التنظيف بـ : الكارشار

كارشار : هي واحدة من « ماركات » آلات التنظيف بالماء و الهواء. و لم أكن لأعرفها أو لأتحدّث عنها لو لم يذكرها لأوّل مرّة سنة 2005 نيكولا ساركوزي و كان يومئذ وزير الدّاخليّة الفرنسيّة و كان غاضبا متوعّدا و معبّرا عن عزمه الفولاذي لتطهير الأحياء الشعبيّة الخارجة عن سلطة الدّولة فاستعمل في وعيده آلة « الكارشار » استعمالا بلاغيّا قائما على المجاز المرسل أو مجاز المجاورة حيث قام الجزء مقام الكلّ و قامت آلة التنظيف مقام التنظيف نفسه ثمّ قام التنظيف المادّي كناية عن التنظيف السياسي المارق عن القانون

و قد حظي هذا المجاز على لسان ساركوزي بشهرة واسعة و أعادت استعماله هذه الأيّام « فاليري بيكراس » المترشّحة عن اليمين الفرنسي للرئاسة و عبّرت شركة « كارشار » عن استيائها من توظيف اسمها توظيفا تراه سلبيّا دالاّ على القضاء على فئة بشريّة حتّى و لو كانت مارقة، و دعت الشركة إلى الكفّ عن التوظيف السياسي لـ : الكارشار

و ربّما استغرب إخواني العرب من استياء شركة « كارشار » من هذه الشهرة، و ربّما رأوا في هذا المجاز السياسي فرصة إشهاريّة ثمينة و مجانيّة لماركة الكارشار، و بحثت من جهتي عن مجاز عربيّ مشابه لهذا المجاز السياسي فلم أجد إلاّ الإبادة بالـ »د.د.ت. » المبيد للفئران و الحشرات، في انتظار ما ستسفر عنه الأبحاث في الموت المفاجئ بالسكتة القلبيّة للباجي قائد السبسي و غيره من المارقين من الإخوان

الهادي جطلاوي