جُرْتِكْ يا مولانا مِلْحْ مُوشْ سُكّر

وأنا عائد بخفي حنين من غزوة لشوارع وأنهج وأزقة مدينتي بحثا عن كيلوغرام من السكر…أو رطل من السكر..لنقل نصف رطل فقط….ولم لا مائة غرام فقط…وإن لزم الأمر « مغرفة » سكر و »مولاها ربي »…أقول وأنا عائد من غزوة هزمت فيها اعترضني صديقي وهو أحد أكبر المصفقين والمادحين والمبايعين والموالين واللاعقين عفوا اللائقين والمنادين بحياة مولانا وسيدنا وتاج راسنا وصانع تغيير الخامس والعشرين من شهر الاســ…تفــــ…تاء…سألني وكأني بك عائد من غزوة خاسرة يا فلان؟ قلت نعم لم أنجح في العودة إلى المنزل ببعض السكر…ضحك طويلا وقال: ولم تبحث السكر فهو أولا مضرّ بالصحة …وثانيا لا حاجة لنا به بعد 25 جويلية …فكل ما أتاه مولانا مذاقه سكر…وكل مراسيمه بطعم السكر…وكل قراراته « سكّر طوابع »…قلت كيف فهل مجرّد السماع لخطاب مولانا يتغيّر مذاق فنجان قهوتي؟ قال نعم يا هذا…وأضفت يعني أن محلات صنع المرطبات ستستعين بخطب مولانا وبمراسيمه ليكون مذاق ما تصنعه حلوا…؟ قال نعم مفاخرا « داز صدرو »…وحازما…وكأنه على يقين مما يقول…قلت له وهل تعطيني وصفة تغيير مذاق فنجان قهوتي بقرارات مولاك ومراسيمه؟ قال: « إن كان الخطاب مسموعا فبمجرد سماعك للخطاب وأنت تحتسي فنجانك ستشعر آليا بحلاوة مذاقها وستتأوه بحلاوتها »…وإن كان مجموعة قرارات طبعتها على ورق من الأنترنت بلهجتنا « موههه واشرب ماها » وستشعر بحلاوة لم تشعر بها حتى ليلة دخلتك يا عزيزي قلت في خاطري ما دخل ليلة دخلتي في السكر؟؟…أي نعم خطب مولانا هي « حلاوة السكر »…صراحة لم أصدّق صديقي لكن للتأكد نصحت صديقا لي وهو من الموالين لحركة النهضة بما نصحني به صديقي المبايع فقام بالتجربة « شرب فنجان قهوة على أنغام خطاب مولانا وهو يتمايل ويتأوه منتصب القامة »…هاتفت هذا الصديق لأتأكد من جدوى نصيحة صديقي…فأجابني قائلا…أنا في مخبر التحاليل نسبة السكر في الدمّ مرتفعة جدا…وسأخضع لنظام غذائي خاص….قلت لكن أنت لم تتناول السكر ولا حتى مادة حلوة المذاق؟ قال…نصيحتك يا صديقي… »جرتك ملح موش سكر »…الفايسبوك يا صديقي…وخطب الفايسبوك…ونشرة الأخبار أيضا…وقد قررت أن ابيع هواتف كل العائلة وأجهزة التلفزيون التي في المنزل حفاظا على صحتي وحياتي…ضحكت وقلت في خاطري…الخوف أن يصبح السكر ممنوعا حفاظا على صحة هذا الشعب…والخوف أن يقع اتهام كل من تضبط بحوزته « مغرفة سكر » بالسياقة في حالة سكر

سلامة حجازي