ردا على شكري المبخوت أو عندما تغيب الأخلاق ويُدَاسُ على القيم العلميّة

نشر شكري المبخوت إلى حدّ هذه الأيام ثلاثة كتب عن تاريخ التكفير في تونس جمع فيها أشتاتا من الأخبار المتفرقة والنصوص المتناثرة التي لا ينظمها ناظم معرفي لأنها لا تشترك إلا في لفظ واحد وهو تكفير المخالف أيا كان المكفّر وأيا كان المكفَّر، وقد تناولت بعض ما جاء في جزئه الأول في مقال عنوانه « دفاعا عن الزيتونة »(1) حيث نقدت ما يروّج العامة من أن الزيتونة كفّرت عبد العزيز الثعالبي والطاهر الحداد والحال أن البحث والتقصي يفيدان أن هذا الوصف لم يُستعمل في تونس من أي جهة دينية أو رسمية قبل الاستقلال، فحتى جريمة التجنيس التي أجمع الناس على التشنيع بمرتكبها فإن أقصى ما وصلت العقوبة فيها هي منع دفن المتجنس في مقابر المسلمين وكأني بالأحياء يقولون للمتجنس بما أنك رفضت العيش معنا واخترت المستعمر فإننا نمنعك من أن تكون بيننا بعد وفاتك، هذا الموقف الأغلبي وجد له استثناء تمثل في رأي الشيخ أحمد عياد الذي لم يكن له وضع رسمي أو شرعي يؤهله للإفتاء بالتكفير أو بغيره، هذا الخلط الذي ظهر في مختلف الأوراق التي سوّدها شكري مردّه عدم ضبط مصطلح التكفير فبقي إطلاقه متراوحا بين الإثارة والمناكفة السياسية، فقد كان من المتحتم على المؤلف أن لا يباشر موضوعه إلا بعد ضبط المعنيين اللغوي والاصطلاحي ولكنه اتجه في هذا المبحث الخطير إلى ترديد ما أورد ابن كثير والتهانوي والمسعودي وابن الجوزي وهو ما سيؤدي إلى نوع من التعميم المقصود بهدف مضمر لم يصرّح به ولكننا نتلمسه هو خدمة حزب النهضة دون غيرها وبيان ذلك

1) لم يصدر في تونس أي حكم بالتكفير في معناه الاصطلاحي الذي يحمل تبعات على المستوى الشخصي لمن وصف به كمنعه من التوارث أو تطليقه أو تطبيق حدّ الردّة وغير ذلك بحيث لم تعرف تونس طوال تاريخها المعاصر هذا النوع من الانفلات لذا نرى أن ما ذهب إليه شكري من قوله: « وقد كشف لنا الحفر التاريخي أن قضايا التكفير ظهرت في تونس ابتداء من سنة 1904 عند محاكمة الشيخ عبد العزيز الثعالبي بتهم خطيرة »(2) تَزَيُّد لا تسنده معرفة أو علم بل هدفه التمهيد لتقبّل هذا الوصف في أيامنا هذه والتخفيف من شناعته وخطورته طالما أن استعماله دارج منذ بدايات القرن الماضي وقد أورد لذلك مثالين تناولتهما في مقالي المذكور أعلاه الأوّل منهما يتعلق بالثعالبي الذي لم تكفره أي جهة دينية كأن تكون كبار شيوخ جامع الزيتونة أو المجلس الشرعي كل ما هنالك قضية قُدمت ضده في الاستهانة بأحد المجاذيب والثاني الطاهر الحداد الذي يشاع أنه كُفر هو الآخر والحال أنه كان ضحية مؤامرة دبّرها ضدّه محيي الدين القليبي وغيره أدّت إلى سحب شهادة التطويع منه والدعوة إلى مصادرة الكتاب ومن الجدير بالملاحظة أن الجهة الوحيدة التي كفرت الحداد وادّعت أن القس سلام والكنيسة واليهود كانوا وراء نشر كتابه وترويجه والاحتفال به في كازينو البلفيدير هي حركة الاتجاه الإسلامي سابقا النهضة حاليا وذلك سنة 1979 في مقال شهير لم يتعرض له شكري حتى لا يُحرج أصدقاءه الجدد، بجانب ما ذُكر كفرت الحركة وشهّرت بكلّ من الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور والمصلح الكبير خير الدين باشا وحسن الزمرلي ومحمود قابادو وطه حسين وعبد الرحمان الشرقاوي فضلا عن بعض أساتذة التعليم الثانوي وغيرهم، ولا يجب أن يغيب عن الأذهان أن شيخنا محمد الأخوة رحمه الله كفر الممضين على الميثاق الوطني ورواد مهرجان قرطاج في حديث شهير في مجلة المغرب(3) أما الغنوشي فقد أبدى فرحه وتحبيذه لإعدام محمود محمد طه زعيم الإخوان الجمهوريين بتهمة الردّة في حديثه لمجلة حقائق العدد 51 بتاريخ 15 فيفري 1985، كل ما ذكر أعلاه تغافل عن ذكره شكري لأن الهدف ممّا حبر لم يكن البحث في المسألة علميا بل خدمة أجندة سياسية تستهدف المساعدة على التمكين لخصوم الدولة المدنيّة

2) اعتماده في التكفير على من لا يُؤبه لهم ولا يُعتد برأيهم في هذه المسائل ففيما يخصّ صديقنا محمد الصغير أولاد أحمد رحمه الله استند إلى أحمد القديدي وصلاح الدين العامري موردا نصّيهما في الملاحق أما في صلب الفصل فقد استند إلى محمد الهادي الزمزمي وهو محام من قادة المهجر في حركة النهضة كلفته هذه الأخيرة بكتابة تقرير عن الشأن الديني في تونس بعد الاستقلال فكان أن كتب لها وريقات عنوانها: « تونس الإسلام الجريح » في حوالي 500 صفحة استند إليها القرضاوي فيما نشر فيما بعد في كتابه عن العلمانية في تركيا وتونس والذي تهمنا الإشارة إليه أن الزمزمي رجل سياسة يتعامل مع المسائل الدينية بمنطق الربح والخسارة ولا يهمّه إن كان ذلك متسقا مع قواعد الشرع ومصلحة الأمة أو كان مخالفا وهو في سبيل ذلك لم يترك شأنا له علاقة بالإسلام إلا كفر كل من كانت له به علاقة ولم يسلم منه لا الأحياء ولا الأموات فكل من اشتغل في دولة الاستقلال في عهدي المرحومين الزعيم الحبيب بورقيبة والرئيس زين العابدين بن علي كفرة جميعهم باستثناء محمد المزالي الذي لم يذكره البتة لأنه حالف حزب النهضة طمعا منه في أن يناصروه في الحرب المستعرة أيامها حول الخلافة، ومن بين الأسماء التي طالتها شتائم الزمزمي المذكور في الميدانين الثقافي والإعلامي نجد النوري بوزيد والفاضل الجزيري وسمير العقربي والتلفزة بقناتيها الأولى والثانية ومحمد الصغير أولاد أحمد وكاتب هذه السطور الذي خصّه بحوالي 40 صفحة من 70 صفحة في فصل عنوانه « الحرب على الإسلام في شرعه وشعائره ومساجده » كما خصه بصفحتين أخريين في الفصل المتعلق بالثقافة، والمستفاد ممّا ذكر أن شكري تعمد إلباس المواقف السياسية لبوس الفتوى بغير سند فتارة يعتمد صحفيا وأخرى منتسبا لحركة تكفيرية

3) في كتابه الذي صدر هذه الأيام تناولني شكري بالذكر مرتين في فصلين مختلفين وقيّمني تقييمين مختلفين بحسب موقفه هو ففي الفصل الذي خصّصه لشتم الطالبي والتشنيع عليه لأنه كفّر زميله عبد المجيد الشرفي ذكرني بخير واستند إلى نقدي للمرحوم مستشهدا بما ورد فيه قال عني: « ولعل هذه الخدمات التي كان يقدمها لنظام السابع من نوفمبر هي التي أهلته لأن يحظى بثقة الجهاز المشرف على تشخيص مصلحة النظام إيديولوجيا وأمنيا وسياسيا فيلتحق بالدائرة السياسية بوزارة الداخلية لمراقبة الدوريات والكتب وهي وظيفة حساسة بالنسبة إلى الوزارة بسبب الحرب المعلنة لاجتثاث الإسلاميين والفكر الذي يغذيهم ومن أفضل من أنس الشابي للاضطلاع بهذه المهمة الدقيقة لِما له من معرفة بتاريخ الحركات الإسلامية وطرق عملها وما يتمتع به من قدرة على سلّ سيف الردّ على كلّ من يشتم منه حديث خارج عن تصور الدولة للإسلام؟ »(4) قبل هذا كتب عني يقول: « وقد عرف بنزعته الجدالية في ما يتصل بالشأن الديني في تونس ومواجهته للإسلام السياسي »(5) أمّا في الفصل الذي خصّصه للدفاع عن زميله الشرفي فقد شن فيه على شخصي هجمة جاهلية جهلاء من السباب والشتم مكذبا نفسه فيما سبق له أن كتب في شأني قال: « ورغم ما يعتري ما كتبه أنس الشابي من ضعف فكري ومنهجي وثانويته فإن فائدته بالنسبة إلى عملنا تبرز الكيفية التي ينقلب بها الجدل الجدي الحقيقي بين الأكاديميين إلى مناسبة لتصفية الحسابات لدى غيرهم… فالمنطلق إذن هو التهجم على توجه بحثي تمثله مجموعة من أساتذة الحضارة في الكلية المذكورة من مدرّس تربية دينية متخرج من جامعة الزيتونة »(6)، ليس من عادتي الرد على الشتائم فقد عودتني الأيام أن إهمالها أفضل صونا للسان والقلم وتعففا عن سقطات السّفّه، ردّا على البذاءات التي خصني بها أقول

أـ صحيح أنني نقدت عبد المجيد الشرفي والبعض من تلامذته وسلخت من جلودهم أربعة كتب رائجة بين الناس اليوم وهي التالية « أهل التخليط » صدر سنة 2010 و »إنصافا للزيتونة والزيتونيين » سنة2011 و »النخبة الهشة » سنة2013 و »متواطئو نخبة هشة » صدر هذه الأيام وقد تناولت في جميعها كتاباتهم بالنقد ولكنهم جميعهم صمتوا ولم يتجرأ أي واحد منهم على الرد أو تكذيبي أو التشكيك في المعلومات التي تناولتها، الوحيد الذي نشر نصّا دفاعا عن نفسه هو عبد الرزاق الحمامي قال فيه بأن أنس « يحفر له طريقا إلى السجن »(7) فيما عدى ذلك لاذ الجماعة بالصمت رغم أنني أوجعتهم وآلمتهم وحرمتهم من المنافع المادية الكثيرة التي كانت تتأتى لهم من اللجنة الثقافية القومية ومن سلسلة موافقات ولجان الكتاب المدرسي والندوات وغيرها من المواقع التي كانوا يحتلونها ومن بينها رئاسة الجمهورية التي عمل مستشاروها في الميدان الثقافي على التستر عليهم، أما نقدي لكتابات البعض من جماعة الحضارة في منوبة فهدفه تصحيح الأخطاء الحمارية الواردة فيها وتجدونها بالتفصيل في كتاباتي من ناحية ومن ناحية أخرى سعيت إلى فضح علاقاتهم بالإخوانجية حيث يدافعون عنهم تحت ستار الموضوعية والبحث الأكاديمي وغيره من ساقط القول فعبد الرزاق الحمامي نشر مقالا في مجلة الفكر العربي المعاصر العدد 90-91 عن صلاح الدين الجورشي قدّمه فيه في صورة صاحب المشروع الفكري والمجدّد الديني أما عبد المجيد الشرفي فقد دعا إلى عودة الأوقاف في مقال نشره في العدد الأول من مجلة رحاب المعرفة وغير هذا كثير وفي المحصلة ثبت أن تحذيري من خطورة جماعة قسم الحضارة في منوبة كان مبنيا على مقدمات صحيحة حيث انخرط بعضهم فيما بعد في الجوقة الإخوانية فالشرفي كوفئ بتعيينه رئيسا لبيت الحكمة صحبة المهدي مبروك وأبو يعرب المرزوقي في نفس الوقت الذي يهدّد فيه مؤسس بيت الحكمة والوزير الأسبق للثقافة البشير بن سلامة الذي ترشح ضده بالعزل من العضوية وفق ما ذكر الأستاذ سامي بن سلامة في تدوينة له(8)

ب ـ في كل ما نشرت من نقد لم أتجاوز حدود الموضوع المبحوث فخلافاتي مع هذا الطرف أو ذاك ليست معمّمة ولا هي شخصية فإن اقتضى الأمر أتصدى للدفاع حتى عن الذين انتقدتهم سابقا بحيث أحتكم دائما وأبدا إلى المصلحة والموضوعية من ذلك أن أنس الشابي هو الوحيد الذي تجرأ ودافع عن الطالبي بعد هجمة الشرفي وتُبَّعه عليه في الوقت الذي كان فيه محاصرا من النظام بسبب ترؤسه لمجلس ابن سدرين والمرزوقي للحريات في ذلك الوقت نشرت مقالا طويلا عنوانه « بل زين للذين كفروا مكرهم »(9) لم تستسغه السلطة وفق ما بلغني ولم يعجب جوقة الشرفي وشكري بالذات، وكذا الحال مع ألفة يوسف التي نقدتها سابقا ولكني ناصرتها في خلافها مع رجاء بن سلامة وكذا الحال مع غيرها وبدون ذكر أسماء بحيث لا خصومة لي في الكون إلا مع الإخوانجية وذيولهم

ج ـ أما مسألة الرقابة وغيرها من ساقط القول فلا فائدة في إعادة ما قلت عنها سابقا وأعيد في كلمة مختصرة نعم شرفت بالعمل تحت إمرة الرئيس زين العابدين بن علي رحمه الله وأدّيت دوري في الرقابة ومحاصرة الإخوانجية وأذيالهم ولو عاد بي العمر لكنت أشد ولأصلحت بعض الأخطاء التي وقعت فيها

4) في دفاعه عن الشرفي استشهد شكري بإخوانيين مارسا التكفير مثلهم مثل الزمزمي والقرضاوي وهما

أ ـ احميدة النيفر الذي يدعي التجديد ونقد الفكر الإخواني وغيره من ساقط القول هو الآخر أشاع التكفير واتهم به خلق الله ولكنه استعمل ألفاظا مراوغة جديدة وملتبسة لا تحمل نفس الشحنة من التخوين والترذيل التي يوحي بها مصطلح التكفير، بعد أن صدر العدد الأوّل من مجلة 15/21 كتبت مقالا نقديا لهذه النحلة عنوانه »هل هناك يسار إسلامي » في جريدة الطريق الجديد(10) ففوجئت بحملة من الردود من طرف كتاب 15/21 في الأعداد الموالية ولكن الذي لفت انتباهي الافتتاحية التي كتبها احميدة تحت عنوان « بين الوفاء التاريخي والاختيار الصفر » من بين ما جاء فيها قوله: « والذي يقرأ بعض الدراسات الماركسية للإسلام يجدها جادّة لكنه يدرك أنها لا تستطيع أن تؤثر لأنها لم تنظو في نسق الانتماء الثقافي، إنها تعتمد فكرا (علميا) لكنها من (الخارج الثقافي) فهي لذلك محجوزة عنه وعن البناء المخزون في المجتمعات العربية الإسلامية، إنها تدرس المجتمعات العربية الإسلامية من (الخارج) كما يفعل العالم في مخبره أمام ظاهرة معينة »(11) وهو ما يعني أن كل مخالف لِما عليه احميدة وجماعته هو من الخارج الثقافي وهي التسمية المبتكرة للتكفير بحيث ينسحب وصف الداخل الثقافي على الجماعة المؤمنة التي أدت البيعة والخارج الثقافي على كل من خالفها، ولأن شكري يجهل الساحة الإسلامية تجده يهرف بما لا يعرف فيستشهد بمكفّر لنفي تهمة الكفر عن الشرفي

ب – الشخص الثاني الذي استند إليه شكري في نفي تهمة التكفير عن صديقه الشرفي هو سامي براهم الذي دأب على إنكار انتسابه إلى حزب النهضة غير أن كتاباته ومواقفه تناقض ما يدعي ففي استجواب شهير أذيع على قناة الجزيرة ونشرته مرات متعددة على صفحتي في الفايسبوك دافع سامي عن الروابط الإجرامية العصا الغليظة التي تستعملها الحركة الإخوانية لمواجهة كل معارض لها كما أنه في تصريح آخر اعتبر أن تصدير تونس للإرهابيين إلى سوريا هو مصدر فخر(12) علما وأن هؤلاء الذين يفتخر بهم سامي هم قتلة باسم الدين ومنفذون لأحكام التكفير التي تصدرها جماعته الذين ينفي صلته بهم.
ونحن بصدد إتمام هذا المقال انتشرت فضيحة تخص شكري المبخوت حيث نشرت وحيدة المي مقالا عن التطبيع مع الصهاينة ذكرت فيه أن شكري هو من بين المطبعين(13) فالذي يقبل الحصول على الشيكل في حقوق التأليف لن يتورّع عن قبول غيره مأجورا لدعاة التطرف والإرهاب كما هو مبيّن أعلاه وذلك بالكذب على الأمة والادعاء بأن التكفير موجود منذ بدايات القرن الماضي حتى يخفّف من جرم من كفّر النخب منذ سبعينات القرن الماضي علما وأن شكري هذا لمّا كلف بإدارة معرض الكتاب صرّح بأنه لا يرفض وجود كتب ابن تيمية(14) ففتح المعرض لكل من هبّ ودبّ وهو ما أثار الرأي العام، وخير ما نختم به فقرة هامة للأستاذة جليلة الطريطر من دراسة مطوّلة عن شكري المبخوت تقول: « إننا بإزاء نزعة نرجسية غير مهتمة بأخلاق البحث وقيمه »(15) وهو ما نوافقها عليه ونبصم بالعشرة

أنس الشابي

الهوامش
1) « متواطئو نخبة هشة » نشر دار آفاق، تونس 2021، ص113.
2) تاريخ التكفير في تونس ص14.
3) مجلة المغرب العدد 147 بتاريخ 14 أفريل 1989.
4) التكفير في الجامعة التونسية ص32 و33.
5) نفسه ص29.
6) نفسه ص172 و173.
7) جريدة الصحافة بتاريخ 4 أفريل 1993
8) نشرت التدوينة يوم 19 مارس 2019 جاء فيها: « للتذكير فقط البشير بن سلامة مؤسس بيت الحكمة ووزير الشؤون الثقافية الأسبق ترشح ضد عبد المجيد الشرفي لرئاسته ولم يفز بسبب رفض الاخوانجية المطلق له وتدخل رئيس الجمهورية المتوافق معهم واستقباله له رسميا ودعمه علنيا قبل عملية الاقتراع… نال الرئاسة بالتوافق مع الحركة بعدما طمأنهم بتصريحاته المتعددة ومن الطبيعي اليوم من أجل كرسي زائل أن يهدم لهم كامل المقر إن أرادوا ذلك… وكان أن بعث رئيس بيت الحكمة برسالة للبشير بن سلامة بعد انتخابه يهدده فيها بالعزل من عضويته… وقد صدمت حقيقة لما قرأتها » يقصد سامي تحطيم الشعار الحسيني الذي كان في أعلى بناية بيت الحكمة وهو جزء من مخطط لتدمير الرموز ساهم فيه الشرفي بما هو تحت يده
9) « أهل التخليط » أنس الشابي، نشر دار نقوش عربية،تونس 2010، ص10 وما بعدها
10) العدد 63 بتاريخ 25 ديسمبر 1982 وفي العدد 77 بتاريخ 26 مارس 1983 نشرت ردّا على احميدة النيفر عنوانه /بين الاختيار الثوري والوفاء الصفر
11) مجلة 15/21 العدد الثالث جمادى الأولى 1403 فيفري 1983 ص15
12) جريدة الضمير بتاريخ 1 مارس 2016
13) جريدة الشروق بتاريخ 19 مارس 2021
14) جريدة الشارع المغاربي العدد 70 بتاريخ 20 مارس 2017
15) جريدة الوقائع الألكترونية 

 اقرأ كذلك : الدكتورة جليلة الطريطر تكشف معطيات خطيرة حول شكري المبخوت وجائزة الملك فيصل