على خَلْفِيَةِ مواجهة الكورونا ، العلاقة بين اتحاد الشغل والحكومة ومنظمة الأعراف مرشحة للتوتر

يوميات الحجر الصحي الشامل – اليوم الثاني عشر من الشوط الثالث-الجمعة غرة ماي 2020
يومية خاصة بإحياء يوم غرة ماي ومهداة الى كل عمال القطاع الصحي في جميع أنحاء العالم

 

الاحتفال بغرة ماي في زمن الكورونا : اليسار الراديكالي يتوعد الحكومة

نظر للظروف الاستثنائية التي تشهدها البلاد و العالم فبعد أن كانت بطحاء الاتحاد العام التونسي للشغل في نهج محمد علي المكان التقليدي الذي يتم فيه  الاحتفال بعيد الشغل العالمي اقتصر الاحياء على كلمة وجهها السيد نورالدين الطبوبي أمين العام الاتحاد انطلاقا من مكتبه في مقر المنظمة في ساحة محمد علي وبالاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي. ولم تتخلف منظمات اليسار الراديكالي عن الموعد فمن خلال البيانات الثلاث التي أمكن لنا الاطلاع عليها نلاحظ طغيان الصبغة الايديولوجية والاطلاقية الصالحة لكل مكان وزمان . هذا وان ذكرت كل البيانات بجذور غرة ماي التاريخية وبالظرف الخاص الذي تمر به تونس وبقية بلدان العالم من جراء انتشار وباء الكورونا فقد أجمعت البيانات الثلاثة على اطلاق رصاص الرحمة على حكومة الفخفاخ معلنة تباينها الكلي معها. فقد هاجم حزب العمال في بيانه ما اسماها « منظومة الحكم » واتهمها « بانها في خدمة الأثرياء ورؤوس الأموال وأصحاب المؤسسات والمهربين » « على حساب العمال والأجراء وعموم الطبقات والفئات الشعبية ». أما حزب الوطد الموحد فقد دعا من جهته في بيانه « الى مواصلة النضال ضد الاستغلال الرأسمالي وضد الامبريالية وعملائهم » واتهم حكومة الفخفاخ « بالانحياز للفئات الطفيلية التي تتحكم في مفاصل اقتصاد البلاد ». ولم يتخلف الحزب الاشتراكي على نفس النبرة الحادة حيث اعتبر أن الحكومة « تركت يد داعميها من أصحاب المال والأعمال ومن « اثرياء الثورة » ومن الذين جعلوا مصالحهم مرتبطة بقوى أجنبية وعلمية تفعل ما تشاء وبالرغم من ذلك فان رئيس الحكومة يتوعد الشعب التونسي بأن زمن : التضحية آت لا ريب فيه

كلمة الاتحاد من مكتب الأمين العام : تحية للجيش الأبيض ومطالبة بوقف الاقتطاع الاستثنائي

الخطاب الذي توجه به نورالدين الطبوبي الى الشغالين من مكتبه وبعد التذكير بجذور غرة ماي والمصادمات التي وقعت بين عمال شيكاغو مع الشرطة في سنة 1886 تعرض للظروف الوطنية والعالمية التي يتم فيها احياء هذه الذكرى حيث يعيش العالم تحت وقع جائحة الكورونا التي زحفت على الأنشطة الاقتصادية وكان لها تداعيات اجتماعية شملت كل البلدان العالم غنييها وفقيرها حيث « بات كل كبير صغيرا أمام الوباء ». وبعد تحية كل الطواقم الطبية التي تلعب دورا أساسيا في مولجهة الوباء دعا الأمين العام الحكومة إلى « وقف الاقتطاع الاستثنائي من أجور العمال والموظفين التي أصبحت عبئا عليه » وأكّد الطبوبي، « أنه لم يعد باستطاعة العمال والموظفين أن يضحّوا أكثر مما ضحوا، مشددا على ضرورة احترام الاتفاقيات بالحرص على تطبيقها احتراما للحوار الاجتماعي وضمانا لاستقرار البلاد ». وقال نورالدين الطبوبي من جهة أخرى، : إنّ البعض ممن انتفعوا طويلا من امتيازات ودعم المجموعة الوطنية تنكروا عند الشدائد للوطن والشعب وغلبوا مصالحهم الخاصة والحال أن الظرف يقتضي تقاسم التضحيات كل حسب إمكانياته

بيان الحكومة بمناسبة غرة ماي: اجراءات متعددة لمجابهة تداعيات جائحة : كورونا

أكد رئيس الحكومة الياس الفخفاخ، اليوم الجمعة، التزام الحكومة بنهج الحوار والتشاور مع الأطراف الاجتماعية في كل القضايا الاجتماعية والوطنية الكبرى مشددا على أن مواصلة التحكم في انتشار الوباء يبقى رهين انخراط التونسيات والتونسيين والتزامهم بإجراءات الحجر الصحي الموجّه بمختلف تدابيره الصحية والوقائية. وأبرز في بيان صادر عن رئاسة الحكومة بمناسبة الاحتفال بعيد الشغل الموافق لغرة ماي من كل سنة، حرص الحكومة على حفظ الحقوق المهنية والمادية، وتأمين ظروف العمل اللائق لكل الشغالين، وفق شروط الصحة والسلامة المهنية والاتفاقيات المبرمة في هذا الإطار مثمنا دور الاتحاد العام التونسي للشغل، في الدفاع عن حقوق الشغالين وتبني مطالبهم المشروعة في الشغل والكرامة ودوره الوطني في تنقية المناخات الاجتماعية وإسهامه الفاعل في كل المراحل التاريخية التي مرت بها تونس
وثمن في ذات السياق، مجهودات الاطارات الطبية وشبه الطبية وكل العاملين في القطاع الصحي، وفي الخطوط الأولى عموما، لما يبذلونه من جهود في مقاومة هذه الجائحة والتحكم في انتشارها، متوجها بالتهنئة إلى كل الأجراء والشغالين بالفكر والساعد في كل الجهات وفي مختلف القطاعات وإلى كافة المنظمات المهنية للعمال وأصحاب العمل، بمناسبة العيد العالمي للشغل. وذكر أن الإجراءات الإجتماعية والاقتصادية المعلنة في إطار مرافقة المؤسسات لمجابهة تداعيات جائحة « كورنا »، تهدف أساسا إلى الحفاظ على مواطن الشغل وحقوق الشغالين وعلى ديمومة المؤسسة ودورها في مرحلة الانعاش الاقتصادي، واستعادة نسق النمو ما بعد الازمة مبرزا أهمية دور القطاع الخاص في معاضدة مجهود الدولة في هذا السياق

موسم الحج الى القيروان: زيارة مصانع الأدوية ، سيرا على خطى الرئيس

بعد الزيارة التي أداها رئيس الجمهورية الى ولاية القيروان قام السيد بوعلي لمباركي الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل صباح اليوم الجمعة غرة ماي بزيارة الى مؤسستين لصنع المواد الطبية وشبه الطبية بمدينة القيروان وبمنطقة الباطن . وخلال هذه الزيارة صرح بوعلي المباركي عضو المكتب التنفيذي الى مندوب وكالة (وات) بالقيروان ان المكتب التنفيذي للمنظمة قرر تنظيم زيارة الى ولاية القيروان وبالتحديد الى مؤسسة « كونسوماد » لتكريم العاملين فيها بعد ان قرروا عن طواعية البقاء في الحجر الصحي داخل المؤسسة من اجل توفير حاجيات البلاد من الكمامات واكد ان هذه التكريم ياتي ردا للجميل على التضحيات التي بذلوها ليلا نهارا طيلة 43 يوما داخل المصنع وتجندوا لصنع الكمامات مضيفا انهم انهوا اليوم الجمعة وغادروا نحو بيوتهم وعائلاتهم وكانوا في الصفوف الامامية للتصدي لهذا الوباء على غرار المؤسسة الامنية والعسكرية والقطاع الصحي رغم الامكانيات والمحدودة الصعبة التي تعيشها تونس على مستوى التجهيزات الصحية خاصة بالقطاع العمومي. ويشار الى ان الامين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل توجه اثر ذلك مرفوقا بوالي الجهة محمد بورقيبة وكاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل و معتمد القيروان الشمالية الى مؤسسة « كينقيفلاكس » المنتصبة بالمنطقة الصناعية بالباطن والمختصة بدورها في صناعة المواد شبه الطبية والوقائية اعترافا لاعوانها بالمجهودات المبذولة في توفير مستلزمات الوقاية ومعاضد المجهودات الوطنية في التوقي من انتشار فيروس كورونا .

على خلفية مواجهة الكورونا العلاقة بين الاتحاد والحكومة ومنظمة الأعراف مرشحة للتوتر

اكد الامين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل بوعلي المباركي في تصريح اليوم لمندوب « وات » بالقيروان ان المنظمة الشغيلة عبرت عن رفضها للمراسيم التي تمس اجور الموظفين والاعوان العموميين وستعمل على الغائها حفاظا على العاملين في قطاعي الوظيفة العمومية والقطاع العام. وأضاف ان الاتحاد العام التونسي للشغل سيجتمع مع الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والحكومة ممثلة في وزارة الشؤون الاجتماعية للتحاور بشان خلاص اجور شهر ماي في القطاع الخاص واوضح ان اتحاد الشغل اتفق مع منظمة الاعراف والحكومة على عدم اغلاق اي مؤسسة وعلى عدم فقدان اي موطن شغل بعد جائحة كورونا مضيفا انه تم في هذا الاطار امضاء اتفاق على خلاص اجور العمال في القطاع الخاص لشهر افريل عن طريق جزء تساهم به الدولة وجزء تموله المؤسسة ومشددا على ان هذا : الاتفاق لابد ان يطبق حرفيا.
وكان السيد عبد الكريم جراد الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل عبر أمس في مداخلة على « موزاييك فم » عن استغرابه من الطريقة التي طبقت بها الحكومة اقتطاع يوم عمل من أجرة الشغالين معتبرا أنه من الاجحاف استغلال المبادرة التي تقدم بها الاتحاد لاعتماد القيمة الجملية السنوية للمداخيل واقتطاع منها نسبة 1/365 وهو ما يؤدي عمليا في بعض الأحيان الى حجم يصل الى قيمة يومين لوتم احتساب نسبة 1/30 . وفيما يخص الاجراءات المعلنة حول عودة العمال والموظفين بداية من يوم الاثنين 04 ماي اعتبر السيد جراد بما أن الأمر يتعلق بصحة المواطن فان الطرف الوحيد المخول له القرار هو الطرف الطبي. واضاف أنه يمكن أن يكون للمؤجر رأيى وللعمال رأي علينا الاعتماد على خبرة الأطباء وتساءل هل كان القرار الحكومي مبنيا فعلا على دراسة ميدانية ومعرفة دقيقة حول حقيقة التباعد الجسدي داخل المصانع وفي وسائل النقل التي سيستعملها العمال للوصول الى مصانعهم وختم تصريحه قائلا : ارجو ألا يكونوا قد قاموا بكل شيء في البيروات وفي تلك الصورة قد يفاجؤون بالواقع يوم الاثنين

فيما يواصل ترومب توعده للصين منظمة الصحة العالمية تؤكد أن أصل الكورونا طبيعي 

ذكر رئيس منظمة تيدروس غيبريسوس، إن حالة الطوارئ الصحية في العالم ما زالت قائمة. ومن جهته قال مدير برنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية مايكل ريان، إن فيروس كورونا أصله طبيعي، وليس من صنع البشر. جاء ذلك في اجتماع عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، حضره المدير العام للمنظمة تيدروس غيبريسوس. وأفاد ريان، بأن « العديد من العلماء قاموا بفحص التركيبة التسلسلية لجينات كورونا عشرات المرات ». وأردف: « متأكدون أن أصل هذا الفيروس طبيعي ». من جانبه، أعرب غيبريسوس، عن قلقه من تفشي الفيروس في البلدان التي تملك أنظمة صحية ضعيفة، مشددا على ضرورة مساعدتها في مكافحة كورونا. وأضاف غيبريسوس أن « حالة الطوارئ الصحية في العالم ما زالت قائمة ». و قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء أمس الخميس 30 أفريل ، ، إنه اطلع على أدلة تفيد بأن كورونا مصدره مختبر مدينة ووهان الصينية. من جهته، نفى المتحدث باسم الخارجية الصينية قنغ شوانغ، ادعاءات تفيد بأن كورونا تسرب من مختبر المدينة. وقال شوانغ، في تصريح صحفي الجمعة، إن مختبر ووهان « غير قادر على تصميم وإيجاد فيروسات كورونا، وإنه لم يفعل ذلك أبدا ». وحتى مساء الجمعة، أصاب الفيروس أكثر من 3 ملايين و370 ألفا حول العالم، توفي منهم ما يزيد على 237 ألفا، وتعافى أكثر من مليون و70 ألفا، وفق موقع : ورلدميتر

تونس-أريانة سهرة الجمعة غرة ماي 2020

الدكتور حبيب القزدغلي

الصورة المصاحبة : إمضاء الإتفاق بين اتحاد الشغل ومنظمة الأعراف والحكومة