الدكتورالهادي جطلاوي يرُدّ مُصِرًّا على ما جاء في البيان رقم 1 لأمير المؤمنين راشد الغنوشي

الردّ على ردود الأصدقاءhedi jatlaoui

لن أتوقّف عند العدد الأوفر من الأصدقاء الذين هالهم أن يتحوّل حلم الإسلاميين إلى واقع فاتّهموني بالمبالغة و قالوا « فجعتنا » أو عبّروا عن استعدادهم للوقاية قبل العلاج فقالوا « لن يمرّوا« . و ذاك ما كنت أريد من وراء تلخيصي لأقوال الإسلاميين و أفعالهم، فإذا كانت « فوبيا » فهي مبنيّة على الوقائع لا على الأوهام
و لن أتوقّف عند عدد قليل من الأصدقاء(و أسمّيهم أصدقاء) الدخلاء الذين ساءهم ما قرؤوا فالتجؤوا إلى السبّ و الشتم و لو عرفوا ابراهيم بن مراد أو عرفوني ما شتمونا
و لن أتوقّف عند الذين اتّهموني و اتّهموا الجامعيين بالتقصير في واجباتهم و استكثروا علينا حقّنا في الإدلاء بدلونا في سياسة البلاد و المجتمع في وقت يفرض علينا، أكثر من غيرنا، الانخراط في تدبّر شؤون بلادنا. و لو لم نفعل لكنّا حقّا من المقصّرين
و إنّما سأتوقّف عند قول بعض الأصدقاء بأنّ هذا المشروع ليس سوى تصوّر تشريعيّ تلوّح به النهضة و لكنّها لن تطبّقه و أرجع بعضهم السبب في ذلك إلى أنّ النهضة تساوم به أو تهدّد به كورقة ضغط و قال بعضهم الآخر لأنّها عاجزة عن تطبيقه لأنّ المجتمع المدني سيتصدّى له. و الرأي عندي أنّ الإسلاميين يؤمنون بهذا المشروع و يسعون إلى تطبيقه ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا عاجلا أم آجلا كلّه أم جزئه (أم نسينا ما جرى و يجري ببلادنا). و ما نطقت به على لسانهم لم يكذّبني فيه مكذّب و ذلك حقّ من حقوقهم السياسيّة
و أتوقّف عند من يتّهمني من الأصدقاء بأنّني أستهدف النهضة دون سواها من الأحزاب فأقول باختصار إنّني لم أنتمِ سابقا و لا أنتمي اليوم إلى أيّ حزب من الأحزاب و أقول ثانيا إنّ الأحزاب السياسيّة بما فيها النهضة في تونس و غير تونس أحزاب تستدرّ تعاطف الناخب و انخراطه بوعود في خدمة المجتمع و الأخلاق و القيم قلّما تفي بها و شذّ في ذلك بعض عمالقة السياسة من أمثال غاندي و نلسن ماندلاّ..و أقول ثالثا إنّ الإسلام السياسي المتمثّل اليوم في النهضة هو أخطر هذه الأحزاب السياسيّة و خطره يتمثّل في زجّ الدين في السياسة. و الدين عقيدة و شريعة شخصيّة لا يمكن، عند التفصيل، إلاّ أن تكون مصدر اجتهاد و اختلاف و تأويل و شريعة النهضة لا تلزمني رغم أنّي أشاركها في الانتماء إلى الإسلام. و هذا أمر طبيعيّ. فهل نحن نطلب وحدة أم نطلب مللا و نحلا و لنا في الأمم من حولنا عبرة: فالغرب قد تجاوز قضيّة الفصل بين الكنيسة و السياسة بدون رجعة أمّا الشرق فمتخبّط في هذا المزج بينهما. و عندما أراد الغرب بنا سوءا قرّب الإسلاميين من مقاليد الحكم فاستوردوا تصميما دينيّا ليس من قماشنا و سوّقوا له فتقبّله بعض الناس عقيدة و تقبّله الكثير من الناس تجارة فوقعوا و وقعنا و ما زال الإسلام في بلادنا بخير ما خلّينا بين العبد و ربّه و قعدنا من الشريعة، مثل علماء الإسلام، مقعد المتواضع و التفتنا إلى ما يعانيه مجتمعنا اليوم من أمن و من جوع و من عطش

الدكتور الهادي جطلاوي

ملاحظة : صورة « أمير المؤمنين » العليا من اختيار هيئة التحرير

*******

باسم الشعب، نحن راشد الغنوشي أمير المؤمنين نأمر بما يلي

بلاغ رقم 1 عن رئاسة الدّولة بتاريخ 22 ديسمبر2019

باسم الشعب، نحن راشد الغنوشي أمير المؤمنين نأمر بما يلي

 يحمل مجلس نواب الشعب، مستقبلا، اسم مجلس الشورى
– يدعى مجلس الشورى إلى مراجعة نصّ الدستور بما يضمن
– الشريعة هي المصدر الأوّل و الوحيد في وضع الدستور و سنّ القوانين
– تغيير اسم الجمهوريّة التونسيّة باسم الدولة التونسيّة
– تغيير علم البلاد بإضافة ما يدلّ على نسبة البلاد إلى الإسلام
– العمل مستقبلا بالتأريخ الهجري بدلا من التأريخ المسيحي
– تحديد يوم الجمعة يوما للراحة الأسبوعيّة بدلا من الأحد
– الإعلان عن مدينة القيروان عاصمة للدولة التونسيّة بدلا عن مدينة تونس
– مراجعة تاريخ تونس بما يعيد الاعتبار للنضال السياسي الإسلامي بتونس و العالم العربي
– مراجعة برامج التعليم بما يؤسّس لثقافة إسلاميّة معرّفة بنصوص شريعتنا و توجّهاتها في الكتاتيب و المساجد و الصوامع و البرامج الزيتونيّة
– مراجعة مجلّة الأحوال الشخصيّة بما يجوّز تعدّد الزوجات و الزواج العرفي و زواج المتعة و نكاح الجهاد في سبيل الله و ختن البنات و بما يجرّم الإجهاض
– إرجاع الاعتبار للرجال بصفتهم القوّامين على النساء و إعطاء الذكور الأولويّة في التشغيل
– يُفرض مستقبلا في الإدارة و المؤسّسات التربويّة و المحلاّت العموميّة (المقاهي و المطاعم و الاجتماعات الخ) الفصل بين الجنسين الذكر و الأنثى
– يُفرض على الأنثى في المحلاّت العموميّة ضرب الحجاب على رؤوسهنّ و صدورهنّ
– تضطلع شرطة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بالمتابعة و الردع للانحراف العمومي عن مكارم الأخلاق و أوقات الصلاة
– الأمر بغلق المحلاّت العموميّة المنافية للشريعة الإسلاميّة و خاصّة منها محلاّت الدعارة و بيع الخمور و المسارح و قاعات السينما و الرقص و الفنون بصفة عامّة
– التشجيع على العمل الخيريّ و تكوين جمعياته و إقرار نظام الأحباس من أجله
– ضمان حرّية الصحافة بما يحقّق الدعوة إلى هذا التحوّل الإسلامي المبارك و يعمل على توعية الأمّة بأهدافه و منافعه و تجنيد وسائل الإعلام على اختلافها من أجل هذا الغرض النبيل
و الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا اللّه
و ننشر في بيان لاحق رقم 2 تشكيل الحكومة و أسماء كبار المسؤولين في الإدارة و أسماء الولاة و المعتمدين و المشايخ السّاهرين على تطبيق إرادة الشعب

الإمضاء : أمير المؤمنين الراشد بالله الغنوشي

بقلم الدكتور الهادي جطلاوي