لست أخيفكم من حقيقة ممكنة .. تونس قادمة على عشرية سوداء حمراء

لست أخيفكم من حقيقة ممكنة

تونس قادمة على عشرية سوداء حمراء

إنّي أرى سيناريو العشرية السوداء الحمراء التي عاشتها الشقيقة الجزائر في أفق بلادنا قد يتكرر ..كراسي البرلمان سيجلس عليها دعاة التكفير والتسفير وسنعود إلى قضايا الهويّة وإلى كلّ صور الأيام الأولى للإرهاب وبوادره ..بالأمس كانت جاهزية هؤلاء الدعاة والأئمة مبتورة ..اليوم جاهزيتهم تحمل المشروعية المجلسية والشعبية الانتخابية
قلنا مرارا إن فيروس الوهابية والإخوان المسلمين والتشدّد والتنظير والتكفير والتفجير قد استشرى في الذهنيات لدى العديد من التونسيين منذ ثمانية أعوام وقد ناموا تقيّة واليوم استيقظوا عبر صناديق الاقتراع واستفادوا بالديمقراطية التي كانوا يحرّمونها
ناقوس العشرية السوداء والحمراء يدقّ ..النار تشتعل من شرارة صغرى ..ونفس الأسباب تؤدّي إلى نفس النتائج ..وكأنّ عديد العوامل تتشابه وتتكرّر في ثوب غير مختلف
ليس من باب التخويف والتشاؤم ..ولكن لا يغرينا التمييع والتسويف ..ولا بدّ من التحذير
احتمال ليس بالبعيد ولا بالمستحيل بل هو ممكن ..قد تؤججّه خطابات ومواقف داخل مجلس النواب الجديد من نواب يعسر أن يتغيّر فكرهم وأسلوبهم وقد تدفع بهم نيران ردّ الفعل والغضب المكتوم وقد وصلوا تحت القبّة البرلمانية وتحقّق حلم ظنّوه عسير المنال
وقد تخرج تشنجات المجلس وتوتّراته والمراشقات الكلامية المتوقّعة بين مكوّناته إلى الشارع بعد اكمال المشروع الكبير مشروع اختراق الأمن وتدمير الإدارة
فلنحذر كلّنا ..مما قد يصيبنا في ضوء تواصل الانهيار الاقتصادي واستمرار الوهن الاجتماعي وفراغ البطون وخواء الذهن

الشيخ بدري المدني