سياسات المحاور تخترق البرلمان و شروط النهضة لعدم الإطاحة بالحكومة

يوميات الحجر الصحي الشامل -اليوم التاسع من الشوط الثالث – االثلاثاء 28 أفريل 2020

سياسات المحاور تخترق البرلمان : من فضلكم تونس و الكورونا هما بوصلتنا

أودع النّائب عن حركة الشّعب السيد هيكل المكّي أمس الثلاثاء 24 أفريل مراسلة بمكتب الضبط بمجلس النّواب، حمّل من خلالها راشد الغنّوشي بصفته كرئيس البرلمان وكرئيس لحركة النهضة مسؤوليّة ما يتعرّض له النائب من نشطاء الفيسبوك الذين أطلق عليهم اسم  »الجيش الإلكتروني لحركة النّهضة ». وتأتي مبادرة النائب المكي على اثر تعرضه لما أسماه بهجوم فايسبوكي وقصف منظم بعد المداخلة التي قدمها في مجلس نواب الشعب يوم الجمعة 24 أفريل . ويذكر النائب تعرضه لسلسلة من الانتقادات وصلت حدّ التجريح في شخصه وحتى تهديده .

خلال الحوار الذي أجراه المنشط الياس الغربي يوم الثلاثاء 28 أفريل أعلن هذا الأخير عن دعمه المطلق للنائب عن حركة الشعب هيكل المكّي، ضدّ أي تهجّم أو ثلب أو تهديد يطاله بسبب مداخلته المذكورة. في المقابل تساءل الاعلامي الياس الغربي عن مدى اقتراب النائب هيكل المكي من الواقع التونسي في ظل جائحة كورونا ومدى انسجام الأفكار التي يطرحها مع هواجس التونسيين وتخوفاتهم وانتظاراتهم في ظروف مواجهة الكورونا. من جانبه جدّد هيكل المكي دعمه ومساندته لبشار وحفتر واعتبر أن التعاطي مع الشأن الليبي والسوري لا يعني أن حركة الشعب تخلّت عن مهامها في تونس وعلى مشاكل الشعب التونسي والاستحقاقات الموجودة مؤكّدا أنه نائب للتونسيين. وشدّد هيكل المكي على أن جيش بشّار يستحق التحيّة وقال ردّا على تساؤلات الياس الغربي « جيش الدولة السورية يحفظ في أمنك هنا، يحفظ في الأمن القومي التونسي ولو لا انتصار جيش بشار راهي ثمة امارات دواعش موجودة حتى في تونس » مع تنديدينا الصريح وتضامننا الكامل مع السيد النائب هيكل المكي ومع كل من تطالهم من الشخصيات السياسية ونسوق في هذا المجال الحملات المغرضة التي تقوم بها بعض صحافة المجاري القذرة ضد السيد يوف الشاهد رئيس الحكومة السابق ورئيس حزب تحيا تونس المشارك في الحكومة الى حزب حركة الشعب الذي ينتمي اليه النائب هيكل المكي وكذلك مساندتنا الى السيدة سامية عبو والسيد زهير المغزاوي وكلاهما تم اشعارهما من طرف وزارة الداخلية بوجود استعداد للمس من سلامتهما الجسدية. نكتب هذا وبكل شعور بالمسؤولية لأن كاتب هذه السطور تعرض ولا يزال الى مثل هذه التهديدات الارهابية وحملات التشويه. ورغم أن البعض من الأسماء المذكورة لم تحرك ساكنا و لم تعبر عن دعمها لنا لما تعرضنا له نؤكد وقوفنا صفا واحد ضد هذه الحملات العلنية والمبطنه تصريحا أو تلميحا والتي تطال الأعراض والجنس والجسد فالإرهاب هدفه واضح هو افشال النموذج التونسي ونحن مدعوون للدفاع عنه في تونس ومع تضامننا مع كل الشعوب التي اكتوت به فخط  دفاعنا الأول موجود في تونس من قبل جيشنا الوطني وقواتنا الأمنية التونسية. ومع تسجيلنا بايجابية لما سمعناه « من تراجع من حلم الدولة القومية الى الدفاع عن تونس الدولة الوطنية » نرى أن من واجب الجميع ومهما اختلفت تقييماتنا لهذا الطرف أو ذاك وجب الحرص على أن تبقى تونس بوصلتنا فمجالها الجغراسياسي وامكانياتها جلعت من ثوابتها التاريخية أن تكون صديقة الجميع كما يكرر ذلك الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة. ومع تقديرنا وحبنا لكل الدول ولكل الشعوب التي تشاركنا حب الديمقراطية والعدالة الاجتماعية فأننا فخورون بانتمائنا لتونس أولا وكما قال محمود درويش لن نشفى من حب تونس وأن خلاصها وخلاصنا يمر مرحليا عبر المشاركة في الخطة الوطنية لمواجهة الكورونا

وفاة صابر تطرح من جديد وضعية المرضى من غير الكوفيد 19 

فاجعة وفاة الشاب ياسين مصباح شاب الـ31 عاما، هزت الجميع وتؤكد من جديد ضرورة الاعتناء بكل مرضانا وانه مهما تركزت اهتمامات الطواقم الطبية على مجابهة الكورونا فذلك لا يمكن أن ينسينا بقية الأمراض المزمنة التي يعاني منها العديد من المواطنين والأمراض التي قد تطرأ بالموازاة في كل لحظة حيث لا بد أن مستشفياتنا مفتحة اليهم. فمع تجندنا لمواجهة الوباء المستجد وحرصنا أن أن نحمي جميع الماصابين ونقلل من عدد الوفايات فلا نريد أن يموت المرضى اللاخرون في صمت كما نبهنا الى ذلك الدكتور رمزي نويرة رئيس قسم الجراحة بمستشفي شارل نيكول في الأسبوع الماض. وهنا نريد لا اضافة الزيت في النار المشتعلة لوعة على فقدان هذا الشاب الذي رايناه يصيح ويستغيث وكانت آخر كلماته : يرحم والديكم انقذوني… يرحم والديكم نقصولي الوجيعة.. اعملولي زريقة تنحي الوجيعة… يرحم والديكم… يرحم والديكم
سمعنا وهيبة مصباح الناشطة بالمجتمع المدني ورئيسة جمعية أطفالنا والتي نشرت فييديو الاستغاثة تقول “شقيقي مصاب بمرض الكلى منذ 8 سنوات تقريبا، وقد عاوده المرض والألم من جديد في هذه الفـترة فتحولت به رفقة والدي ووالدتي فى الساعة السادسة صباحا إلى قسم الاستعجالي بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس ، إلا ان العاملـين بالقسم رفضوا قبوله خوفا من ان يكون ياسين مصابا بفيروس كورونا والحال ان أخي كان قد مر على قسم الفحص الأول الذي أكد سلامته من هذا الوباء بعد قياس حرارة جسمه وخضوعه لبقية البروتوكول المعتمد للتأكد من الحالة ». نذكر هذه الشهادة التي ستنضاف اليها بلا شك شهادات الطاقم الطبي الذي أشرف على عملية قبول المريض والذي رافقه الى أن وافاه الأجل يوم الأحد الفارط. فالى تحول وزير الصحة الى منطقة هبيرة لأداء واجب العزاء لعائلته فقد أذن بفتح تحقيق حول الموضوع وهو ما يقتضي منا الترحم على الشاب المتوفي وانتظار تجميع كل العناصر والاستماع الى التقرير ونتائجه ولكن الخلاصة الأولى أن مواجهة شجرة الكورونا لا يمكن لها أن تحجب عنا غابة الأمراض الأخرى فاليقظة يجب أن تكون واحدة للدفاع عن حق الحياة للجميع في أرض تونس التي تجمعنا

عودة الى ملفي « الكمامات » و »التسميات » الوضوح هو الكفيل باستعادة الثقة

صدر أمس الاثنين بيان الهيئة العامة لمراقبة المصاريف العمومية حول موضوع الكمامات الغير طبية وكما معلوم تم انجاز هذا التقرير بمقتضى تكليف صادر بتاريخ 16 أفريل الماضي عن السيد محمد عبو وزير الدولة لدى رئيس الحكومة والمكلف بالوظيفة العمومية والحوكمة ومكافحة الفساد أذن فيه للهيئة العمة لمراقبة المصاريف العمومية بمهة رقابية للهياكل الراجعة لوزارة الصناعة المشاركة في اصدار كراس ا لشروط وذلك للتثبت في صحة شبهة تسريب معلومات حولها عند الاعداد وتوجيهها نحو مزودين معنيين. ورغم هذه الرقابية الادارية التي لا تلغي الاجراءات القضائية التي سبقى قائمة فان صدور التقرير لم يحدث الرجة المرجوة وكان « الكلف طاح على ظلوا  » بعد استماتة رئيس الحكومة في دفاعه عن وزير الصناعة خلال حواره التلفزي الأخير وبعد أن ذهب الوزير الى مجلس النواب ويتولى تقديم نوع من الاعتذار. تبعا لم يحتل التقرير المساحة الكافية في الحوارت التي جرت أمس الاثنين وهو ما جعل الصيق المدون محمد الزقير يكتب في صفحته الشخصية على الفايس بوك « اليوم 27-04-2020 بعد أن اعترف من اعترف واعتذر من اعتذر في قضية الكمامات وبعد أن خاض في هذا الموضوع كل رواد التواصل الاجتماعي وكل وسائل الإعلام وحتى رئاسة الحكومة و مجلس النواب وكل العالم … بعد كل هذا الوقت من النقد والتحليل واللوم والاتهام … بعد كل هذا يخرج علينا تقرير تأليفي من طرف الوزارة المعنية الأولى بمكافحة الفساد ….تفريرمتأخر جدا ..جدا .. .إلى درجة الشك … كأنه يقول « الجلوس على الربوة أسلم » أو « اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون…
ومن ناحيته عاد اليوم الثلاثاء على أمواج اذاعة شمس فم السيد محمد عبّو وزير الوظيفة العمومية ومكافحة الفساد الى نفس الموضوع وصرح في لغة طغى عليها منحى شكلي تبريري وكأنه يحاول اقناع نفسه قبل أي شخص آخر قائلا  » بأنه كان من السهل ان يقوم رئيس الحكومة بإعفاء وزير الصناعة في علاقة بما تم تداوله حول وجود شبهات في علاقة بصفقة صناعة الكمامات؟ وأضاف قائلا خلال جلسة حوار بالبرلمان ,ومن ثمة يخرج للشعب بطلا قوميا ولكن ماهي الرسالة التي سيقدمها للإدارة حينها؟ ان يقوم بتكليفه بصناعة كمامات في اسبوع ثم يقوم بطرده لتحقيق نجاح سياسي؟ واشار عبو خلال رده علي اسئلة النواب بان القضاء تعهد بالقضية وان الادارة من جانبها لم تتوصل الى ما يفيد بوجود تحقيق مصلحة شخصية لوزير الصناعة »
ونفس المسلك كان سلكه السيد عبو في حواره أمس في يرنامج « ميدي شو » فيما يتعلق بموضوع « التسريبات المؤكدة » حول التعيينات حيث لا يرفض السيد الخوض في الموضوع لكن أجوبته تتوقف عند الجانب الشكلي وهو مايزيد الأمر غموضا . لقد ذهب الى التذكير ببعض المعلومات ليبين اطلاعه الشامل على موضوع المسستشارين في تونس وفي العالم. فذكر أن حكومة يوسف الشاهد كان فيها 15 مستشارا وأن في فرنسا يوجد 60 ليصل الى أن الحكومة الحالية لالياس الفخفاخ تعد الآن 5 مستشارين فقط وأن العدد سيصل الى 12 وليس الى 15 الخ…قائلا ان مشاريع التمسميات تمر على وزارته قبل ذهابها الى رئيس الحكومة للامضاء والنشر في الرائد الرسمي…ولكنه لم يجب على السؤال الدقيق حول الأسماء ولسان حاله يقول « ما كل حقيقة صالحة لأن تقال في كل لحظة » . يمكن القول أن السيد عبو دار ودار حول الموضوع الى درجة انه أقنعنا أنه على علم بذلك وكما جاء في تدوينة للصديق الدكتور لطفي بد ننقلها عنه بامانه : ما لم يستطع التصريح به السيد عبو هو أن كل الأحزاب الداعمة للحكومة على علم بالتسميات قبل التصويت، وهذا كأن شرط النهضة لعدم الإطاحة بالحكومة

تونس –أريانة سهرة الثلاثاء 28 افريل 2020

الدكتور حبيب القزدغلي

اضغط هنا لقراءة اليومية كاملة