قطر تفتح باب التخلّي عن الاخوان المسلمين

قال وزير الخارجیة القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الجمعة 6 ديسمبر، إن تقدما تم إحرازه في الجھود الرامیة لوضع حد للأزمة المستمرة بین الدوحة ودول في مجلس التعاون الخلیجي منذ عام 2017،متحدثا عن محادثات مع السعودية تأمل بلاده أن تكون نتائجھا إيجابیة

ووفقا لتقرير صحيفة « وول ستريت جورنال » الأمريكية فإن الوزير القطري ألتقى ، في زيارة سرية ، عددا من كبار المسؤولين السعوديين لمناقشة وضع نهائية للمقاطعة التي تفرضها المملكة بالإضافة إلى الإمارات والبحرين ومصر والتي تصفها الدوحة بـ : الحصار

ونقل تقرير الصحيفة على لسان مصدر لم تسمه، أن الشيخ محمد بن عبدالرحمن، قدم عرضا وصفته بـ »المفاجئ » لإنهاء الأزمة الخليجية، لافتا إلى استعداد الدوحة لقطع علاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصدر عربي مسؤول أن وزير خارجية قطر عرض على السعوديين استعداد الدوحة قطع العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين في سبيل إنهاء الخلاف بين البلدين وإعادة العلاقات بينهما

وكشف في تصريحات، خلال مشاركته بحوار في منتدى حوار المتوسط الذي تستضیفه روما، أنه “خلال الأسابیع الماضیة انتقلنا من الجمود إلى إحراز بعض التقدم إذ عقدنا محادثات مع السعوديین على وجه التحديد، ونأمل أن تؤدي ھذه المحادثات إلى تقدم نشھد من خلاله نھاية للأزمة”. ولم يتطرق إلى تفاصیل عن فحوى المحادثات مع السعودية أو الأطراف التي شاركت فیھا “نظرا لحساسیة القضیة”، لكنه أضاف : ما يمكنني أن أقوله ھو أننا نتحرك من وضع جمود إلى محادثات حول تفكیر في المستقبل

وأشار إلى أن “سلسلة من الأحداث وقعت كذلك في إطار الوساطة الكويتیة”. وأكد تطلع بلاده للمستقبل، وقال في ھذا الإطار : ما ننظر إلیه الآن ھو رؤية مستقبلیة”، مشیرا إلى أن “ھناك الكثیر من التحديات التي تحیط بنا وقطر دائما تسعى إلى منطقة أكثر استقرارا ومجلس تعاون خلیجي أكثر استقرار واتحادا

وتأتي تصريحات الوزير القطري بعد أيام على نشر صحیفة وول ستريت جورنال الأمیركیة تقريرا كشفت فیه عن لقاء سري شھدته العاصمة السعودية بین مسؤولین سعوديین كبار ووزير خارجیة قطر، في إطار المساعي لحل الأزمة الخلیجیة. لكن آل ثاني رفض تأكید زيارته إلى الرياض. وقال : كما قلت لا يمكنني الخوض في التفاصیل، لكن العديد من الاجتماعات عقدت في دول وأماكن مختلفة بین مسؤولین من دون أن أذكر أسماءھم

دعم الإخوان المسلمين

“قطر لم تكن داعمة للإخوان المسلمین أو الإسلام السیاسي : ، ھكذا رد وزير خارجیة قطر عندما سئل إن كانت بلاده تدعم الجماعة التي تصنفھا العديد من الدول منظمة إرھابیة، وقال إن “ھذه الصورة النمطیة تم تكرارھا لوقت طويل الآن

وأضاف : علینا أن ننظر لما قامت به قطر بالفعل مع الدول التي كانت تحت قیادة الإخوان أو غیرھم”، وذكر على سبیل المثال “كان الإخوان المسلمون في السلطة في تونس، وقطر دعمت تونس بعد الربیع العربي، وعندما غادر الإخوان السلطة ضاعفت قطر دعمھا لتونس ونواصل دعمنا لأنه كان للشعب ولیس للحزب السیاسي

وأردف : في النھاية، قطر دولة ولیست حزبا سیاسیا. سنواصل دعم دول مھمة بالنسبة لنا، وسندعم شعب تلك الدول، والوضع ذاته مع مصر حیث دعمنا المجلس العسكري عندما أمسك بزمام السلطة وواصلنا الدعم عندما انتخب الشعب رئیسه وواصلنا دعم مصر بعد إسقاط مرسي

وقال إن ربط قطر بحزب سیاسي واحد أو الإخوان المسلمین أو أيديولوجیة واحدة اتھام ثبت أنه خاطئ، مؤكدا أن بلاده ستواصل سیاستھا المتمثلة في دعم الشعوب بغض النظر عن قیادتھا أو من يختارون لقیادتھم، على حد تعبیر آل ثاني

أما بخصوص تواجد الإخوان المسلمین في قطر، فقد صرح آل ثاني بأن “الجماعة لا وجود رسمیا لھا في الدوحة ولم يسبق أن كان لھا وجود رسمي فیھا”، وقال إن التقارير التي تتحدث عن موافقة قطر على طرد الإخوان “خاطئة وكما سبق لي القول فإننا لا نزال في طور النقاش وتفاصیله سرية”. العلاقات مع إيران وفي معرض رده على سؤال حول مستقبل علاقات الدوحة مع طھران في حال تحققت مصالحة مع الدول التي تطالب قطر بالحذو مثلھا ومقاطعة إيران، قال آل ثاني “علینا أولا الإقرار بأن إيران جارتنا. علینا أن ننظر إلى الأمر بشكل مختلف ربما عن دول غربیة، نحافظ على علاقة حسن الجوار معھا، نتشارك معھم في مصالح تتمثل في حقلنا للغاز، مصلحة أمنیة تتمثل في حدودنا وحدودھا أيضا، وعندما فرض الحصار علینا فتحت إيران لنا مجالھا الجوي والشعب القطري شاكر لھذه الخطوة”. وتابع : أن قطر لا ترى أي علاقة بین إعادة العلاقات إلى طبیعتھا مع الدول التي تقاطع بلاده وعلاقات الأخیرة مع إيران. وأردف : لدينا سیاسة خارجیة مستقلة، وستظل ھذه السیاسة الخارجیة مستقلة ولا نعتقد أن شؤوننا الداخلیة أو الخارجیة ستكون محل تفاوض مع أي أحد

وقال أيضا : ندرك أن ھناك قلقا لدى بعض جیراننا، سنناقشه ولكننا لن نتحدث عما علینا أن نفعله أو لا نفعله كدولة ذات سیادة”. على صلة قمة مجلس التعاون.. ھل تشكل بداية لنھاية الأزمة الخلیجیة؟ وذكر تقرير الصحیفة الأمیركیة، أن وزير الخارجیة القطري أجرى زيارة سرية في أكتوبر الماضي للرياض قدم خلالھا عرضا لإنھاء الأزمة الخلیجیة، يتضمن قطع الدوحة علاقاتھا مع جماعة الإخوان المسلمین

وقال مسؤول عربي للصحیفة إن الوزير القطري قدم بزيارته للرياض، عرضا مفاجئا لإنھاء الأزمة، قائلا إن الدوحة مستعدة لقطع علاقاتھا مع جماعة الإخوان المسلمین. ووصف المصدر العربي الاقتراح بأنه فرصة واعدة لإنھاء النزاع وأن السعودية تدرسه. لكن دبلوماسیین أمیركیین حالیین وسابقین إلى جانب مسؤولین من المنطقة، أعربوا عن شكوكھم في إمكانیة حل الخلاف في المستقبل القريب، وفقا للصحیفة

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتھا مع قطر في عام 2017 بسبب دعم الأخیرة “للإرھاب” والتقارب مع إيران، وھو ما تنفیه الدوحة

وقال مسؤول أمیركي لموقع الحرة في وقت سابق إن ھناك وساطات تجري من جانب واشنطن لرأب الصدع بین دول الخلیج. وقررت السعودية والإمارات والبحرين المشاركة في بطولة خلیجي 24 المقامة في قطر، وھو ما أشار إلى احتمالیة حدوث انفراجة في العلاقات الخلیجیة