الدكتورة نائلة السليني مُصرّة على محاسبة الإخواني الغنوشي على ثروته المشبوهة

صباح الخير: الرجل الذي سأل عمر أمام الناس  » من أين لك هذا »؟ لم يضربه عمر، وهو المعروف عنه بدرّته.. ولم يقطع رأسه لأنّه يدرك جيدا أنّه سؤال يهيمن على أفكار المسلمين في تلك اللحظة، ولذلك اكتفى بالردّونحن عندما سألناك يا الغنوشي نفس السؤال وقلنا لك « من أين لك هذا »؟ فليقيننا أنّ ما تتمتع به من امتيازات ومكاسب ظاهرة لأعيننا في زمن عمّ فيه الفقر والإفلاس لا يمكن أن يتأتّى بالطرق الطبيعية، فنحن نكتب الكتب، والنعيم الوحيد الذي نغنمه هو أن تشترى وتقرأ.. وأنّها خرجت من الظلام إلى النور لا غير، لذا لا تستبلهنا، وحتى وإن قُدّمت لك مساعدات تحت غطاء اقتناء هذه الكتيبات فهي تظلّ مساعدات ولا ترتقي إلى مستوى البذخ
نقطة هامّة يجب توضيحها: تعللت في بيانك بأنّك صرّحت بمكاسبك.. وليس هذا طلبنا، ونعيد السؤال » من أين لك هذا » ؟ فهناك فرق بين ما تمتلك وما توظّفه لصالحك.. وبعبارة أخرى قد لا نجد في قائمة أملاكك الطائرة الخاصّة التي تنقلك إلى بلدان العالم، ويا خوفي أن لا تكون من أملاكك فنفهم أنّك استوليت عليها.. ولا تستطيع أن تمنعنا وتصادر تفكيرنا واستنتاجاتنا فأنت تفعل ونحن نستنتج، ولو اجتنبت الفعل لما كانت النتيجة.. فمن الأجدر بالمحاكمة أنت ؟ أم نحن؟ وقد لا نجد في تصريحاتك الرقم المنجمي لسيارة بن علي التي كم صوّرت وسائل الإعلام تنقّلك فيها.. وإن سكتّ عن الطريقة القانونية التي سمحت لك باستغلالها فلا تمنعنا من القول إنّك استوليت عليها.. أي استوليت على ملك الدولة.. وحزبك ليس الدولة.. طيلة هذه السنوات ونحن نقول إنّك استوليت على أملاك رئاسة الجمهورية، واكتفيت بالصمت.. ولم تبرّر استغلالك لأملاك الدولة ولو بكلمة حتى تشفي غليلنا.. فترسّخ فينا اعتقاد أنّك لقيت البلاد خالية فقمت فيها الآذان.. ننظر حواليك فإذا بالمقرّبين منك في حزبك تتعاظم ثرواتهم.. وتتعالى بناياتهم.. وتنبعث شركاتهم انبعاثا.. ولا نجد من يحدّثنا أو يهدينا إلى جواب.. وعندئذ ماذا ستكون النتيجة حسب رأيك؟؟؟ الاحتقان .. والغضب.. خاصّة إذا واجه الشعب المفقّر وابلا من الاقتطاعات أقرّتها حكومة تمتلكون نصفها… إيه يزّي عاد.. فنحن مازلنا أحياء ولم يبق لنا سوى الكلام… وتأتي اليوم لتحكم علينا » صمّ بكم عمي.. » لديك ، ما شاء الله رعية تفنى في ذاتك.. وهي صمّاء وعمياء ولا ترى فيك سوى الملاك إن لم نقل تؤلّهك
هذا هو الفرق يا الغنوشي بين الملك والاستيلاء.. فأملاكك قد تكون من أنظار شوقي الطبيب.. وما لم تذكره من طيبات الدنيا ورميت يدك عليها فهو من أنظارنا نحن، لأنّنا نحن الشعب، نحن من استغلّت أمواله ثم انقضضت عليها وتريد أن تعيش أياما حلوة على ظهورنا
أرأيت الفرق يا الغنوشي؟
ملاحظة : من اليسير جدا أن نحصي ما أنت بصدد استغلاله، ومن اليسير جدا إثر ذلك مقارنته بقائمة مكاسبك، والزائد ستحاسب عليه في خطوة أولى، والخطوة الثانية ستكون قائمة على السؤال » كيف حصلت عليه »؟ وها نحن نستبق الأحداث: لا تتعلّل أنت وجماعتك بالقول « هي هدية من فلان أو فلان » فالهدايا لا تكون بهذا البذخ سوى للأمراء والملوك والسلاطين
ملاحظة : أنت بشر ونحن بشر.. وليس لك أن تعقد ألسنتنا.. وضعت نفسك في الواجهة وصرت تعيش معنا في بيوتنا نشاهد طريقة عيشك ونقارنها بطريقة عيشنا. ولا تمنعنا من المقارنة.. حياتك وسيرتك منشورة في القنوات .. وخصومك من حزبك شهدوا عليك، ونحن نستغلّ ونقارن لأنّك شخصية معروفة، عليك أن تقرأ لكلّ شاردة حساب.. واليوم تأتي لتحاسبنا لأنّنا نتألّم على وضعنا وقد ترسّخ في أذهاننا أنّك تسهم فيه أيّما إسهام!!!؟؟؟
يا لعجب الأقدار!!! اخزر بعينيك وموت بقلبك؟؟؟؟ لا.. وألف لا، ولا أحد فوق القانون

الدكتورة نائلة السليني