يا والله حوال !! شخص مرفوض كمشروع انتخابي يصبح المنقذ من الضلال

ياخي إلياس الفخفاخ موش قدم نفسو للانتخابات الاخيرة ودار على التلافز وتكلم وشارك في المناظرات ودار في الشوارع والقهاوي. أش بيه ما فاق بيه حد؟ أش بيه ما حس حد بصدقو وقدراتو الاتصالية وسلاسة كلامو ووضوح أفكارو؟ علاش حد ما تلفتلو وما انتخبو حد واعطوه نسبة أصوات مهينة؟ هذا دون الحديث اللي هو اصلا كان وزير مالية سابقا (دون الخوض في تفاصيل تعاستها). شيزوقرينيا تونسية تخللي نفس الشخص مرفوض كمشروع انتخابي ولكنو يصبح المنقذ من الضلال وقت يولي في السلطة. سامحنا سي الفخفاف غلطونا. هذا يعكس الحقيقة جزء من مرض الديمقراطية متاعنا اللي يخللي الناس عادة تختار وجوه توجدت بالصدفة في السلطة. كان هذا شان الباجي، وهذا ايضا كان شأن مهدي جمعة، وهذا كان شأن الشاهد…ونستنى نشوفو تطورش البيعة وتتعمل قوة سياسية جديدة مع الزخم الحاصل
الملاحظة الثانية اللي تجلب الانتباه من خلال التفاعلات هي مقاييس الاعجاب: يعرف يتكلم، سلاسة في كلامو، غير مرتبك، كلامو واضخ، نزيه….يعني من نفس جنس المواصفات الشكلية لقيس سعيد: نظيف، نزيه…لكن دون تركيز على المحتوى العملي. صحيح في ها الجانب الفخفاخ أحسن بكثير من مهدي جمعة ومن الصيد ومن يوسف الشاهد اتصاليا (مع التذكير انو الصيد ايضا نزيه ونظيف جدا). وهذا من شانو طبعا يطمن التوانسة في مثل ها الظرف.
ملخص النقطة الاولى والثانية أنو مازلنا في نسبة كبيرة من الرأي العام متاعنا نحكموا بمنطق، في ظل غياب ما افضل  خاصة كيف تشوف تعاسة قيس سعيد ونبيل القروي والمستوى الضحل والخطير لجزء هام من النواب…يعني كأنا في مرحلة السياسة المعاشية، لا وصلنا لمرحلة الاكتفاء ولا الفائض (استعارة من الفلاحة المعاشية) هانو شوية عاطفة تغطي وبرا…
بالنسبة للمحتوى وعلى المستوى السياسي وفي اطار براغماتي ما انجم كان نساند الفخفاخ في مجهوداتو خاصة في ظل شح الامكانيات وخاصة في ظل العرقلة اللي تعملها حركة النهضة في البرلمان…وهو كان واضح في ها النقطة وهذا يشكر عليه. الاجراءات الاجتماعية اللي تم اتخاذها سابقا مهمة وفي محلها. لكن في نفس الوقت فيها نوع من التناقض اللي ربما يعكس عدم رؤية واضحة. المفروض الاجراءات الاجتماعية، ومراعاة لامكانيات الدولة المحدودة، ما تشمل كان الفئات اللي متضررة مباشرة من الحجر الصحي (اصحاب الباتيندات والنصب والعامل اليومي بالقطاع الخاص اللي فقد العمل….) علاش تأجل في القروض مثلا للوظيفة العمومية أو لأجير في القطاع الخاص ما فقدش الشغل متاعو؟ بعد الكورونا السوق في حاجة لسيولة باش تنعش الاقتصاد. علاش تزيد توة في بعض جريات التقاعد؟ هذا اجراء لما قبل الكورونا او ما بعدها…يعني نحس في تداخل بين سياسة اجتماعية في ظروف عادية واجراءات اجتماعية مرتبطة بكارثة في ظل دولة محدودة الامكانيات..
ملاحظة: اللي عجبها الفخفاخ راهو من حقها وبدون استعمال كلام تلحيس وفرينة وغير ذلك. هذا من باب الحرية ونتفهموا الانتظارات والوضع. في نفس الوقت اذا راي مخالف ماذا بينا من غير لوغة الترهدين متاع في حاجة لموجات ايجابية والوحدة الوطنية في حرب الكورونا لانو الفخفاخ في حد ذاتو بين ضمنيا انو في الوقت اللي هو يحارب في الكورونا غيرو متشبث بالحكم وينافس فيه…الشأن العام يتقيم بواقعية. زعمة عجبني والا ماعجبنيش الفخفاخ ؟

عادل اللطيفي