العنف في تونس إلى اين ؟

من الأخطار التي تهدد المجتمعات بالتفتت والانهيار تلك التراكمات المتبادلة من الحقد والكراهية بين الأفراد والجماعات والأحزاب وهو ما يطغى اليوم على حياتنا بتونس في كل الأماكن وعلى كل المستويات ، عنف لفظي سرعان ما ينقلب الى عنف مادي ، في بيوتنا وفي مدارسنا وفي مستشفياتنا وفي ملاعبنا وفي طرقاتنا وفي كل الفضاءات المشتركة ، وبالأخص، في مجلس نواب شعبنا ! أي لدى نخبتنا السياسية التي هى رمز فخرنا وقدوتنا ! يا لها من خيبة ٠٠ويالها من صدمة٠٠لماذا اصبح مفهوم التونسي اليوم للديمقراطية والحرية يتجسم في الفوضى وعدم الانضباط ؟ لماذا فقدنا بسرعة معاييرنا الأخلاقية والاجتماعية الأصيلة؟ لماذا اصبح كل واحد منا ينهش الآخر ولا يتردد في الإيذاء للآخر؟ ولماذا هذا التشليك للسلطة على مختلف الدرجات ؟ وهل الاستقواء على السلطة والإساءة إلى كل رموزها يقودنا إلى حل ؟ بالعكس انه يزيد في تأزم أوضاعنا وفي إضعاف تماسكنا ٠٠ ولماذا هذا الامعان في النقد والانتقاد وفي الإقذاع والتشنيع وفي التهاون بما يتهددنا من أخطار وتحديات ؟ إننا اليوم في مركب واحد تتلاطمه الأمواج من كل الجهات ويا ولينا ان لم نتعظ بواقعنا المؤلم ولم نتجاوز انانيتنا ونصلح عيوبنا شعبا وحكومة من أجل وطننا واجيالنا الصاعدة ، ذلك أن الله تعالى قال في كتابه العزيز : ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

عبد الحميد سلامة