انتقدت منظمة العفو الدولية أحكاما أصدرها القضاء التونسي قضت بسجن مواطنين جاهروا بإفطارهم في أماكن عامة في نهار شهر رمضان، معتبرة هذه الأحكام : 
انتهاكا عبثيا للحريات الفردية
وذكرت المنظمة في بيان يوم الثلاثاء 13 جوان أن « وضع شخص في السجن لأنه دخن سيجارة أو أكل في مكان عام هو انتهاك عبثي للحقوق الفردية »، متابعة أن : عدم الامتثال للعادات الاجتماعية والدينية ليس جريمة
وقالت مديرة البحوث لشمال افريقيا في المكتب الإقليمي للمنظمة هبة مرايف، » إن سجن شخص ما لتدخينه سيجارة أو تناوله الطعام في العلن انتهاك لا معقول للحريات الشخصية للفرد
فعدم الامتثال للأعراف الدينية والاجتماعية ليس جريمة جنائية » ودعت السلطات التونسية الى عدم السماح باستخدام تهم غامضة الصياغة لفرض أحكام قاسية استناداً إلى أسس زائفة »، مؤكدة ضرورة : أن يتمتع كل شخص بحقه في اتباع ما يرى من معتقدات فيما يتعلق بالدين والآداب العامة
وأضافت أنه : « ليس في تونس أية قوانين تقتضي من الأفراد الصيام أو تحظر عليهم الأكل أمام الملأ في رمضان »، معتبرة أن إصرار المحكمة على استخدام مواد قانون العقوبات التي يشملها قسم « في الاعتداء بالفواحش » في « المجلة الجزائية » لتقييد الحريات الفردية لا يتماشى مع ما تصبو إليه تونس من تقدم فيما يتعلق باحترام حقوق الإنسان
واكدت مرايف وفق البيان، أن القانون الدولي لحقوق الإنسان والدستور التونسي، على السواء، يكفلان الحق في حرية الرأي والضمير، والحرية الدينية، مشيرة الى أن المادة 18 من « العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية »، التي تحمي الحق في حرية الفكر والرأي والحرية الدينية، تحمي كذلك حق الافراد في عدم اعتناق او ممارسة اي شعائر دينية
وكانت محكمة الناحية في مدينة بنزرت شمال شرق البلاد قضت في الأول من يونيو الحالي، بسجن أربعة رجال أكلوا ودخنوا نهارا في شهر رمضان بحديقة عامة، وأمهلتهم 10 أيام لاستئناف الحكم وإلا أصبح نافذا، علما أن الرجال الأربعة استأنفوا الحكم في الآجال القانونية ولم تبت المحكمة بعد في قضيتهم
هذا وأصدرت المحكمة نفسها الاثنين الماضي حكما مشابها بحق رجل ضبطه مسؤول قضائي وهو يدخن بحديقة المحكمة الابتدائية في بنزرت
ونددت منظمة العفو الدولية في بيانها بـ « فرض أحكام قاسية على أسس خاطئة »، معتبرة أن « لكل شخص الحق في اتباع معتقداته الخاصة في مجال الدين والأخلاق
هذا وقد تظاهر عشرات التونسيين المفطرين والصائمين يوم الأحد 11 جوان بتونس العاصمة تحت شعار « موش بالسيف » للتنديد بهذه الأحكام معتبرين الإفطار والصوم حرية فردية يضمنها الدستور
وفي حركة رمزية قام عدد من المتظاهرين بتدخين السجائر وشرب الماء للتأكيد على تمسّكهم بحقوقهم في الإفطار في نهار رمضان
