كونوا على قناعة ان تونس خرجت من التاريخ والجغرافيا

في مؤتمر برلين، حين يحضر الاصيل، لا يستدعى الوكيل 

راسلني بعض الأصدقاء للاستفسار عن سبب عدم دعوة تونس الى مؤتمر برلين لمناقشة القضية الليبية المزمع عقده في نهاية الاسبوع وعن منهجية اختيار الدول والكيانات الاقليمية التي ستناقش مستقبل البلد الجار
لن اخوض في بعض تفاصيل الدعوات ولكن ساقدم جملة من الايضاحات 
1/ هذا المؤتمر هو اجتماع الجسورين والفاعلين واصحاب الاستراتيجيات ذات المنحى الوطني، لذا لا مكان لمن ارتضى لبلاده موقع التابع أو الممر اللوجستي أو المنصة … فلا تشاد ولا النيجر مستدعية باعتبارها بلدانا فاقدة السيادة ومندمجة ضمن المنظومة الأمنية العسكرية الفرنسية 
2/ تدخل أوروبا بشقيها الفرنسي والايطالي كابرز الخاسرين مقابل الحضور الوازن ميدانيا لروسيا. روسيا التي ستصبح « جارا » لتونس بفضل اعادة تشكيل الخريطة الجيوسياسية للمنطقة بعد منعرج حلب ونهاية مفاعيل « الربيع العربي » الذي لا نزال نحتفل به محليا
3/ لدى البلدان القريبة والبعيدة اوراق ضغط ومساومة في الملف الليبي (الكونغو التي تساءل البعض عن سبب حضورها لها من الروافع في الداخل الليبي ما يجعلنا نخجل لمجرد طرحنا للسؤال!!!). على الرغم من طهر ايدينا في القضية الليبية (أتحدث عن شعبنا وليس عن الطائفة الاخوانية العميلة) فاننا نتعرض للاقصاء ممن قدموا انفسهم كاصدقاء ومساندي تحولنا الديمقراطي
4/ ابتداءا من اليوم، كونوا على قناعة ان تونس خرجت من التاريخ والجغرافيا ونشرة الأخبار ولم يبقى لها سوى الاحوال الجوية…فبربكم، لا تعيدوا تكرار الجملة الركيكة : تقاليدنا الديبلوماسية
5/ أخيرا … مؤتمر برلين هو بمثابة مأدبة للكواسر الجاءعة التي ستفترس ليبيا ومقدراتها ولن نترك حتى الفتات لبقية الدول
تدمع العين عند كتابة التدوينة … خيل الي أنني أعيش في بلد سيد …أفيق من وهمي لاكتشف ان عهد الايالة عاد بفعل سواعد ملعونة انتخبت مخصيي الحرمليك العثماني
ثورة منحرفة دفنت حلم السيادة … وجعلت منا وكيلا في خدمة اصيل متخلف

الدكتور رافع طبيب