الإخواني أبو يعرب المرزوقي دمنة أم بيدبا الفيلسوف ؟

زعم اﻷستاذ الإخواني أبو يعرب المرزوقي المنافح الشرس عن اﻹخوان نقلا عن أحد مواقع الصرف أن الرئيس قيس سعيد قد رافقه في رحلته الباريسيّة – والوصف للفيلسوف- كلّ من

– الراقصة سهام بلخوجة
– الفنانة سيرين بن موسى
– المفكر العظيم يوسف الصديق الذي يطعن في أحاديث رسول الله
– هالة وردي صاحبة كتاب “الخلفاء الملعونون” الذي فيه تعدّ وسبّ للصحابة… ترافق قيس سعيد كمثقفة تونسية وتحضر معه في مأدبة العشاء مع ماكرون
انتهى كلام الفيلسوف

أما الخبر – بحسب مصادر متطابقة – فهو أنّ الوفد المرافق للرئيس قيس سعيد اقتصر على وزيري المالية والخارجيّة وبعض أعضاء ديوان رئاسة الجمهورية ومبعوثيْن لﻹذاعة والتلفزة الوطنيّتيْن فقط لا غير

وفي برنامج الزيارة كان هناك دعوة إلى العشاء تكفّل بها البروتوكول الفرنسي. وشملت الدعوة شخصيات تونسية مقيمة في فرنسا منها وزير الصحة سابقا محمد صالح بن عمار، والصحفي صاحب مجلة « جون أفريك » البشير بن يحمد، ورياضيين كلاعب « سانت إيتيان » وهبي الخزري

وكان السفير الفرنسي في تونس قد اصطحب معه على متن طائرته في رحلة تجاريّة عددا من الشخصيات الثقافية التونسيّة منهم المذكورون في كلام الفيلسوف المولع بالاتّهامات أبي يعرب المرزوقي
(ولو فعلها سعيّد ودعا إلى مصاحبته يوسف الصديق أو هالة الوردي أو غيرهما من مثقفي البلاد ما كان عندي ملوما بل حريّ بالشكر والتثمين..)
ولكنّ تلك كانت رواية الفيلسوف الشهير بتعريفاته وأحكامه غير الفلسفيّة. ولعلّ من أشهر أحكامه اعتباره السياحة دعارة، وقتال الشباب التونسي مع المرتزقة واﻹرهابيين في سوريا جهادا في سبيل الله، واتّهامه قيس سعيد بالتشيّع على عادة فقهاء أهل السنة والجماعة 

إنّ لوثة التأسلم أخطر من كلّ اﻵفات، ﻷنّها تحمل المصاب بها على النظر إلى العالم من ثقب إبرة، فيختزل الخصوم في كليشيهات كاذبة لتأليب الجموع ضدّهم، آفة تحمل على اقتراف شتى الرذائل براحة بال ودون شعور بالذنب. وهذه حال رهط من هؤلاء وهم يواجهون باﻹفك والكذب واﻻفتراء رجلا بلا حزب ولا تنظيم ولا أموال ولا إعلام، لا لشيء إلاّ ﻷنّه رفض الدخول إلى بيت الطاعة

السياسي مسؤول قانونيا إن هو جمح إلى المغالطات بشأن غيره لتحقيق بعض المكاسب، و »الفيلسوف » مسؤول قانونيا، ولكنّه، فوق ذلك، ملوم أخلاقيا ومعرفيا. وما الفلسفة إلاّ البحث عن الحقيقة والسعي إليها، ومحبة الحكمة لا تخرج عن محبّة الحقيقة
بمتابعة التدوينات المتأخرة لﻷستاذ أبي يعرب، أشكّ جدّيا في أنّه صار يدمن، وهو في سنّ متقدّم، قراءة « كليلة ودمنة » ﻻبن المقفّع دون سائر كتب الفلسفة. ولكنّي أراه واقعا في شرَك عالم المؤامرة والريبة والحيلة وسوء الظن بالناس، وأقربَ إلى شخصية دمنة منه إلى بيدبا الفيلسوف

ليس دفاعا عن قيس سعيد، فلست أشْبه أنصاره المعلنين، ولست آمن أنْ يصدع بقول أو يأتي بفعل يخالف آرائي وقناعاتي، وما أكثر ما فعل ذلك. ولكنّ اجتماع الدبابير عليه من أعشاش بعينها تحملني إلى قول كلمة الحق في شأنه، والحقّ أحقّ بأنْ يُتّبع

مختار الخلفاوي