رسالة إلى صاحب الرسالة : مولاي…هلاّ تركت الكرسي…احتراما لنفسك

ما تعيشه البلاد منذ انتخابات 2019 مخجل إلى حدّ بعيد…وما أتاه ساكن قرطاج من خلال رسالة تقطر حقدا ونوايا سيئة إلى ساكن القصبة بتونس لا يليق…وجهل ساكن القصبة بكل شؤون تسيير الدولة مخجل ومعيب ولا يليق ببلاد حكمها بورقيبة…ولا يليق بخريجي المدرسة القومية للإدارة …فهل سننتظر سنة أخرى لنضيفها إلى عجافها حتى نأمل في أولى سنوات سمانها؟ هل يعلم ساكن قرطاج الذي يحن بطريقة كتابته لرسائله الرسمية إلى عهود كان ياقوت المستعصمي وابن مقلة يكتبان فيها رسائل أسيادهم من الخلفاء والأمراء بخط ثلثي أو نسخي

أقول هل يعلم ساكن قرطاج أن الشعب التونسي دفع كل ما يملك …وخسر كل ما لديه في عشر سنوات …أيدري ساكن قرطاج أن الشعب اليوم لا يهتمّ برسائله المخطوطة التي يريد أن يتميّز بها عمن سبقوه، وكأنه جاء بالعجب العجاب وأخرج البلاد مما هي فيه برسالة مخطوطة يريد أن يُذْكَر بها وهو الذي لن يترك أثرا يذكر به…أيعلم ساكن قرطاج أن رسائله وخطبه العرجاء لن تسدّ رمق الجياع …ولن تصبح كهرباء تضيء ظلام بيوت الفقراء… ولن تتحوّل دفئا لأكواخ ضعاف الحال…أيعلم أن تهديده ووعيده للفاسدين لن يصبح لباسا للعراة ولا حذاء للحفاة …

أيعلم ساكن قرطاج أن هذا الشعب لن ينتظر عشرا عجافا أخرى ليخرج عليه ومن معه جائعا ثائرا…أيعلم ساكن قرطاج الذي يعيش قرونا مضت منتحلا صفة أمير من الأمراء أو خليفة من الخلفاء، أن الجياع سيخرجون عليه وعلى بقية سكان القصور قريبا…ليس بحثا عن الكراسي…ولا عن سلطة زائفة لا تدوم، بل طلبا لحقوق مشروعة، ووعود غفلتم وتغافلتم عن تحقيقها لشعب يموت بالتقسيط

أيعلم مولانا الأمير ساكن قرطاج ما مصير الأنظمة التي تتعامل مع شعوبها بفوقية …أيعلم مولانا أمير قرطاج نهاية الحكام الذين ينصّبون أنفسهم مقام الوطن…أيعلم مولانا ساكن قرطاج أن الوطن فوق الجميع….وأن الشعوب تنتصر في النهاية دائما…أيعلم مولانا أن الشعب ليس بحاجة إلى خطب رنّانة…ولا إلى تهديدات واهية …وقصص من خيال مولانا لم نر إثباتا واحدا يؤكّد صحتها…عن غرف مظلمة وخيانات…وتخابر …وأجندات

أيدري مولانا أن هذا الشعب لا يهتم لروايات لن تغنيه من فقر ولن تشبعه من جوع…ولن تضيء ظلمة بيته…أيعلم مولانا أن الشعب …هذا الشعب، يبحث عن وطن فقده…عن وطن خسره…أيدري مولانا أن هذا الشعب يريد وطنا يحميه…ويؤويه…وطنا حاكمه عادل…لا يؤذيه…حتى وإن قال فيه…ما قد لا يمكن أن يقال فيه…أيدري مولانا أن هذا الشعب يريد وطنا…لا فقر فيه….وطنا…لا ظلم فيه….وطنا لا كذب فيه….وطنا… لا بطالة فيه…وطنا …لا يخاف منه …وفيه…وطنا لا فساد فيه

أيدري مولانا أن هذا الشعب لا يبحث عن حاكم إذا أطلّ من التلفاز يودّ لو يركل التلفاز بقدميه… فهلا تركت الكرسي …احتراما لنفسك….ولمن جلسوا عليه

سلامة حجازي