أضيع من الأيتام في مأدبة اللّئام

يُحكى أنّ حيوانات الغابة في سالف الزمان قد ضاقت ذرعا من قهر أسد الغابة فشقّت في وجهه عصا الطاعة و استبدلته بأسد من بني أعمامه و بايعته على أن يضمن لها الحرّية و الكرامة الوطنيّة. و حالما تسلّم الأسد الجديد مقاليد الحكم عقد مجلس الدولة و جلس حوله الأسود و الأشبال و النمور و الذئاب و الكواسر و الجوارح و الخدمة من الضباع و بنات آوى و استشارهم في أمر الحرّية و العدالة و الكرامة ففهم منهم أنّ الحكم فيما سبق كان لله وحده و أنّ الحكم اليوم لهم وحدهم و أنّ عليه أن يختار بين الانضمام لحيوانات الغابة ضدّهم فيكون في ذلك هلاكه على أيديهم و بين الانضمام إلى صفّهم فيكون له من فرحة الحياة نصيب. و منذ أن اتّخذ الأسد قراره و شهد عليه شاهد من أسياد الغابة، ظلّت حيوانات الغابة تبحث و ضلّت في البحث في الغابة عن بديل ينزل من السّماء يحكم بأحكامها

ملاحظة : يُرجى ضمّ هذه الخرافة إلى مسرحيات حمّة الجريدي، إلى نعامة سيدي الباي و إلى فيران الدّاموس و إلى غيرها من مسرحيات عهود الاستبداد الماضية التي عجزت يومئذ عن التّصريح فركنت إلى الكناية و التلميح و يُرجى أن تضاف هذه الخرافة إلى حكايات كليلة و دمنة أو حكايات لافنتان إذ لا أعتقد أنّه حصل في يوم من الأيّام في عالم الحيوان من الأوضاع ما يشبه أوضاعنا. و لئن اتّخذ السّابقون عالم الغابة خوفا و تقيّة فإنّنا ننتهجه اليوم قهرا و غبنا

الدكتور الهادي جطلاوي