متى تغلق فروع التنظيم العالمي للإخوان في تونس؟

ها قد أشرفت العودة المدرسية على الأبواب ولا يزال فرع الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين بتونس مفتوحا وينشط

زينب التوجاني

بشكل علني ولا يزال يكوّن مئات الشباب والكهول من ذكور وإناث من مختلف الأعمار في ما يسمّونه « التكوين الشرعي » ولا تزال مئات الجمعيات المسماة قرآنية منتشرة في كامل أنحاء الجمهورية

هذه الجمعية التي تأسست في لندن في 2004، وترأسها يوسف القرضاوي لم تخفي ارتباطها بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، فيوسف القرضاوي عضو التنظيم الاخواني وروح الجماعة الاخوانية يمثل خيط الوصل بين التنظيم العالمي وهذه المنظمة التي تدعي الاستقلالية. ونفس الشيء يتكرر في تونس عبر رئيس فرع تونس عبد المجيد نجار الذي يجمع في نفس الوقت بين مهام داخل حزب النهضة وبين الوظيفة الجمعياتية وهو الأمر الذي يؤكد ارتباط هذه الجمعية المباشر بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين. حيث تعمل هذه الجمعية على تكوين الدعاة وتكوين مجموعة من حاملي القيم الدعوية والصحوية والمهيئين لنصرة التوجه الإسلاموي السياسي والتحفز الدائم للدفاع عن الهوية وعن الدين الذين يصور للطالبة أنهما في خطر دائم وأنهم يتلقون العلم عبر هذه الجمعية لإنقاذ هذا الدين من الضياع

عمل الفرع التونسي على رسكلة برامجه بتوظيف أساتذة من جامعة الزيتونة وبادّعاء نشر الإسلام الوسطي والمعتدل والمقاصدي لكن المتأمّل في الدروس وفي الأنشطة الموجهة للشباب والنساء يلاحظ تركيزها على الجانب الفقهي المرتبط بأحكام غير معمول بها في تونس ترتبط بتطبيق الشريعة على نحو ما تنادي به طالبان . فإلى ماذا يهدف تكوين مئات المتعلمين في أحكام الأحوال الشخصية الشرعية وفي أحكام المعاملات الإسلامية والبلاد تسير دواليبها القوانين الوضعية الصادرة عن ارادة الشعب وعن البرلمان وعن الدستور؟

ماالحاجة إلى تعليم فقه النساء وفقه البيع والشراء وفقه المواريث والبلاد تحتكم إلى قوانين ومراسيم وضعية مضبوطة؟ وأين سيشتغل حاملوا هذه المعارف الدينية التقليدية القديمة التي لم تعد صالحة للعصر؟ وفيم يحتاجون إليها وكيف سيطبقون معارفهم وأحكامهم الشرعية؟ هل تهيؤ هذه الجمعية الأرضية الصالحة لما يسمونه دولة شرعية؟ هل تعد العدة لحكم إسلامي موعود؟ هل تنشر الدعوة إلى أن يتمكن الحزب من التمكين لهذه الاحكام أن تتحول إلى واقع؟

إن هذه البرامج التعليمية الموازية وكل الجمعيات النسائية المرتبطة بها وكل الجمعيات المسماة قرآنية المرتبطة بها تمثل شبكة مترابطة وخلفية لتنظيم الإخوان المسلمين العالمي تترابط فيما بينها بالتمويل وتترابط فيما بينها بالتمكين الذي كانت توفره لها النهضة حين كانت تكرس لهذه الانشطة مؤسسات الدولة وتترابط فيما بينها بعضوية المشتركين فيها والمسيرين لها في حزب حركة النهضة من جهة وفي العمل الجمعياتي من جهة ثانية. وترابط فيما بينها بالاتجاه الواحد وتقاسم الأدوار إذ تهتم بعض الجمعيات بالأطفال فيما تركز أخرى على النساء وتشتغل الجمعية الأم على الشرائح الأمية والمتعلمة من سكان العاصمة

إن حماية المستقبل من تاثير التنظيم الدولي العالمي يبدأ بغلق فرع تونس لاتحاد علماء المسلمين وبغلق كل الجمعيات المشبوهة والتدقيق في مصادر تمويلها وأنشطتها والدعوة موجهة للقراء الكرام بتوعية الجميع بمخاطر تلقين أبنائهم هذا المحتوى الدعوي المعادي للدين وللعقل والذي يصنع أفرادا موالين للتنظيم العالمي لا أكثر ولا اقل تحت مسميات الدين والهوية والإسلام. إن هؤلاء يتصرفون في أموال تتدفق بين ايديهم ولكنهم يدمورون بها عقول الناشئة على أساس يغرسون فيها العلم الشرعي وهم يتلاعبون بهم ليحولوهم إلى عناصر قابلة للتطويع في خدمة أجنداتهم. وجب إذن على الدولة أن تغلق هذه الأوكار الطالبانية آجلا ووجب على الجميع ان يدرك الفرق الواضح بين الدفاع عن الدين والدفاع عن مصالح التنظيم العالمي للإخوان المسلمين الذي دمر أوصال الوطن العربي ونكل بالدين والإنسان المسلم من الشرق إلى الغرب

بقلم زينب توجاني . نشر على جريدة الشروق