سفير الصين بتونس يؤكد موقف بلاده الرافض لأي تدخل في الشأن التونسي

أكد سفير الصين الجديد بتونس وان لي موقف بلاده المعارض والرافض لأي تدخل في الشأن الداخلي لتونس

وبين صباح اليوم الجمعة خلال لقاء إعلامي بممثلي وسائل الاعلام التونسية خصصه للدورتين السنويتين (التجمع السنوي للمجلس الوطني لنواب الشعب والمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني) المنعقدتين مؤخرا أن الصين وتونس تلتقيان حول جملة من القيم الإنسانية التي تستند إليها العلاقات الدولية لعل أبرزها التمسك بعدم التدخل في الشون الداخلية للغير، مقابل العمل من أجل السلام والتنمية المشتركة، وترسيخ قيم الحرية والديمقراطية قائلا : ان مصداقية الحرية والديمقراطية لا يمكن أن تحددها أو تقودها أقلية من الدول 

وشدد على أن كل من الصين وتونس دولتان عريقتان وهناك تعاون بينهما منذ طريق الحرير البحري وأن إمكانات التعاون وتنويعه اليوم كبيرة ومتعددة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية، وأن الصين تقف إلى جانب تونس من أجل الحصول على قرض صندوق النقد الدولي لتنفذ إصلاحاتها الاقتصادية

وأشار السفير الصيني إلى أن بلاده احتضنت يوم 15 مارس مؤتمرا للحوار رفيع المستوى بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب عالمية من بينها أحزاب تونسية مبينا أن الرئيس الصيني شي جين بينغ قد طرح خلال المؤتمر مبادرة للتنمية العالمية تقوم على احترام التنوع والحوار والتسامح والتواصل بين الثقافات والحضارات

وأفاد بأن مبادرة التنمية العالمية والانفتاح التي تطرحها الصين للسنوات المقبلة يمكن أن تستفيد منها تونس بشكل واسع مشيرا الى ان لقاءه اليوم بوزيرة التجارة وتنمية الصادرات كلثوم بالرجب كان مناسبة لبحث السبل الكفيلة بتذليل العجز التجاري لتونس مع الصين الذي يمثل ربع العجز التجاري لتونس مع الخارج.ولاحظ أن هذا العجز ليس نتيجة خيارات سياسة لدى البلدين حيث لا توجد في الواقع عوائق سياسية لتصدير المنتجات التونسية إلى الصين بل هو بسبب هيكلة السلع وتداعيات العولمة التي جعلت من البضاعة الصينية مقبولة في السوق التونسية موضحا أن الجانبين الصيني والتونسي يعملان في الوقت الراهن على تذليل الصعوبات أمام البضاعة التونسية من خلال تذليل الحواجز الجمركية وفتح الممرات الخضراء أمام المنتجات الزراعية التونسية وخاصة زيت الزيون

وذكر بأن اللقاء الذي جمع الرئيس قيس سعيد بنظيره الصيني في القمة العربية الصينية بالرياض شدد بالخصوص على تعزيز التعاون في مجالات البنية التحتية والطاقة الخضراء والتنمية الخضراء لافتا في هذا الإطار إلى وجود شركتين صينيتين تعملان لإنجاز محطتين للطاقة الشمسية، فضلا عن بحث شركات صينية لشراكات في مجال الطاقة الخضراء والموانىء، إلى جانب سعي عدد من الشركات الصينية العاملة في مجال السيارات إلى تحيل نشاطها إلى تونس

أما في المجال الصحي ذكر السفير الصينب ان تونس طلبت من الصين بناء مستشفى لمرضى السرطان في قابس، وأن بلاده تستعد إلى تقديم دفعة جديدة من التجهيزات والآلات الطبية للمستشفى الجامعي بصفاقس، هذا إلى جانب الفريق الطبي الصيني الذي يعمل منذ 50 سنة في تونس.وقال السفير وان لي أن تونس تعد من الدول العربية الرائدة في مجال التعاون الثقافي مع الصين، وقد تم خلال السنة المنقضية التوقيع على بروتوكول للتعاون الثقافي والسياحة.وأفاد بأنه بصدد البحث مع المؤسسات المعنية إمكانية الاعفاء من التأشيرة للسياح الصينيين الذين يأتون بشكل فردي خاصة من الشباب إلى تونس مذكرا بأن سنة 2019 شهدت توافد أكثر من 30 ألف سائح صيني، وهناك جهود لمضاعفة هذا العدد