تونس : مرة أخرى لابد من توضيح العلاقة بين السياسة والدين

يوميات الحجر الصحي الشامل – اليوم الثالث عشر من الشوط الثالث- السبت 02 ماي 2020

مهداة الى الأستاذ والشاعر عبد العزيز قاسم

الكمامات: بعد انفراج أزمة تصنيعها هل يتم بيعها بطرق واضحة ودون أن يطالها الاحتكار؟

شرعت الصيدلية المركزية اليوم السبت،02 ماي في تزويد الصيدليات الخاصة بالكمامات ذات الاستعمال الواحد، لتنطلق في بيعها غدا الأحد لعموم المواطنين وخاصة للمعنيين بالخروج خلال فترة الحجر الصحي الموجه، الذي سينطلق بعد غد الإثنين 4 ماي الجاري، وفق ما أفاد به وزير الصحة عبد اللطيف المكي في حوار صحفي مع وكالة تونس افريقيا للأنباء , وقال المكي « قد ندعو الصيدليات الخاصة الى العمل غدا الأحد وفتح أبوابها للعموم وعدم الاكتفاء بالصيدليات المناوبة، تفاديا لحصول اكتظاظ وضمانا للتزود بالكمامات بسلاسة »، مقدرا أن عملية تزويد السوق حتى مرحلة التشبع ستكون مع نهاية الأسبوع القادم بعد الشروع في ضخ كميات الكمامات متعددة الاستعمال التي تعتبر أقل كلفة وأكثر احتراما للبيئة، حسب قوله

وأكد على ضرورة تزود الصيدليات بالكمامات المراقبة والخاضعة لكراس الشروط المعلن عنها سابقا،داعيا الى الحرص على التثبت من حمل الكمامة للعلامة التجارية لمصنعها ومن أن تكون معلبة , وأوضح الوزير أنه تواصل اليوم مع رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك سليم طعم الله لحث منظمته على تعزيز اليات الرقابة الخاصة بها ودعوتها الى مؤازرة المجهود الرقابي لمختلف الأطراف المتداخلة على توزيع الكمامات حتى لا تصبح مادة للمضاربة والاحتكار وأكد في رده على سؤال حول ما راج بشأن تزويد نقابة أطباء الأسنان بكمامات غير صحية، أن الوزارة لم تقم الا اليوم بالتدخل في ضخ هذه الكمامات عن طريق الصيدلية المركزية، قائلا « من له أي تشك فما عليه سوى التوجه الى الوزارة مباشرة وسنتولى النظر والتحقيق في الأمر » وشدد على أن كل ما تستورده الوزارة وما تقتنيه من المصنعين المحليين خاضع للرقابة وللمواصفات الصحية

لا علاقة للوزارة بالكمامات المتعددة الاستعمالات

بين وزير الصحة السيد عبد اللطيف المكي أن الكمامات غير الطبية (متعددة الاستعمالات) التي كانت تروج في المدة الماضية لاعلاقة للوزارة بها وليست ضمن 30 مليون كمامة التي تعهدت بتوفيرها، وذلك في توضيح لما أعلنته النقابة التونسية لأصحاب الصيدليات الخاصة، أمس، في تصريح لـ /وات/، بأن 90 بالمائة من الكمامات غير الطبية التي تروج في تونس لا تستجيب للمواصفات الصحية . وكان نائب رئيس النقابة التونسية لأصحاب الصيدليات الخاصة نوفل عميرة، قال في ذات التصريح أن الكمامات التي تعهدت بتوفيرها وزارة الصحة قبل انتهاء فترة الحجر الصحي التام، غير موجودة . وجدد الوزير التأكيد على ضرورة الالتزام بارتداء الكمامات خلال مرحلة الحجر الصحي الموجه إلى جانب التقيد بالتباعد الاجتماعي وقواعد الصحة ونظافة الأيدي للحفاظ على ما تم تحقيق على مستوى تطويق الفيروس وقررت السلطات التونسية رفع الحجر الصحي الشامل، الذي فرضته توقيا من اتساع رقعة تفشي فيروس كورونا المستجد، تدريجيا والتوجه بداية من بعد غد الاثنين 4 ماي الجاري الى الحجر الصحي الموجه.

بعد ست أسابيع من الحجر الصحي الشامل : لا بد من الاتفاق على تقييم أولي رسمي للحصيلة

مع اقتراب موعد انتهاء مرحلة الحجر الصحي الشامل و الدخول في مرحلة الحجر الصحي الموجه يوم الاثنين 04 ماي طرحت على السلط الرسمية في الندوة الصحفية التي انعقدت يوم الخميس الماضي بحضور اربعة وزراء عدة تساؤلات حول مبررات الانتقال من مرحلة لأخرى و هل يعني ذلك تحسنا فعليا في الوضعية الوبائية مقارنة مع الحالة يوم 22 مارس؟ لقد تفادى السياسيون الحسم في تقييم الوضع مؤكدين أنهم سيتعاملون مع المعطيات حينيا ويقومون بتحليلها يوميا وفي صورة ملاحظة أي ظاهرة سلبية لا فتة للانتباه فانه سيتم العود الى الوراء والرجوع الى اعتماد التي تم اتباعها خلال الأسابيع الستة الماضية. أما خطاب فريق الأطباء من أضاء قيادة العمليات الميدانيه فنراه أكثر حذرا ولا يريد الجزم في أي اتجاه. ففي سهر ة الخميس 30 أفريل ذكرت السيدة نصاف بن علية في حوار على الوطنية الأولي  » أنّ العالم بأسره في زوبعة بسبب انتشار فيروس « كورونا » المستجد وهذه الزوبعة مازالت مستمرة » وأضافت بن علية ،  » أنه لا يجب الاطمئنان الآن بعد رفع الحجر الصحي العامّ وأنّ اِستمرار الزوبعة يحتم علينا أن نكون في يقظة تامّة خاصةً وأنّ هذا الفيروس ينتشر بسرعة كبيرة جدًا في بعض المناطق ». وأشارت نصاف بن علية « أنّ تسجيل تقلص في عدد الحالات يأتي نتيجة للإجراءات الصارمة التي تمّ اتخاذها » لكن سرعان ما نراها تعود لتحذر من أن  » اي تقصيرأو تأخير في احترام اجراءات الحجر الموجه يمكن ان تكون عواقبه خطيرة جدًّا ». كما بيّنت أنّ الهدف الحالي للدولة هو الخروج من هذه الزوبعة بأقل الأضرار خاصةً وأنّ الخطر في الفترة القادمة سيكون أكبر باعتبارنا مررنا لمرحلة الحجر الموجّه والتي تتضمن خروج ضعف العدد الحالى أى ثلاثة ملايين نسمة.
ومن ناحيتها اعتبرت عضو اللجنة القارة لمجابهة وباء كورونا الدكتورة جليلة بن خليل اليوم السبت 02 ماي أن « تسجيل حصيلة بقرابة الألف مصاب بكورونا المستجد في تونس كبيرة لكنها غير كارثية بالمقارنة مع وضع عدة بلدان عاشت على وقع هذه الجائحة » . هذا ودعت بن خليل في تصريح ل(وات) اليوم الى أن يقتصر خروج المواطنين بداية من يوم الاثنين  » على الذهاب الى العمل وقضاء احتياجتهم الأساسية الضرورية » موضحة أن المواطنين مدعوون الى « المكوث في منازلهم والخروج استثنائيا فقط للعمل أو للضرورة ». واعتبرت أن فترة الاستئناف التدريجي للأنشطة الاقتصادية توازيا مع بدء الحجر الموجه يوم 4 ماي المقبل « تفرض مزيد الالتزام بتطبيق التباعد الجسدي بين المواطنين مشيرة الى أنه لايمكن اعتبار الاستئناف التدريجي بموجب الحجر الموجه بمثابة العودة الطبيعية للحياة العادية ». وبينت أن الأفراد مدعوون الى « عدم التجمهر والابتعاد عن مظاهر الاكتظاظ مع الحرص على احترام مسافة الأمان مشددة على أن الالتزام بغسل الأيدي يوميا يمكن من دعم التوقي ضد وباء كورونا المستجد ورأت أن اكتساب المجتمع للمناعة من مرض كورونا يجب أن يتم تدريجيا بطريقة يمكن التحكم فيها مذكرة أن سرعة تفشي هذا المرض الفيروسي تدفع الى العمل على تقليص الاصابات كي يسهل توفير العلاج لمن يستحقونه منهم بالمستشفيات ».
أما السيد سمير عبد المومن عضو لجنة مجابة الكورونا فقد أشار أن عدد المكالمات على الرقم 190 المخصص للإبلاغ عن حالات الإصابة بفيروس كورونا بتونس قد شهد ارتفاعا ملحوظا في المدة الأخيرة. و قال عبد المومن أن من بين ال14 حالة الجديدة نجد أن 12 منها في العاصمة و هو ما ينبىء بالخطر بإعتبار حالة التراخي في تطبيق قواعد الحجر الصحي من قبل المواطنين في المدة الأخيرة و عدم التزام المواطنين بضرورة التباعد الجسدي و إرتداء الكمامات. و نبه عبد المومن إلى ضرورة التوقي و الاستعداد إلى موجة جديدة من الإصابات و التي ستظهر في غضون هذه الأيام و الأرقام الأخيرة لا تنبىء بخير.

من جديد حول اللجنة العلمية لمتابعة انتشار الكورونا : من هي؟ ما هو دورها؟ من هو رئيسها؟

جاء في بلاغ ننقله عن وكالة تونس افريقيا لأنباء أن اللجنة العلمية القارة لمتابعة انتشار فيروس كورونا عقدت اجتماعها الدوري بإشراف وزير الصحة عبد اللطيف المكي مساء اليوم السبت 2 ماي 2020 . و دائما حسب نفس البلاغ تمحور هذا الاجتماع بالخصوص حول تقييم تطور الوضع الوبائي لهذه الجائحة والسبل الكفيلة بإنجاح الاستراتيجية الوطنية للحجر الصحي الموجّه . كما تمّ التأكيد خلال الاجتماع على ضرورة الالتزام بمختلف التدابير الصحية والوقائية المنصوص عليها في مرحلة الحجر الصحي الموجّه واحترام قواعد حفظ الصحة للتوقي من انتشار فيروس كورونا في تونس. ولوعدنا الى أرشيف نفس الوكالة ليوم الاثنين لوجدنا تقريبا نفس الألفاظ العامة والمبهمة . فسنجد في كل منهما حديثا عن تطور الوضع الوبائي وحديثا عن التقييم وحيثا عن السبل الكفيلة لانجاح الآستراتيجية الخ . وفي كلا البلاغين لا نجد ذكرا لأسماء الحاضرين من الأطباء والعلماء ولا تلخيصا لمقترحاتهم وهل رفعوا تقريرا الى الوزير. الفرق الوحيد أن اجتماع اللجنة العلمية ليوم الاثنين الماضي جرى في قصر الحكومة بالقصبة تحت اشراف السيد رئيس الحكومة أما اجتماع اليوم فتم في مقر الصحة تحت اشراف السيد وزير الصحة. مرة أخرى لا نشكك في كفاءة من حضروا ولا شك أنهم تكلموا في ما طرح من نقاط ولا شك أنهم وابدوا ملاحظات جدية لكن لا يصح تسمية مثل اللقاءات التي تتم تحت اشراف السيد رئيس الحكومة أو السيد وزير الصحة اجتماعات للجنة العلمية وانما هي اجتماع للسلطة السياسية بالعلماء قصد استشارتهم. قد يبدو الأمر بسيطا للبعض ولكن للتوضيح نعيد ما قاله السيد عبد الكريم جراد الأمين العام المساعد بالنسبة لإعادة تشغيل المصانع يوم الاثنين فان الأمر لا يعود لا للمؤجر ولا للعامل وانما للطبيب والخبير الصحي الذي يشكل رايه العلمي المرجع الوحيد. نفس الشيء نريد معرفة آراء اللجنة العلمية وتوصياتها لا بد أن تكون مدونة بعد أن يكون قدمها رئيسها الى السلطة السياسية وتلك الآراء والمقترحات تبقى استشارية ومن حق السلطة السياسية أن تأخذ ما تراها لأن قرارها يأخذ الجوانب الصحية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية. مرة أخرى أن التوضيح ضروري وفيه فائدة للعلم والسياسة بعد أن قطعنا أشواطا هامة ونرجو بلا رجعة في توضيح العلاقة بين السياسة والدين وهذا مفيد للدين ومفيد للسياسة ومفيد للعلم.

كيف عاشوا فترة الحجر الصحي التي فرضتها كورونا ؟ الأستاذ عبد العزيز قاسم وخلوة الأديب

في حوارأجراه الكاتب حسونة المصباحي مع الأستاذ والأديب عبد العزيز قاسم نشر بجريدة العرب الصادرة يوم أمس الجمعة 01 ماي وفي اجابة على سؤال حول عزلة الكورونا، كيف يعيشها وماذا يقرأ أو يكتب خلالها؟ قال الشاعر عبد العزيز قاسم : “أقرأ وأكتب بالتأكيد. أقرأ قبل كل شيء ‘أدب الكورونا‘. لا حديث في وسائل الإعلام والتواصل كلها إلا عن الوباء فلا مناص من قراءة ما يكتب. وأكثره لخبطة وتناقض. ولا أتحدث هنا عما يقوله العوام بل العلماء والأطباء أنفسهم وكأن أهل الذكر قد فوجئوا تماما وكأن الفايروس قد نزل من المريخ ولم يخرج من مختبراتهم. ولكن مثلي يجد لنفسه، ولحسن الحظ، مطالعات أخرى. وقد تكون الصورة المتبادرة لذهني الآن مجازية ولكنها في الواقع تعبر عن حالتي النفسية”
ويضيف “أنا طوال حياتي المهنية، في مجال التدريس والإعلام وعبر إسهام فكري مكثف محليا وخارجيا، مشغول عن حياتي الداخلية وعن إنتاجي. كنت أختلس الوقت اختلاسا وتحت وطأة إلحاح الإبداع لأكتب قصيدة وما شابه. فأنا شاعر، أساسا، اختطفتني إدارة الشأن الثقافي واهتمامات سياسية اضطلعت بها مكرها. ولكن الحجر الصحي فرض عليّ خلوة طالما تهيبتها مع الذات. وأنا اليوم أعيش، بعمق، مقولة الشاعر بول فاليري ‘يجب على المرء أن يدخل ذاته مدججا بالسلاح‘. ولكني مدرب على الحوار والمفاوضات. من الناحية العملية أقرأ المؤجل من الكتب التي تنتظر على طاولة الفراش وأعيد قراءة الروائع من شعر ونثر. وألمّ المخطوط من أوراقي المبعثرة وأراجعها بنية إعدادها للنشر. ولقد خصصت الشعر بحيز لا يستهان به من وقتي”

كورونا تتحدى بوتين 123.054 اصابة و1222 وفاة ومركز الوباء موسكو

سجلت روسيا السبت، 9 آلاف و623 إصابة بفيروس كورونا، خلال الساعات الـ24 الأخيرة، في أعلى معدل إصابات يومي تسجله البلاد . وبذلك يرتفع إجمالي مصابي كورونا إلى 123 ألفا و54، حسبما نقلت قناة « روسيا اليوم » عن غرفة العمليات الخاصة بمحاربة كورونا في روسيا . وارتفعت وفيات الجائحة في روسيا إلى 1222، وذلك بعد تسجيل 57 حالة وفاة خلال آخر 24 ساعة، مقارنة مع 101 و96 وفاة الخميس والجمعة .وتعود أكثر من 50 بالمئة من الإصابات الجديدة (5358 إصابة) إلى العاصمة موسكو التي تتصدر قائمة أكبر بؤر كورونا في روسيا بـ62 ألفا و658 إصابة و695 وفاة حتى الآن، وفق المصدر نفسه

وفي المستوى العالمي والى حد صباح اليوم السبت، تجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا، 3 ملايين و402 ألف شخص بحسب موقع « ورلدميتر »، فيما توفي 239 ألفا و653، وتعافى مليونا و84 ألفا و606 شخص.

تونس –أريانة سهرة السبت 02 ماي 2020

 الدكتور حبيب القزدغلي