أين إمارات محمد بن زايد ؟ أين سعودية محمد بن سلمان ؟ أين أم الدنيا للسيسي؟ أين أيتام فغانْسا؟

يوميات الحجر الصحي الشامل -اليوم العاشر من الشوط الثالث – الأربعاء 29 أفريل 2020

وصول المساعدات الطبية القطرية للتصدي لجائحة فيروس الكوفيد 19 والبعض من ردود الفعل

وصلت مساء اليوم الى مطار تونس طائرة شحن تابعة للخطوط الجوية القطرية حاملة معها المساعدات الطبية العاجلة التي امر بها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر وكان في استقبال الطائرة عبد العزيز الشيخ القائم بالأعمال بسفارة دولة قطر بتونس ووفد من وزارة الصحة التونسية. وقد تم تسلم شحنة هذه المساعدات المقدمة عن طريق صندوق قطر للتنمية ووفق الاعلام الصادر حول الموضوع : بلغ وزن المساعدات المقدمة حوالي 10 أطنان مخصصة لمعاضدة الجهود المحلية في التصدي لجائحة فيروس كوفيد-19 المستجد . ‎واوضح صندوق قطر للتنمية في بيان  وإن هذه المساعدات التي قامت بنقلها الخطوط الجوية القطرية جزء من حملة مساعدات واسعة شملت اربع دول هي تونس والجزائر، ورواندا والنيبال، بلغ وزنها الاجمالي 45 طناً من المعدات و المستلزمات الطبية، كالكمامات ومعدات الوقاية الشخصية
ومعلوم أن موضوع العلاقات بين تونس وقطر شغل الرأي العام في المدة الأخيرة حيث كان من المقرر أن تنعقد اليوم جلسة في مجلس نواب الشعب للمصادقة على اتفاقية بين البلدين ألا أن بيانا صدر عشية أمس عن مكتب مجلس نواب : نظر المكتب في مراسلة واردة من الحكومة بها طلب تأجيل الجلسة العامة المزمع عقدها يومي الإربعاء والخميس 29 و30 أفريل 2020 بسبب التزامات ملحّة لأعضاء الحكومة المعنيين وأقرّ المكتب الموافقة على طلب الحكومة وتأجيل الجلسة العامة المزمع عقدها يومي الأربعاء والخميس 29 و30 أفريل 2020 إلى موعد لاحق . وقد رأت السيدة عبير موسي رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر في ذلك التأخير انتصارا لرؤيتها وتفاعلا من الحكومة مع موجة التساؤلات التي يطرحها ملف العلاقات بين تونس وعدد من البلدان بحكم ما قد يطرحه هذا النقاش من تفاقم الخلافات بين أعضاء مجلس النواب والتخوفات التي بات يطرحها العديد من المواطنين حول السياسة الخارجية وضرورة ابتعادها عن منطق سياسات المحاور والاستقطاب وهو منطق مناف لعلاقات الأخوة والصداقة التي تربط تونس بكل الدول
وفي مثل هاته الأجواء المشحونة كان من الطبيعي أن تكثر التعاليق حول خبر قدوم الطائرة على مواقع التواصل الاجتماعي بين مرحب ومعارض لقدوم الاعانات القطرية . هناك من استبشر ووجه « شكرا لدولة قطر الشقيقة …إنما تعرف الإخوان عند الشدّة جزاك الله كل خير …. هنيئا للشعب القطري بهذه القيادة الحكيمة » لذلك مدون آخر يتوجه مباشرة لأمير دولة قطر متمنيا « له داوم الصحة والعافية لقطر شعبا وحكومة. هناك فارق شاسع بين ما تقوم به الشقيقة قطر وما تقوم به الإمارات. فشكرا مرة أخرى لسيادة الأمير الشيخ تميم ». كما ابتهج آخر بهذا الخبر الذي ذكر أنك  » لن تجد اثرا له في اعلام العار مثله كما خبر المساعدة القطرية لتونس ب35 مليون دينار منذ شهر مساندة لمجهود مكافحة الوباء  » . كما اغتم البعض الفرصة لمهاجمة المحور العربي المناقض للمحور الذي يرى فيه محورا مناقضا لدولة قطر حيث تساءل بصفة انكارية  » أين إمارات محمد بن زايد (حاشى إسمه) أين سعودية محمد بن سلمان (حاشى إسمه) أين أم الدنيا للسيسي من هذه المساعدات؟ اللهم إني صائم حتى لا أكتب كلاما لا يليق بشهر الصيام والقيام وصالح الأعمال. العمى الإيديولوجي أخطر من كورونا على ما يبدو ». كما أن شقا من المناصرين لقطر في تونس لم يكتفوا  بمهاجمة من يعتقدون أنه المحور المناهض لقطر بل وسعوا دائرة قصفهم الفظي لتشمل أيضا دولا أخرى مستفيزين جزءا آخر من التونسيين أنهم لا يشاطرونهم ولاءهم لقطر قائلين « وينهم أيتام فغانسا. …شكرا قطر » وواصل آخر هجومه واضعا الجميع في نفس السلة : لماذا لم نر مساعدات من فرنسا و الإمارات و السعودية… لماذا نسكت لحد الان عن غطرسة المقيم العام الفرنسي و هو الذي لم يفد بلادنا بشيء
وفعلا لم يغب المعارضون لسياسة قطر ولدورها على هذا السجال حين اعتبروا ان هذه الاعانة جاءت متأخرة « بعد ما شبع الطليان ، ودولة اسرائيل ، امير لخوانجية تبرع ( بعقاب السوق ، الي نسموها السقاطة بالسلعة الي غير مرغوب فيها ومكانها الزبالة ، تبرع بيها امير الاخوان الى دولة تونس المنكوبة من طرف الاخوان من عام 2012 ، تبرع الاخواني ابن الموزة بالسقاطة عند وفاء ونهاية الكورونا،هدية مذلة لا يقبلها وطني حر، مثل بناء ( رحبة للخضر في بوزيد ) وجمعية قطر الخيرية للذل وإهانة شعب بزيت الصانقو وحكك الطماطم والمقرونة ، هذا الذل يرجع فيه الفضل للأقلية من الاخوان عبيد ولد الموزة فيق يا شعب هزك الماء ، فيق يا شعب من الغيبوبة  » . وأخيرا هناك موقف آخر لا يتخلف عن شكر قطر على هذه الهبة ولكنه يرى أن أطرافا تونسية حرصت أن يكون وصول الهبة القطرية في التوقيت بالذات حيث كتب : مشكور الشيخ لكن مشروع أن نتسائل عن وصول هذه المساعدة في تاريخ يتزامن مع مناقشة الاتفاقية الاقتصادية بين تونس وقطر وتونس وتركيا في مجلس النواب اليوم…والفاهم يفهم
أملنا أن يمثل طلب الحكومة من المجلس تأجيل مناقشة الاتفاقيتين الى مناسبة أخرى فرصة لنقاش هادئ ورصين ولطمأنة الجميع أنه كانت لبلادنا علاقة أخوة وصداقة سلام وتعاون مع جميع الدول على أساس المصلحة المشتركة. فلا بد من التذكير أن لتونس ثوابت في سياستها الخارجية تنطلق من واقعها الجغراسياسي ومن حرصها على رفض التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد والامتناع عن الدخول في أي محور من المحاور القائمة والسعي الدائم للمساعدة على اقرار الأمن والسلم الدوليين خاصة وأن بلادنا تترأس جامعة الدول العربية حتى موعد انعقاد القمة العربية القادمة. وتونس هي عضو غير دائم لسنتين متتاليتين في مجلس الأمن الدولي ويسعى رئيس جمهوريتها للدعوة لمقاربة دولية مشتركة في مواجهة جائحة الكورونا

رئيس مجلس النواب يوظف الكورونا لاعطاء بصمته الخاصة للبحث للبحث العلمي في تونس

يبدو أن انتشار الكورونا مثل فرصة للسلطات الثلاث لاستنباط أشكال جديدة للتعامل مع البحث العلمي في بلادنا وقد سبق أن تناولنا مسألة الهيئة العلمية التي يبدو أنه أصبحت لها اجتماعات دورية تقع يوم الاثنين تحت اشراف السيد رئيس الحكومة (كذا) وسبق أن ثمنا اعتماد الدولة التونسية على العلم وعلى آخر المعارف في مجال الطب في مواجه بلادنا لوباء الكورونا لكن أكدنا في نفس الوقت على ضرورة توضيح العلاقة بين ما هو سياسي وما هو اكاديمي عبر الاعلان عن تركيبة اللجنة وطبيعة مهامها ومداولاتها وتوصياتها ومداولاتها التي يجب نشرها. نفس المسالة نثيرها بمناسبة اطلاعنا على موقع مجلس النواب حيث لفت انتباهنا خبر يتعلق ب : « استقبال الأستاذ راشد خريجي الغنوشي رئيس مجلس نواب الشعب صباح اليوم الثلاثاء 28 أفريل 2020 وفدا من الأساتذة الجامعيين الباحثين بالمبنى الفرعي لمجلس نوّاب الشعب ». ولكن البلاغ لا يفصح لنا ممن يتكون الوفد وماهي الهياكل البحثية التي يمثلها ومن أوكل له استعراض : جملة المشاكل التي تواجه الأساتذة الجامعيين والباحثين في مُختلف المجالات (التكنولوجية والهندسية والذريّة والطبية) وأبرزها عدم إيلاء أهمية وأولوية للأساتذة الجامعيين الباحثين وعدم توفير التمويل الملائم لإنتاج الاختراعات والمشاريع البحثية ونقص التشريعات الملائمة لتسهيل مهامهم البحثيّة
كما أن الكورونا كانت حاضرة في الموعد حيث : استعرض الباحثون جملة الاختراعات التي تمكنوا من إنجازها خلال جائحة كورونا والتي انتفعت بها المستشفيات والجهات الأمنية والمجتمع المدني على غرار « الروبوتات » المتعددة الإستعمالات والتي تم اعتمادها للقيام بحملات توعوية إسنادا للقوات الأمنية وللقيام بتعقيم المساحات الكبرى، إلى جانب الإختراعات المرتكزة على التصنيع النووي وإنتاج آلات التنفس الصناعي بمختلف أنواعها
ومما نقرؤه في البيان يدل على نظرة رئيس مجلس نواب الشعب الى تاريخ العلوم في بلادنا حيث أكد  » أنّ تونس ولاّدة، ذلك أنّ كلّ من سكنها كانت له إسهامات يشهد بها تاريخ البلاد الثقافي والعمراني، مضيفا أنّ تونس أشعّت انطلاقا من مؤسستين علميّتين هما الزيتونة وعقبة ابن نافع » وهي مؤسسات يفتخر بها الجميع لكن هذا الفهم الحصري لمراكز البحث التي توجد في تونس تعكس نظرة محدودة لا تأخد بعين الاعتبار التطور العلمي التي شهدته بلادنا بدأ من اجازات الدولة الوطنية منذ استقلال البلاد. كما قرأنا في البيان سعيا من السيد رئيس مجلس النواب الى توجيه شراكاتنا المتعددة مع مختلف الجامعات في مختلف البلدان بقطع عن أنظمتها السياسية حين نراه يؤكد على وجود « إمكانيات لدعم الشراكة مع دول صديقة، منها الهند والصين وماليزيا وإندونيسيا، والتي تتمتّع بتجربة عالية جدا في مجالات البحث العلمي ». اهتمام يذكر فيشكر للسلطة التشريعية ولرئيس مجلس نواب الشعب بالبحث العلمي في بلادنا لكن لا بد أن يحرص الجميع السلطة التشريعية والباحثون الذين فوضوا أنفسهم بأنفسهم حتى تتم مثل هذه اللقاءات في مؤسسات الدولة التونسية في أجواء من الشفافية وضمن منطق يحرص على تمثيل الهياكل البحث دون انتقائية وعبر ذكر أسماء الأشخاص الذين تم استقبالهم وأن يفسح لهم البلاغ المنشور في الموقع الرسمي لمجلس النواب حيزا لتعريف باقي أعضاء الأسرة الجامعية حول المواضيع التي طرحوها. في غياب مثل الوضوح نكون قد ساهمنا في فتح باب التأويلات ومنها تلك المتعلقة بأخطار توظيف السلطة السياسية لفترة الأزمات لتقريب جزء من الجامعيين على حساب آخرين وفق حسابات سياسوية مضرة للسلطة الساسية وللسلطة الجامعية على حد السواء

ايقاف السيد سليم شيبوب : خبر لا علاقة له بالكورونا لكنه جاء ليزاحمها

رغم أن الخبر لا علاقة له بارتفاع أو استقرار عدد الاصابات أو الوفايات الناتجة عن وباء الكورونا كما أن لا علاقة مباشرة له بشبهات فساد واحتكار لبضاعة في زمن الكورونا فقد انتشر خبر ايقاف السيد سليم شيبوب بسرعة فائقة عشية اليوم الاربعاء وسارعت الى نقله المواقع الواحد عن الآخر في أسطر قليلة خوفا من الظهور في مظهر المتخلف عن الأخبار أو المنحاز أو ضد الشخص الموقوف. ونظرا لا سم الرجل واقترانه بالرئيس الراحل بن علي (أحد اصهاره) و باعتباره أن كان من أفراد العائلة الحاكمة راى القضاء (وكيل الجمهورية) أن يدخل بدوره على الخط ويوضح للراي العام حقيقة ما وقع. فقد أكد نائب وكيل الجمهورية ورئيس وحدة الإعلام والإتصال بالمحكمة الابتدائية بتونس، محسن دالي، اليوم الأربعاء 29 أفريل 2020، في تصريح لموزاييك، أن النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس أذنت بإيقاف صهر الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي والرئيس السابق للترجي الرياضي سليم شيبوب، بشبهة التحرش الجنسي، بعد ورود مؤيدات جدية بخصوص القضية . وبخصوص هوية الشاكية، حبذ دالي عدم الكشف عن هويتها نظراً لأن الأبحاث ما تزال جارية ويذكر أن الإعلامية عربية حمادي اشارت في تدوينة نشرتها على صفحتها الرسمية على فايسبوك، أنها وزوجها المحامي الطيب بالصادق هما من كانا وراء عملية إيقاف شيبوب بشبهة التحرش الجنسي . ومما جاء في التدوينة التي نشرتها على صفحتها بالفايسبوك « إعتقد البعض أنّ بيتنا من زجاج فحاول رميه بحجارة …إرتدّت حجارتهم عليهم… لا ننكر أنّها كانت تجربة مرهقة لكن إيماننا بأنّ أوتاد بيتنا لا تسقط جعلنا نختار التروّي والحكمة والهدوء لنسف عواصفهم وقد نجحنا اليوم في الإطاحة بمن إعتقد أنّنا في سوق نخاسة قابل للبيع والشّراء … سقط اليوم السيد : س ش وتم الاحتفاظ به في بوشوشة بعد كمين محكم . رحل بن علي ولم يفهموا أنهم رحلوا معه وسقط قناع أكبر الفاسدين الذين لوّثوا كرة القدم التونسيّة وإستباحوا أعراض الناس وطغوا في الأرض طغيانا … إيّاك أن تعتقد أنّ وصف الحرّة جاء من فراغ فبروز أنياب الليث ليست إبتسامة 
وهكذا فان البيان اليومي حول الحالة الوبائية بتونس وأخبار الندوة الصحفية التي انعقدت اليوم بحضور أربعة وزراء لشرح الاستعداد للدخول الى مرحلة الحجر الصحي الموجه بداية من يوم الاثنين مرت كلها الى مرتبة ثانوية أمام خبر ايقافه لكن التشويق سيبقى كاملا الى حين التعرف على ما ستؤول إليه قضية التهمة الموجهة للسيد سليم شيبوب

تونس-أريانة سهرة الأربعاء 29 أفريل

الدكتور حبيب القزدغلي