف لا يعرف

سقط نظام بن علي وبعده القذافي ووجد الصافي نفسه في مهب الريح وانطلق رفقة الباحثين عن موقع في عتمة الفوضى والتصق اكثر بشفيق جراية الذي استفاد من علاقاته في ليبيا لخلق قوة فيها الكثير من الوهم اكثر من الحقيقة وفتح له أبواب قناة نسمه وصار حضوره فيها صباحا مساء ويوم الأحد

عن حسن نية او طيبة مبالغة فيها نجح نبيل القروي وشفيق جراية في الزج به بمعارك ضد المنصف المرزوقي واوهموه انه سيتم خلعه ولما لا يكون هو الرئيس القادم وفي انتخابات 2014 فهم الصافي ان دوره كان فتح الطريق للباجي قايد السبسي رحمه الله للوصول إلى قصر قرطاج وكل الوعود التي قدمت له سقطت في اول اجتماع شعبي لحملته في الانتخابات بمدينة القيروان

تشتت شمل الاحبة وفهم الصافي ان أحلامه تكسرت مرة أخرى ولانه يحب او يتمنى ان يحقق حلما واحدا منها القى بنفسه بعد الانتخابات التشريعية في حضن حركة النهضة والتي تعتبره ورقة مفيدة في سنوات تفصل عن موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة 

النهضة تجيد بيع الوهم ومنح الوعود لكنها لا تجد حرجا ان انقلبت على تعهداتها وتعتبر ذلك من صميم رؤيتها السياسية، والصافي الحالم بأن يكون يوما وزيرا او رئيس حكومة ولما لا رئيس جمهورية والذي قاده عقله لان يقول ان المواطنين أخطأوا واختاروا قيس سعيد بدل الصافي سعيد 

بين يومنا هذا والانتخابات الرئاسية القادمة ثلاث سنوات ونصف والنهضة تحتاج للصافي كأحد ادواتها الاعلامية في حروبها ضد الرئيس قيس سعيد وانصاره الكثر، وضد الحزب الحر الدستوري، وضد كل اعدائها الذين كانوا رفاق الأمس، والصافي يحتاج لمن يبيعه الوهم بانه رجل خارق سيغير وجه تونس فور وصوله لمنصب الرئيس وسيمد جسور بين تونس وأفريقيا وآسيا ولما لا امريكا اللاتينية وهذا يجعل النهضة تستخدمه للاساءة لخصومها وتبيعه الوهم الذي يرضي غروره

ان يذهب الصافي سعيد مع طلبة حركة النهضة الإخوانية لاحد كليات سوسه ليتحدث للطلبة تحت يافطة الاتحاد العام التونسي للطلبة ( الصورة اعلاه ) هذا يعطي الانطباع ان ما فشل به جوهر بن مبارك نجح به الصافي، وهذا للاسف يحسب عليه ولا يحسب له فبدل ان تجمع الحركة قياداتها واطاراتها للاستماع لتحليلاته الجيو سياسية واستراتيجيه تلقي به رفقة اولاد صغار يستمعون لفداوي يتحدث في حكايات يختلط فيها الواقع بالوهم والخيال في الحقيقة ويخرج فرحا بصور التقطها معه بعضهم يدخلونها في كتاب الذكريات 

أحزن على حال الصافي بعد ان تقدم به العمر وعجز عن التاقلم مع واقعه وحياته ولسان حاله في كل مرحلة يفشل فيها ان الشعب فشل في فهمه وعجز عن انتخابه
ما أقسى ان تكون عاجز عن فهم الناس وان يعجز الناس عن فهمك
خسارة أضعت حياتك بعلم غير ذي معنى

باسل ترجمان