اليوم أرى العائلة الدستورية كالشجرة التي شاخت ثم تشبّبت

بعض الاصدقاء ممن احترمهم، و اعتقد انهم من اصحاب الفكر الحر و المتحرر ، الذين كتبوا مستهزئين من حملة « ثورة التنوير » التي اطلقها الحزب الدستوري الحر بالمنستير
اقول لهم

* انه لا يخفى عليهم ان رواد عصر التنوير في مختلف المجالات كانوا ينادون بسيادة العقل وقيم المثل العليا كالحرية والاخاء والتسامح والحكم الدستوري …مقابل الظلامية والتشدد والحكم المطلق ومصادرة الافكار التي تمسكت بها الكنيسة و السلطة الملكية المطلقة… اليس « الفكر الإخواني » بمختلف تمظهراته كنسية جديدة ! الم يذبحوا اتباع الكنيسة مثلما ذبح اليوم الراعي عقبة الذيبي وقبله الاخوان السلطاني وجنودنا وامنيونا… هللوا للذبح مواطنون، اجوار لنا، نتلحف معهم نفس السماء، وبعضهم وصل قبة البرلمان، يشرع لنا قوانينا الملزمون باحترامها

يمكن ان نعيش القرن الواحد والعشرين اي القرن الرابع* بعد التنوير ولكننا لا زلنا نعيش الظواهر التي حاربها التنويريون في القرن الثامن عشر رغم ما قرانا من كتب، وما كتب مثقفونا من كتب ومقالات تدعو لسيادة العقل ولمدنية الدولة وفصل الدين عن السياسة… لماذا فشلوا في تنوير العقول. وهم انفسهم الذين يستهزئون اليوم من دعوة رئيسة الحزب الدستوري الحر لثورة تنويرية.
* لعل هبة شعبية وانخراط شعبي في حملة تنويرية تكون اجدى من كل كتبكم التي كتبتم وانتم في عليائكم. كتب بقيت دون قراء. لعل انخراط الجماهير في محاولة فهم معنى التنوير سيدفعها الى قراءة ابداعاتكم و محاولة فهمها بعد هذه الحملة التنويرية. وتكونوا بذلك رواد عصر التنوير التونسي للقضاء على الظلامية والتشدد والتكفير والذبح… الذي تخلص منه الغرب منذ اربع قرون . ونسعى نحن اليوم للتخلص منه  وعلى ايديكم نحجو

* ما أنا مقتنع به في هذه الليلة الحزينة لاستشهاد الراعي عقبة الذيبي هو اني لم أشهد في حياتي العائلة الدستورية في المعارضة، عرفتها فقط في السلطة وقد اهترأت منها . اليوم هي في المعارضة وكأني أراها فجر الاستقلال ، داعية للتنوير يحدوها الامل في البناء والتعمير والتقدم، أناس وطنيون غير انتهازيين… أرى العائلة الدستورية كالشجرة التي شاخت ثم تشببت…أنتم أجدادي ومحرروا  بلادي وبناة دولتي، فلنأخذلكم مادمتم وطنيينأحرار وأوفياء على العهد

صياح الوريمي