كتب منذ قليل الدكتور الصحبي بن فرج ،النائب عن كتلة الحرة بمجلس نواب الشعب ، التدوينة أسفله على حسابه بالفايسبوك
حالة من الركود شهدتها الساحة الوطنية مع مرحلة ما بعد التحوير الحكومي وتراجع أخبار الحرب على الفساد 
ثم جاء قانون المالية ليكرّس إحساسا سلبيًّا بالازمة والخوف وانسداد الافاق وفقدان الأمل حرص « البعض » على تغذيته وتعميقه وكأنهم يمهّدون لشيئ ما
في الأثناء، كانت كل المؤشرات تشير الى سيطرة تدريجية وهادئة لمحور نداء/نهضة على كامل تفاصيل المشهد السياسي: في البرلمان أولا، ثم وفِي مرحلةٍ قريبة قادمة في الحكومة تمهيدا لترسيخ السيطرة في الانتخابات المقبلة بعد ان تُطوى الملفات وتُنسى الحكايات وتُعطى التعيينات وتُطوّعُ السياسات لتعطيَ أُكلها وتترك أثرها على الراي العام
بمجرد إعلان مشاورات الجبهة اشتعلت كل الجبهات ومن كل الجهات: ورغم أنها »وُلِدَت ميّتة » و » تبيع الوهم » فهي مبرّر كافٍ لطرد نواب النداء المشاركين في الجبهة، وهي أحيانا جبهة محسن مرزوق، وطورًا جبهة يوسف الشاهد، وأيضا وفي نفس الوقت مؤامرة على وثيقة قرطاج (أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم) وتشويش على الحكومة وتهديدٌ لقانون الميزانية
فيما تكفلت قيادة النهضة في تناغم تام بالتهمة التحريضية الجاهزة :إن هي إلاّ جبهة إستئصاليين….فاحذروهم
ردود الفعل العفوية (والحقيقية) الاولى تركت مكانها سريعا لمكينة اعلامية وسياسية ضخمة ومنظمة عملت على منع قيام الجبهة: ضغوط على نواب النداء، إِثناء نواب آخرين عن الانضمام، ضخ الإشاعات، حملات فايسبوكية على المؤسسين، التنبيه على الحكومة بعدم الاقتراب من الجبهة، تهديد آفاق تونس بإخراجه من الحكومة
ولم يُفلحوا……..رغم كلّ شيئ
فكان الردّ العبقري على الفشل بالإسراع بإعلان قيام جبهة النهضة والنداء الذي شكّل صدمة للراي العام وأعطى دفعا مجانيا ومصداقية للجبهة التقدمية، لن تتأخر معاهد سبر الآراء عن قياس تأثيرها على الراي العام هذا إن لم تكن قد بدأت في ذلك
خصوم الجبهة يُدركون جيّدًا معنى توحيد القوى الوسطية داخل البرلمان
ويعلمون تماما قوّة تأثير ذلك على القوى الوسطية خارج البرلمان
ويرون رؤيا العين مفعول هذا التأثير على مخططهم الجاهز منذ سنوات
لذلك، هم تحرّكوا (وسيتحركون) في جميع الاتجاهات، وبكل ما أوتوا من قوّة وأوراق ونفوذ ومناورات ووسائل
وهذا طبيعي ومنطقي ومنتظر
ليبقى السؤال:…….كيف ومتى يتحرك الآخرون؟