حقائق عن زيارة الدبيبة لتونس

تعيش ليبيا، منذ اسابيع، على حراك سياسي يدفع باتجاه انهاء عهدة الدبيبة وتكوين حكومة مصغرة مهمتها انجاز الاستحقاق الانتخابي بتوافق البرلمان والمجلس الأعلى للدولة ومساندة الجيش وطيف ميليشياوي واسع واسناد اقليمي مصري وخليجي. هذا الحراك وجد صدى لدى المبعوث الأممي الذي حضر اهم محطات التوافق بين المشري وعڨيلة صالح

ازاء هذا الوضع، لم يجد الدبيبة المأزوم والذي لا يتحكم الا في جزء من الغرب الليبي، حلا سوى السعي لخلق محور اقليمي يمكنه من افشال مسعى اسقاطه بالاعتماد على الجزائر واسترضاء تونس بالوعود

عموما، لا تهمني حسابات الانتهازي عڨيلة صالح ولا تخطيط الإخواني التائب خالد المشري ولا كذب حميدة الدبيبة، بقدر ما يهمني جهل المسؤولين في تونس بالتوازنات الحقيقية في ليبيا وبالأثمان التي يمكن ان يدفعها كل طرف في طرابلس لضمان الانحياز الاقليمي لصالحه

بعيدا عن « تحاليل » الصحافيين البسطاء الذين يفتون في الشأن الليبي فيقولون طرائف مضحكة، كان يمكن لتونس ان تجعل الدبيبة يدفع اعلى الأثمان لالتقاطه صورة في القصبة مع الدكتورة بودن. لا حاجة لنا بالديون المتخلدة بذمة الحكومات الميليشياوية، فيمكن ان نتصرف، كغيرنا، في الأصول ونحولها الى الخزينة. لسنا بحاجة الى تكثيف التصدير، فالجانب الليبي هو المستفيد من نزف المواد الغذائية في زمن صار فيه الغذاء سلعة استراتيجية تستوجب قوانين حمائية. ما كان يجب المطالبة به هو الإمضاء على اتفاق لأسعار تفاضلية للنفط! لنكن صرحاء، مالطا وايطاليا تتمعشان بالنفط المهرب من مدينة الزاوية وبذلك يضمنان سوقا موازية للطاقة الموجهة للفلاحة والصيد البحري ولاصحاب وسائل نقل البضائع. تونس بحاجة الى هذا النفط وهي التي تدفع فاتورة الطاقة من خبز ابنائها لكبرى الشركات النفطية

لن يصدق الدبيبة في وعوده لانه كذب الف مرة على ابناء بلده، فإما ان يسقط او تمر العاصفة ويبقى في مركزه وحينها، سينفذ كل ما التزم به…. للطرف التركي، الحاكم الحقيقي لغرب ليبيا

رافع الطبيب