الشاعر حسن المحنوش يطلب من يوسف الشاهد إنقاذ نفسه من مخالب النهضة بتقديم استقالته

رسالة الى السيد يوسف الشاهد

اعترف اني كنت قاسيا في كثير من الكلمات التي وجهتها اليكم في مناسبات عدة
لكن ثقوا انها كلمات صادقة لم يكن منطلقها كرها لشخصكم او حقدا عليكم وانما كانت بدافع الغيرة على البلاد وحبا في نصحكم بعدما وضعتم شخصكم ومستقبلكم السياسي ومستقبل البلاد بين يدي الكثير من المفسدين الفاسدين والانتهازيين الذين احاطوا بكم وكانوا سببا فيما اصاب عملكم من ارتباك وما اصاب العمل الحكومي من وهن وتضررت مصالح البلاد واوشكت على الافلاس .وبدات بوادر تسلل الايادي الخطيرة الى مفاصل الدولة واجهزة الامن الى حد ولوجها الى قاعة عمليات وزارة الداخلية حسبما اكده السيد نجيب الشابي في احدى تصريحاته وان صح هذا يكون الخطر اكبر مما يتصوره البعض من المتابعين للحياة السياسية في بلادنا
اسمحوا لي سيادة رئيس الحكومة ان اصارحكم بان الفرصة التي منحكم اياها السيد الباجي قائد السبسي فرصة نادرة لا يمكن تعويضها وانكم فرطتم فيها بسبب استماعكم الى نصائح ملغّمة من اناس بعضهم ينحصر تفكيره في المنصب والبعض الاخر طالبا للحماية بعدما تلطخت يداه وانغمس في الفساد واصبح يخشى المتابعات العدلية ويخشى ان تَطالَه يد القضاء 
هؤلاء وامثالهم يا سيادة رئيس الحكومة ليس لهم صديق ولا  يُؤتمن لهم جانب ولا غاية نبيلة لهم ولا يملكون من الاسلحة الا سلاح التزلف والكذب والنفاق وقد استعملوا هذا السلاح ضدك ببراعة ونجحوا مع الاسف الشديد
سيدي رئيس الحكومة انا رجل وطني احب هذه البلاد واعطيتها نصف قرن من عمري ولم اخذ منها شيئا واحب هذه البلاد اكثر من حبي لنفسي ولابنائي واغار عليها ولا اسمح ان اقف متفرجا وهي تُنهب وتُدمّر وتُهان امام انظار العالم القريب منه والبعيد والصديق منه والعدو
لهذا عندما اتكلم تجدون في كلامي ما يثير المواجع ويقلق الكثيرين وخاصة اولائك المتزلفين والفاسدين والعملاء والخونة والمتمسحين على اعتاب السفارات الاجنبية والمستقوون بالاجنبي والجواسيس وعملاء المخابرات الدولية الماكرة
نعم اؤكد لكم اني لا اكرهكم ولا احقد عليكم ولا يوجد سبب في نفسي يدفعني الى مناصبتكم العداء لكني اتمنى عليكم ان تستمعوا الى صوت العقل وان تتاكدوا ان في مراجعتكم لاسلوب تصرفكم في تسيير العمل الحكومي والنتائج الهزيلة التي تحققت للبلاد خلال سنين  من اشرافكم على الحكومة وما وصلت اليه البلاد من عجز يتفاقم يوما بعد يوم الى الحد الذي عجزتم فيه على الإيفاء بتعهداتكم لشعبكم حتى انكم بعدما استوليتم على وديعة الصندوق الوطني للتقاعد فشلتم في دفع اجرة المتقاعدين وتركتموهم دون اضحية في يوم عيد الاضحى 
وكما تعلم سيادة رئيس الحكومة القضية ليس بقضية كبش العيد ولا بقضية حرمان المتقاعدين من جراياتهم وانما هي اخطر من ذلك بكثير لان المعروف في جميع دول العالم ومن خلال التجارب التي سبقتنا انه اذا اشرفت الدولة على الافلاس او افلست يكون المتقاعدون هم المتضررون الاوائل وهو ما حدث وهو الدليل القاطع على ان البلاد تسير نحو الهاوية وتعاني من مرض صامت لكنه قاتل
لذلك ارجو منكم بكل احترام ان تراجعوا النفس وتقفوا وقفة المتامل الشجاع وتقدمون استقالتكم من رئاسة الحكومة و ترمّموا ما انخرم من علاقاتكم بولي نعمتكم السيد الباجي قائد السبسي وحزب النداء الذي هو موقعكم الاصلي وتواصلوا النشاط ضمن هياكله وتكون تلك استراحة المحارب
سيادة رئيس الحكومة ان النجاح لا يكون الا في مدرسة الفشل وان من لا يتعلم من اخطائه لن يتعلم .وان الاصرار على الغلط عاقبته وخيمة لا خير فيها
واختم اخي يوسف الشاهد بالقول انكم الان بين يدي كماشة واصبحتم ترون في النهضة منقذكم الوحيد بينما هي تستعملكم لتتمكن من مفاصل الدولة وعندما تتمكن سترمي بكم في البحر كما رمت بالذين سبقوكم فاحترس
واخيرا لكم منى السلام والاحترام وارجو ان تقرؤوا رسالتي هذه وتعطوها ما تستحق من الاهمية لان فيها مصلحتكم وصلاحكم
اللهم فاشهد اني قد بلغت

حسن المحنوش