تونس : « بئر ماتْيو » طيّب الله ثراه

ماتيو سائح شابّ فرنسيّ لقي حتفه في صحراء دوز التونسيّة في حادث درّاجة رباعيّة منذ سنتين و قد حرص والداه على تخليد ذكراه بأن فجّرا في مكان الحادث في puit mathieu-tunisieالصحراء عينا من الماء بمساعدة ذوي البرّ و الإحسان من الفرنسيين و بمباركة تونسيّة و أقاما حوضا لشرب السّابلة سُمّي ببئر ماتيو و تحوّل المكان إلى ملتقى دوليّ رياضيّ و ثقافيّ أسعد السلطات التونسيّة التي رأت فيه عملا خيريّا في السقي في الصحراء و عملا دعائيّا للتسويق للسياحة
و في رواية أخرى فإنّ ماتيو قد مات عطشا في تلك النقطة من الصحراء و لمّا لم تسعفه السّماء مثلما أسعف الله اسماعيل و أمّه هاجر ببئر زمزم فقد أراد والداه أن يحفرا له، ولو بعد مماته، بئرا، إن لم تنقذه هو، أنقذت من العطش بعده الأرواح من البشر و الدوابّ. فانضاف إلى أسماء الآبار بالإيالة التونسية اسم جديد هو بئر ماتيو إلى جانب بئر علي بن خليفة و بئر الحفي و بئر بورقبة و غيرها. و تقول الرواية إنّ النيّة قائمة في بناء قبّة لماتيو على عين الماء في الصحراء يتظلّل بها العابرون و يقرؤون بالمناسبة الفاتحة على روحه الزكيّة و يشكرون نعمته عليهم إذ رواهم من عطش و ظلّلهم من قيض. وينضاف اسم ماتيو إلى أسماء كبار الفرنسيين الذين خدموا الإيالة التونسيّة مثل « باستور » و « شارل نيكول » و « دي هوت كلوك » وغيرهم راجين من الله أن يكثّر من أمثال ماتيو في صحارينا و أن يمدّ في أنفاسنا و في عزيمتنا حتّى نردّ للغرب البعض من جميله و أن نغرز في أرضه أسماء لرجال أو نساء من ماضينا أو حاضرنا قدّموا له خدمة جليلة مثل ماتيو و اعترف لهم بها فسمّى بعض شوارعه أو ساحاته أو حتّى غاباته و براريه بأسمائهم
رحم الله ماتيو رحمة واسعة و نفعنا بمائه و ظلّه و إنّا لله و إنّا إليه راجعون

 الهادي جطلاوي

*****