منظمة العفو الدولية تطالب تونس بوقف مقاضاة المدوّنة آمنة الشرقي التي نشرت نصا اعتبر « مسيئا » للقرآن

دعت منظمة العفو الدولية الأربعاء السلطات التونسية إلى وقف ملاحقة مدوّنة شاركت في نشر نص ساخر على مواقع التواصل الاجتماعي اعتبر مسيئا للإسلام ورأت في ذلك تقويضا لحرية التعبير في الديمقراطية الناشئة

وقرّر القضاء التونسي مطلع شهر ماي ملاحقة المدوّنة آمنة الشرقي بعدما تداولت على الانترنت نصاّ فيه محاكاة اعتبرها وكيل الجمهورة « ساخرة » من القرآن بتهمة : « المسّ بالمقدسات والاعتداء على الأخلاق الحميدة والتحريض على العنف »، على ما أفادت به محاميتها ايناس الطرابلسي لوكالة فرانس برس

 و مثلت الشرقي أمام الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس الخميس وأجل النظر في القضية

وشاركت الطالبة البالغة من العمر 26 عاما في نشر نصّ ساخر بعنوان « سورة كورونا » وتمت دعوتها إثر ذلك من قِبل الشرطة في العاصمة تونس للتحقيق. وقرّر المدعي العام بعد سماعها بالمحكمة الابتدائية بتونس توجيه تهمة « المسّ بالمقدسات والاعتداء على الأخلاق الحميدة والتحريض على العنف » للشرقي التي لم يتم توقيفها، وفق المحامية

وبحسب المحامية، تتم مقاضاة الشرقي وفقا للمادة السادسة من الدستور التونسي التي تنص على أن « الدولة راعية للدين، كافلة لحرية المعتقد والضمير وممارسة الشعائر الدينية، ضامنة لحياد المساجد ودور العبادة عن التوظيف الحزبي. تلتزم الدولة بنشر قيم الاعتدال والتسامح وبحماية المقدّسات ومنع النيل منها، كما تلتزم بمنع دعوات التكفير والتحريض على الكراهية والعنف وبالتصدي لها

وقالت آمنة القلالي، نائبة المديرة الإقليمية لشمال أفريقيا والشرق الاوسط في منظمة العفو الدولية في بيان الأربعاء : إن محاكمة آمنة ما هي إلا مثال آخر على مواصلة السلطات، على الرغم من التقدم الديمقراطي في تونس، استخدام القانون القمعي لتقويض حرية التعبير 

واعتبرت القلالي أنه : من غير المقبول أن يواجه شخص ما عقوبة بالسجن تصل إلى ثلاث سنوات فقط لمشاركته تعليقاً ساخراً على فيسبوك. فهذه المحاكمة تبعث برسالة مفادها أن أي شخص يجرؤ على التعبير عن رأي مثير للجدل على وسائل التواصل الاجتماعي يواجه خطر العقاب

كما طالبت المنظمة السلطات « بالتحقيق في التهديدات المثيرة للقلق بالقتل والاغتصاب التي تتلقّاها المدونة، وضمان توفير الحماية لها