مستشار الغنوشي ،أبو يعرب المرزوقي، يرجو « عزرائيل » للرئيس الباجي قبل أن يحسم المعركة لصالحه

كتب الإخواني أبو يعرب المرزوقي ، وهو من المستشارين المقربين لمرشد النهضة راشد الغنوشي ، التدوينة أسفله على حسابه في الفايسبوك

« على مراد الله »
خليها على الله لعله يحصل خير
أبو يعرب المرزوقي
تونس في 2018.11.08

الآن تأكدت أن المعلقين على ما يجري وخاصة من استهان منهم باستراتيجية الرئيس إما مغفلون أو مشاركون في استراتيجيته لتنويم اصحاب التكتيك المتعجلين أملا في المستحيل. الرجل فعلا داهية: يقول ما قد يظن أساسا للخصومة لكنه يقبل بكل نتائجها الممكنة باسم رجل الدولة. وإذا لم يحسمها « عزرائيل » فإنه سيتمكن من تكوين جبهة انقاذ أمتن من الأولى لأنهم بنفس العجلة يكررون تجربة 89
لست مشاركا في المعترك السياسي ولا أدعي طويل خبرة ولا نباهة زائدة عن اللزوم. لكن من يعرف ما يجري في أعماق تونس حاليا لا يمكن أن يطمئن لا لاستراتيجية الرئيس ودهائه وخبث من ورائه ولا خاصة لاستراتيجية رئيس الحكومة ولا حتى لما قد يكون بينهما من تحالف خفي يبقي الدولة بأيديهم ويحمل غيرهم كل الفشل الحاصل
ولا أستبعد أن يبادر رئيس الحكومة في لحظة معينة بالقطيعة مع النهضة والتبرؤ ممن سيدعي أنه قد أجبر عليه لينقذ البلاد من « هيمنتهم » بالتعامل معهم لكن أدرك أنه ليس « في عماهم دواء » فتبين أن ذلك لا فائدة معهم. وستكون حملته الانتخابية دائرة حول كل ما نتج عنهم منذ 2013 إلى بداية الحملة التي يكون فيها الجميع ضد الإسلاميين
كنت أتمنى لو أن النهضة تركت النداء يدبر أمره بين شقوقه وأن تنأى بنفسها عن المعركة الأخيرة وأن تواصل ما بدات به بالمشاركة الرمزية دون تصدر المشهد. واعتقد أن الخطة مستوحاة مما يتوقعه من يسعى للإيقاع بالنهضة قبل الانتخابات المقبلة. فتجربة البلديات -لا ننسى الجزائر: فنكبة الإسلاميين جاءت بعد تجربة البلديات-فيكون التخطيط هو دفع النهضة لتحمل الأزمة الحالية لاستثمارها في 2019
آمل أن أكون مخطئا. لكني أعتقد أنه

« C’est trop beau pour être vrai »

لا يمكن أن أصدق أن الباجي يستسلم بهذه السهولة ولا أعتقد أن رئيس الحكومة صادق في تعاملاته مع النهضة. ولا أعتقد خاصة أن مافيات تونس ومن وراءها من حماة من سيديهم الاستعماري وممولي الثورة المضادة يقبلون بسهولة السماح للإسلاميين بـالوصول ديموقرطيا لحكمها وهم يتفرجون مكتوفي الأيدي
وليس معنى ذلك أني أشكك في ذكاء قيادات النهضة أو اعتقد أنهم لم يخطر ببالهم مثل هذه الأمور. لكن خطرين يمكن أن يفسدا كل تحليل: 1-الثقة الزائدة عن اللزوم في ما نتج عن البلديات وتصديق الزعم بأن النهضة هي القوة الوحيدة المتماسكة في الظرف الحالي 2-الاطمئنان إلى دبلوماسية التنويم التي تأتي من حلفاء المافيات التونسية سواء في الغرب أو الشرق وهي كما يقول أفلاطون من فنيات صيد الفرائص التي تمثل أهم خطط السياسة كما بين ذلك. وفي كل الأحوال فأنا لا اصدق إلا ما حصل من تعامل مع الإسلاميين منذ أكثر من قرن ولا أطمئن للغرب و وعملائه فشيمتهم الغدر الدائم رغم « اللسان الحلو » بل وخاصة مع اللسان الحلو