منذر الزنايدي ، المترشح لرئاسة الجمهورية ، يؤكد أن منظومة الكذب والشعبوية لن تصمد طويلا

رسالة الأمل

إخوتي، أخواتي، أبناء وطننا الحبيب من مسؤولي وممثلي الهيئات والمنظمات الوطنية

لقد دأبت منظومة الكذب الشعبوية، بما هي التفاف على الإرادة الشعبية واحتكار للتحدث باسمها وإلغاء كل الأصوات المعارضة، على ضرب الهيئات الوسيطة والمؤسسات الرقابية وتدجينها

إضعاف المجتمع المدني بكامل مكوناته هو إضعاف للنظام الجمهوري وتكريس لحكم الرداءة وفسح المجال لإشاعة الوهم ونظريات المؤامرة

كيف لمنظمات وهيئات عريقة، بعضها فاز بجائزة نوبل السلام، أن تهجر الفضاء العام وتترك منظومة الكذب والرداءة تعبث بالبلاد ومقدراتها ومستقبل أجيالها؟ كيف لمنظمات وهيئات ساهمت في معارك التحرير وبناء الدولة الحديثة أن تتخلى على أحد أهم ثوابتها: الدفاع عن الصالح العام والتصدي لأخطار الداخل والخارج

لقد عانت تونس من غياب « أجسامها الوسيطة » فانخرطت منظومة الكذب الشعبوية في عبثها وانكفأ أبناء هذا الوطن على الشأن الخاص وانفرط عقد الفضاء العام

قد يجد التونسيون بعض المبررات لغياب جمعياتهم ومنظماتهم وهيئاتهم عندما كانت الشعبوية في عنفوان سلطانها وسطوتها، أما اليوم وقد ضعفت وشحبت وتهاوت وبانت خديعتها وتأكدت عزلتها، فلا مبرر لوقوف المجتمع الأهلي والمدني على الربوة لا سيما بعدما أنار قضاة المحكمة الإدارية الشرفاء طريق الجرأة على الصدع بالحق وإعلاء القانون لسائر أبناء شعبهم وبدأت تفوح من جديد على بلادنا نسائم الحرية وتتأكد ديناميكية حراك مواطني يقودها أمل كبير في التغيير

لسنا نطالبكم بدعم شخص أو فئة أو جهة أو إيديولوجيا وإنما ندعوكم للانتصار للحق ولثوابت هذا الوطن والدفاع عن قيم تأسس عليها وجود مؤسساتكم. ندعوكم لإيقاف نزيف الانهيار في الداخل والتصدي لمخطط الزج ببلادنا في سياسة المحاور في الخارج، فتونس كانت ولا زالت قادرة على فرض وجودها بمقدراتها الذاتية وكفاءة رجالها ونساءها، ندعوكم للوقوف إلى جانب أبناء شعبكم الذين عاد إليهم الأمل في الخروج قريبا من نفق الكذب والرداءة والعبثية. بلادنا أقوى وأفضل وأجمل بكم فلا تتخلوا عنها

لن تصمد منظومة الكذب الشعبوية طويلا أمام عودتكم…أمام هبتكم، أمام قوة حجتكم…فأنتم أقرب للشعب منها…وأنتم أوفى للجمهورية منها…وأنتم أحرص على الوطن منها…وأنتم باقون وهي راحلة

اليوم إنقاذ وغدا إصلاح وربي يحفظ بلادنا

منذر الزنايدي ، المترشح لرئاسة الجمهورية