حسن بن عثمان يردّ على الخوانجي الأمريكاني الخسيس النّجِس رضوان المصمودي

رضوان المصمودي يدعو للتخلّص من جريدة « الصحافة اليوم » ويصفها بـ : الشوليقية
تحويل التكفير من الدّين إلى اللعب بالرموز؟
ـ الصحافة اليوم/ حسن بن عثمان
هذا المقال الصحفي يبدأ بطريقة أكرهها وصفات ونعوت، ولكني ملزم بها هذه المرّة
ـــــــــــــــــ
بكل حقد وخسّة ونجاسة على الإعلام التونسي حبّر رضوان المصمودي مدير « مركز الديمقراطية والإسلام » التابع للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، حبّر تدوينة على صفحته بالفايسبوك في آخر الأسبوع المنقضي، هذا نصّها

 ببساطة لأنها شوليقة وليست جريدة. هي ملك الدولة ومن حقّ الدولة باش تسكّرها في أي وقت من باب المحافظة على المال

اطلعت على هذه التدوينة المهلهلة لرضوان المصمودي الذي يرغب في المحافظة على المال، وهو ينعم بالمال الخاص والعام، ويكتب بالدارجة التونسية الرثّة وهو دكتور كبير في الألقاب والصفات الرائجة، ويتكلّم في مسألة تهم الدولة التونسية التي لا ينتمي لها في تحصيل المال، وهو أيضا من وجوه الإسلام والديمقراطية ولغة القرآن، الذين غزوا الكثير من الدول العربية وعلى رأسها تونس، في سياق الربيع العربي/ العبري، باسم شعار تافة وبلا معنى اسمه (الإسلام والديمقراطية »، أو الإسلام الديمقراطي الأمريكاني الصناعة، بتمويل أموال الخليج الحمقاء على نفسها قبل الآخرين)، ولا ينوي الإخوان من وراء ذلك الشعار نشر رسالة الإسلام في أمريكا والجهاد الدعوي هناك، ولكن إعادة فتح الشعوب العربية والإسلامية وإعادة أسلمتها لتكون جاهزة لإقامة الخلافة الإسلامية الراشدة بالديمقراطية الغربية المستوردة، وكل هذا النوع من المسائل الغامضة الساخرة التافهة التي لا تسوى مليم في خردة الأموال والأفكار… قلت اطلعت على التدوينة لرضوان المصمودي في ردّ الزميل بجريدة الصحافة اليوم مراد علالة/ أستاذ معهد الصحافة، وهو أصيل مدينة صفاقس يقيم في العاصمة ويظل يغار دائما على صفاقس، مثل كل الصفاقسية الأحرار… ونصّ تدوينة مراد علالة التي كتبها قبلي، كما يلي
ـ هذه أخلاقهم
هكذا كشف « الأخ رضوان المصمودي » القيادي في تنظيم النهضة وصاحب مركز الإسلام والديمقراطية في واشنطن عن الحقد الإخواني المقيت وحقيقة أخلاق رهوط الإسلام السياسي ببلادنا حيث لا يليق أن نوصّف جريدة عمومية ناطقة باللغة العربية، لغة القرآن الكريم ب »شوليقة » مهما كان الاختلاف مع مضامينها ومع الأقلام الوطنية فيها لمجرد أنها انحازت لتونس ضد تجار الدين
ولأنه لا علاقة له بالدولة وبالمؤسسات، لا يرى « الأخ رضوان » حرجا في إغلاق مؤسسة إعلامية لا تخدم أجندا تنظيمه وأصحاب الفضل عليه فنحن بخلافه لم نتعامل يوما بالدولار الأمريكي ونحن أبعد من أن نهدر المال العام
أتشرف بكوني من أسرة تحرير « الصحافة اليوم » ومن المدافعين عنها وعن الإعلام العمومي وعن تونس المدنية. تحيا تونس
انتهت تدوينة مراد علالة منشور في أسفلها نسخة رقمية من تدوينة رضوان والتي كما سبق نصّها
ـ ببساطة لأنها شوليقة وليست جريدة. هي ملك الدولة ومن حقّ الدولة باش تسكّرها في أي وقت من باب المحافظة على المال

ـ من الدفاع إلى الهجوم… هيّا؟

نسي صاحب « البساطة » رضوان المصمودي أن جريدة الصحافة اليومية التي سمّاها « شوليقة »، دون ذكرها بالإسم لأنها جريدة معلومة عند أولاد المعلومة، وهي جريدة كانت ومازالت منبرا تنفّست فيه البلاد في أوقات الشدّة، زمن نظام السابع من نوفمبر وزمن الثورة اللعينة، سواء، الثورة التي صار فيها البسطاء أمثال رضوان المصمود لهم رأي وتدبير ولغة في شأن الدولة التونسية وشأن تصريف لسانها، لسانها التي كانت تعرف دائما وأبدا كيف تنتصر فيه على ظروفها وتنتصر على المشعوذين أمثال هذا النوع من الإسلام والديمقراطية
لعلم رضوان المصمودي وأمثاله وأتباعه وشيوخه أن جريدة الصحافة اليومية اشتغل فيها نخبة واسعة من أهل الإعلام والثقافة والجامعة التونسية والرموز الفاعلة، وكذلك كثير من الكتّاب والصحافيين والمبدعين العرب، نذكر من بينهم الأستاذ توفيق بكّار حيث كان معنا في الإشراف على الملحق الثقافي الأسبوعي للجريدة « ورقات ثقافية ». وكان ذلك الملحق الأسبوعي منارة ثقافية في البلاد يضيء على كل أسمائها المبدعة في كل جهاتها، وكان ومازال لمثقفي صفاقس ومبدعيها وجامعييها ورجال أعمالها، بالتذكير والتأنيث، نصيب وافر في الحضور بمختلف أقسام الجريدة المناضلة لترسيخ المعنى المهني ونزاهة الصحافة على أسس مهنية قويمة، ودائما ما كانت هذه الجريدة تفسح أوسع مجال لكل أنواع النخب من الجهات إلى الوطنية إلى العالمية إلى الاقتصاد إلى الاجتماع إلى الرياضة إلى الثقافة ومختلف الفنون والمقابسات، دون التبجح من قبل الجريدة أن أكبر أسماء الثقافة الفلسطينية التي أقامت في تونس كانت جريدة الصحافة اليومية هي التي تحظى بثقتهم وتحتضن نصوصهم الإبداعية قبل أي جهة عربية أخرى… دون الإشادة الكبيرة بالمنابر التونسية الأخرى، العمومية منها والخاصة
ولكن الإخوانجية في تونس من أمثال الأمريكاني رضوان المصمودي يريدون محو ذاكرة البلاد التونسية وكل محامل الذاكرة الوطنية منذ الاستقلال إلى الآن، محورها من الورقي ومن الرقمي، بلغة تدلّ على مستوى أصحابها… انتبهوا؟
ولكن ماذا نفعل مع ثقافة الدكاترة البسطاء الذين صاروا يدوّنون بالدارجة الرثّة ويحسمون في مصالح الدولة التي لم يسبق لهم البرهنة على حرصهم على مصالحها في السابق أو في اللاحق
مسكينة الدولة، فالدولة مثل البقرة حين تسقط جريحة أو ذبيحة تكثر السكاكين التي تعمل على سلخها وتقطيعها واقتسام الغنيمة، وتلك ثقافة التوحّش الناعمة، المغلّفة بلقب دكتور ومدير ورئيس مركز، زائد القليل من الديمقراطية وحقوق الإنسان، والدفع بالدولار في كل هذه التجمعات والمنظمات والمراكز التي تعمل بهمّة ونشاط في بلاد يتساقط دينارها بالضربات القاضيات أمام صرف العملات الصعبة، ويصبح من يخلص بالدولار يعيش في جنّة تونسية، محاطة بجحيم البلاد التي تعاني، شديد المعاناة، في عيشها اليومي وصحافتها اليومية وصراعها الجبّار مع البقاء أمام هذه الشراسة التي تجاوزت كل التوقعات
هكذا تدخلت
حين اطلعت على ما كتبه الزميل مراد علالة، واطلعت على تدوينة المصمودي، مرضت، أصابتني حمّى طيلة النهار، وبقيت أهذي بيني وبين نفسي، وكيف يقع إذلالنا والاعتداء علينا وتدميرنا معنويا وماليا، وفي خبزة يومنا، لأننا انتسبنا لهذه الجريدة الوطنية وعملنا فيها أعمالا باقية، يمكننا تحمّل الحساب عليها بكل فخر وسعادة وسرور، حساب من غير الناقمين الحاقدين البؤساء الجدد، أو المعيّنين لتصفية ما تبقى، ولم أقدر على تحمّل ما أنا فيه إلا حين كتبت ليلة السبت الماضي هذه التدوينة، وأنا أتنفّس الصعداء

ـ أمريكا، وما أدراك ما أمريكا تَسُبُّنَا أمريكا، نحن الصحفيين التونسيين، على لسان عميلها التافه الخوانجي الإرهابي رضوان المصمودي، صاحب ماخور، مركز، الديمقراطية والإسلام، وقد سمّى جريدة الصحافة اليومية التي أشتغلُ بها « خرقة/ شوليقة »، في تدوينة له على الفايسبوك
قريبا إن شاء الله سنمسح لك مقدمتك ومؤخرتك بهذه الخرقة الصحفية الرائعة/ الرائدة التي تعود ملكيتها للدولة التونسية، كما اعْتَرَفْتَ… ولا تعود ملكيتها للعملاء أمثالك، أيها الوبش الحقير الفاشل دائما وأبدا
لعنة الله عليك وعلى من يشتغل بك أيها الشخص الصفاقسي الأحمق، التاجر الدولي الخاسر في الدين والدنيا
مع كل احترامي لصفاقس وأهلها من غير هذا الصنف، وكل أصناف الخونة في البلاد التونسية والرعاية الأمريكية المشبوهة والأموال السبهلالا ؟
حوّل

انتهت التدوينة التي كتبها وأنا أخاطب شخصا بسيطا له ذهنية « الشوالق »، وشئت أن أكلمه بلغة تليق بخرقته اللغوية وهو الأستاذ الدكتور المدير الشهير، لكي أواصل امتحان هؤلاء الإسلاميين الديمقراطيين البسطاء، الذين في حروبهم البائسة يشيعون ثقافة « ويل للمصلّين » دون إكمال الآية…
وهكذا لم أتفاجأ كثيرا عندما وقع الهجوم الرقمي على شخصي وعلى أصلي وفصلي، وعلى الجريدة التي أعمل بها طيلة أكثر من ربع قرن وما زال لي على التقاعد بعض الأسابيع والصبع الأوسط. هجوم رقمي من الخلايا النائمة، التي طالما حاصرتنا وانتهكت كرامتنا بلغتها البذيئة السوقية البسيطة المذهلة في سفالتها، وكدنا نصدّق أن تلك الخلايا النائمة قد نامت للأبد لأننا افتقدنا لغتها السافلة منذ عامين أو ثلاثة… وفجأة عادة الخلايا الفايسبوكية النائمة بقوّة وشراسة واحتقان، ولكن لم تكن تخل تلك اللغة من تجديد في النفخ في نار الفتنة الوطنية، التي تحوّلت هذه المرّة من التكفير الديني إلى التكفير الجهوي، ووقع اتهامي، هذه المرّة، أنني حاقد جهوي وكافر بعاصمة الجنوب صفاقس، ما دمت كتبت أن فيها واحدا أحمق اسمه رضوان المصمودي، مع أنه سبق لي دائما وأبدا أن ذكرت صفاقس وكل أذكيائها وكل حضورها البهيج الرائع في الموسيقى وفي الشعر وفي السينما وفي الرواية وفي التجارة الرابحة حين يكون الشريك صفاقسي… إلخ، إلخ
يحاصروننا في آخر الأيام… فأين حبل المشنقة..؟
كتبت ما كتبت، غيرة على نفسي التي صارت رخيصة جدّا، شوليقة، كما وصفها رضوان المصمودي، وزملائي شوليقة، وجريدتي شوليقة، ونهايتي شوليقة
وأجورنا بالدينار التونسي رغم أن كل صحفيي جريدة الصحافة بإمكانهم أن يدفع لهم من الآن بالعملة الصعبة، فهم من أكثر الكفاءات الصحفية في البلاد كما يعرف جميع الزملاء الصحفيين في كل المنابر المكتوبة والمسموعة والمرئية، في الداخل وفي بعض الخارج
أجورنا تلك صارت في هذه الأيام في جريدة « الصحافة اليوم » صارت في علم رئيس مدير عام جديد عيّنوه فينا، من أجل تدمير ما تبقى فينا، وليس من أجل إصلاح حال المؤسسة وجرائدها الشوليقة
ولكن، رغم كل ذلك، فنحن الرقم الأصعب في معادلة البساطة وتحويل الديني إلى تكفير جهوي، وويل للمصلين وللصحفيين
ودليلي على احترامي ومحبّتي واعتزازي الكبير بالجنوب وعاصمة الجنوب صفاقس أذكّر بهذا النصّ الذي نشرته في جريدة « الصحافة اليوم » في شهر ماي من سنة 2015 بتاريخ 13/06 وعنوانه
ـ في الطريق إلى صفاقس الواعدة… والعودة منها
وجاء في ذلك النص الصحفي الذي يعود تاريخه إلى أكثر من ثلاث سنوات في هذه الجريدة هذه الفقرة
ـ صفاقس من أحبّ المدن إلى القلب، معمارا وقلوبا عامرة، والأذهان متوقّدة وروح الإتقان والمغامرة، وذلك التحفّظ الآسر في إعلان النّعمة والرخاء والكدّ المبذول، وأغلب المثقفين والفاعلين في الشأن الثقافي والأكاديمي والإبداعي هناك، من معارفي وأصدقائي، والأنشطة الثقافية القليلة التي شاركت فيها بتلك المدينة كانت جميعها على درجة عالية من التنظيم والحفاوة، وقد مضى على آخر زيارة لصفاقس أكثر من عقد من الزمن، وكنت أرغب في اقتطاف ما يتاح من مؤشرات على ما هو عليه سير المدينة وثقافتها.
انتهى الاستشهاد
ذلك ما كتبته حرفيا والإحالة واضحة
ومرحبا بالكلاب المسعورة، فلحمنا الرخيص دائما سيكون نهايتها، إذا شمّته من بُعدٍ كـ »شوليقة » أو من قُبْلٍ، كقميص يوسف أو سرواله… مثلا؟

 حسن بن عثمان
جريدة الصحافة اليوم/ الثلاثاء 2018/07/24