الدكتورة آمال موسى تتوجه بكلام قد يزعج محسن مرزوق

كل النخب السياسية التي حكمت تونس منذ انتخابات المجلس الوطني التأسيسي إلى اليوم فشلت بشكل ضاعف الخيبات والإحباط. فشلت الأحزاب المحسوبة على اليسار وأيضا حركة النهضة ممثلة الإسلام السياسي.
هذه الحقيقة لا يناقشها إلا الانتهازي. نعم نحن حاليا في مأزق وضبابية وفي الحد الأقصى من خيبة الأمل. جربنا كل الوجوه والسرائر وكانت النتيجة خذلان الطبقة السياسية للشعب. ولكن رغم الخيبة المرة فلا يجب أن ننسى أننا اخترنا الديمقراطية ومن يختار يجب أن يدرك أن مع الاختيار لا بد من تحمل مسؤولية الاختيار. ما آراه هو أننا نرغب في الديمقراطية ولكننا نرفض شروط اللعبة. لكل شيء شروط ومن يقبل اللعبة لا مجال للتملص من شروطها وإلا لكانت الحياة سهلة جدا
استمعت اليوم إلى السيّد محسن مرزوق وهو ينتقد ويقدم البدائل وموضوعيا البعض من كلامه في محلّه ومنطقي ولكن يا سي محسن أنت من النخبة السياسية التي أسست لما وصلنا إليه اليوم . ومن جهة ثانية إذا أردت ممارسة السياسة الحقيقية ابدأ من الآن في الاحتكاك بالشعب والترويج لبرنامجك من بنزرت إلى بن قردان. اتعب واقترب من الشعب وعندما تفوز حقق وعودك الانتخابية. هكذا يعبر السياسي عن رفضه عملا ونضالا وانتظار الموعد الانتخابي القادم. لا لقلب الطاولة إلا عن طريق صناديق الاقتراع. إنها تعليمات الديمقراطية
أعرف جيدا أن هذا الكلام مزعج ولكنه ليس كلامي : إنها شروط الديمقراطية

الدكتورة آمال موسى