« تحيا تونس » والنّعجة « دُولِي »

حزب « تحيا تونس » مثله مثل النّعجة « دولي »، والنّعجة « دولي » هي أوّل كائن ثدييّ مستنسَخ من خليّة حيوان آخر. كان ميلادها أو تخليقها أو خَلْقها، عام 1996 في سكوتلندا؛ ولكنّ العزيزة « دولي » لم تعمّر طويلا، وماتتْ وهي في شرخ الشّباب في 14 فيفري 2003؛ والحقيقة أنّها لم تَمُتْ ميتة طبيعيّة، ولكنّ العلماء والأطبّاء والبياطرة ارْتَأَوْا أن يضعوا حدّا لحياتها، أي أن يقتلوها قتلا رحيما؛ ومتى كان القتل رحيما؟ وقد فعلوا فعلتهم حين استبدّت بها ذات الرّئة، فتدهورت صحّتها وبرّحت بها آلامها وأيقنوا ألاّ أمل في شفائها… وأمراض الرّئة أمر عاديّ مألوف في النّعاج المسنّة؛ ولكنّ « دولي » كانت في عزّ شبابها؛ فكيف دبّت إليها الشّيخوخة مبكّرا، وكيف ركبتها أعراض الكِبر، وهي في ربيع العمر؟ تماما كما يحدث لحكومتنا ولحزبها الذي وُلد كبيرا، على قول أمينه العام، والشّيخوخة قَبْلَ أوانها داء ما له دواء؛ ولم يجد العلماء بَعْدُ، تفسيرا دقيقا ومقنعا لما حدث لِدُولي؛ ولكنّ التّشريح الأوّلي يشير إلى أنّ الشّيخوخة تسرّبت في البدء إلى أذنيها، فثَقُل سمعها، حتّى كادت تطرش، وهي ذات الأعراض التي نراها على حكومتنا؛ فانكفأتْ على نفسها؛ والانكفاء على النّفس آفة الطّرش؛ فهي لا تسمع إلاّ طنين أذنيها، ولا تسمع دمدمة الرّعد ولا هدير الموج يكاد يأخذها على حين غرّة؛ ومصيبة الأطرش أنّه لا يسمع إلاّ صوته، يحسبه وَحْيًا يُوحَى

الصّحبي الوهايبي