يوميات الحجر الصحي الشامل-اليوم الرابع من الشوط الثالث -الخميس 23 أفريل 2020
مع أجمل التحيات وأطيب الأماني بمناسبة شهر رمضان
بمناسبة حلول شهر رمضان توجه السيد رئيس الجمهورية بكلمة الى الشعب التونسي بكلمة طغى فيها الجانب الصوتي والإ لقائي على المحتوى حيث انصبت كل الجهود عند تحرير الخطاب في البحث عن الكلمات التي يختص بها النص الموجه لاستهواء القلوب لا العقول من « هل هلال رمضان والعالم كله يعيش جائحة.. » كما وعد الرئيس في خطابه أن يحل « شوال وقد تمت السيطرة على عليه : الوباء
حاولنا البعث عن تعاليق المواطنين على الخطاب في الصفحة الرسمية لرئيس الجمهورية فوجدنا تعليقين الأول باللغة العربية ذكر فيه صاحبه « بالحرام عند سماعي لقيس سعيد الليلة كرّهني في رمضان » . أما التعليق الثاني جاء بالفرنسية لا حظ فيه صاحبه ان الخطاب طغى عليه الطابع الديني وغاب فيه الحديث عن الاجراءات الاقتصادية التي يمكن أن تساعد البلاد والمواطنين على مواجهة الظرف الاستثنائي الذي يتميز به شهر رمضان هذه السنة . صحيح أن الخطاب لم يثر أي اهتمام أو يلفت الانتباه لكن من المفيد الاشارة ان التعبير عن عدم الرضا والنقد في لغة تليق بالمقام طبعا، اصبح يتم التعبير عنه وبأسماء مكشوفة في الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية ، انها حرية التعبير ذلك المكسب الذي ناضلت من أجل تحقيقه أجيال والذي جسدته الثورة والذي يتحتم علينا المحافظة عليه باعتباره أداة اصلاح وبناء وعنوانا لتونس الجديدة التي يحق للتونسيين المطالبة أن يكون خطاب رئيسهم – المنتخب ديمقراطيا- في مستوى متطلبات القرن الواحد والعشرين
ولعل الاجراء الوحيد الذي تم الاعلان عنه في كلمة رئيس الجمهورية والذي سبق أن أعلم به السيد رئيس الحكومة منذ نهاية الأسبوع الفارط هو اعلان رئيس الجمهورية : ان حظر الجولان، بكامل تراب الجمهورية التونسية يبدأ من الساعة الثامنة مساء إلى الساعة السادسة صباحا وذلك بداية من أول ايام شهر رمضان المعظم لسنة 1441 الموافق ليوم 24 أفريل
بقي أن نشير الى المكان الذي اختير للرئيس (ولا شك أن ذلك تم بموافقته) فهو رواق (ممر) يؤدي الى قاعة مجلس الوزراء عندما يشرف الرئيس على اجتماعات المجلس في القصر الرئاسي (الأمر متأكد بالنسبة لفترة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة) وتجدر الاشارة أنه بالرغم من الاختيار لم يكن موفقا ولكل ذوقه، فالخطب لا تلقى في الممرات لكن سمع للتونسيين وخاصة للشباب منهم أن يطلعوا على اللوحات الرائعة التي تحمل صورا لبايات تونس الذي حكموا البلاد خلال العهد الحسيني بين سنة 1705 و1957 وقد ألقى الرئيس خطابه اليوم تحت أنظار صورة حسين بن علي (1705-1740). حسب الشهادات التي بلغتنا حرص المرحوم بورقيبة أن يجمع كل تلك اللوحات رغم أن أطاح بالنظام الملكي ليراها كل الوزراء والضيوف ليفهموا ويعوا ان جذور الدولى التونسية عريقة وعميقة. نتمنى أن يتم القاء احدى خطب الرئيس القادمة في القاعة المجاورة التي يوجد بها تجاسيم كل من حنبعل القائد القرطاجي ويوغرطا القائد البربري الثائر على روما وابن خلدون العلم وأغسطونيوس القديس المسيحي الذي درس بقرطاج اضافة لمكان خامس تركه بورقيبة فارغا ليتولى غيره وضع تمثال بورقيبة فوقه. لم يكمل لا بن علي ولا غيره وضع التمثال الخامس فهل من مبادر؟
جلسة مجلس نواب الشعب حول العالقين : سيدي حاضر ياشكايا
عقد مجلس نواب الشعب جلسة عامة اليوم الخميس بالبرلمان للحوار مع الحكومة، وفي جانب من الجلسة تمت مساءلة وزير الشؤون الخارجية السيد نور الدين الري، تركزت على على إجلاء التونسيين العالقين بالخارج والراغبين في العودة إلى تونس. وكانت الجلسة عبارة على جلسة « سيدس حاضر ياشكاية » سعى أغلب المتدخلين الى لفت الوزير وتحميله المسؤولية في عدم عودة ابناء جهته أو مجموعة المواطنين في مكان ما قاموا بمهاتفته. ورغم أن العدد الجملي للذين تم اجلاؤهم قارب 19.000 مواطن من العالقين الذين تقديم تعليف واضح لهم من طرف رئيس الحكومة وهم التونسيين الغير مقيمون ووجدوا أنفسهم في الخارج بعد الاعلان عن الحجر وتم الرفع من العدد ليشمل التونسيين الذين يعيشون في بلدان تمر بأوضاع صعبة كالشقيقة ليبيا أوبعض البلدان الافريقية. لكن الجلسة كانت مناسبة لهواة المغالاة ليعتبروا » أن عدد الأشخاص الذين وقع إجلاؤهم من الخارج لا يمثل سوى نسبة قليلة من التونسيين الراغبين في العودة، وانتقدوا في هذا السياق طريقة تعامل الحكومة ووزارة الخارجية مع مسألة التونسيين العالقين في دول الجوار على غرار ليبيا والجزائر وإيطاليا، وخاصة ما حدث في المعبر الحدودي براس الجدير. واعتبرت النائبة سهير العسكري (قلب تونس) أن ما حدث مع التونسيين القادمين من ليبيا في معبر رأس الجدير يقتضي من الدبلوماسية التونسية أن تتحرّك مع الطرف الليبي لتدارس وضع التونسيين في هذا البلد الشقيق فيما دعا النائب عدنان بن إبراهيم (كتلة المستقبل) وزير الخارجية الى تقديم اعتذاره خاصة بعد ما حصل في رأس الجدير. سيكونون الموطنون ممنونين عندما يبادر العديد من أعضاء المجلس الموقر بالاعتذار للشعب التونسي الى الأجواء المشحونة التي ملوا في جلسات اللجان وخاصة في الجلسات العامة لعلم هؤلاء النواب أنها منقولة على المباشر ويمكن لهم التودد للشعب عن طريق المغالاة في المطالب او عن تغذية الجهويات أو التكفير أو نشر مظاهر الحقد . أما السيدة عبير موسي فقد اختارت وكعادتها التميز عن طريق تقديم خطاب منهجي جدي يحتوي على ملاحظات دقيقة تتعلق بواقع الناقلة الوطنية وكذلك جميع قطاعات النقل الأخرى. ورغم أن أغلب ما قالته هام الا أن العرض الذي قدمته لو كتب له أن يقدم في ورقة امتحان لكتب لها الأستاذ حشو وخارج تماما عن الموضوع والعدد سيكون بطبيعة الحال صفر. لا ندري لماذا صمتت رئيسة الجلسة هذه المرة فهل ذلك من باب التضامن النسوي أم خوفا من اشتعال نار جديدة خاصة أن العركة الأخيرة لا تزال تداعياتها حاضرة في الاذاعات والقنوات التلفزية؟
في رده على تساؤلات النواب ذكر وزير الشؤون الخارجية نور الدين الريّ أنه بقرار من رئيس الجمهورية سيتم القيام بعدد من رحلات الإجلاء لفائدة التونسيين العالقين بالخارج بطائرات عسكرية
كما كشف وزير الشؤون الخارجية عن عديد الصعوبات التي تعترض إجلاء التونسيين العالقين بالخارج بينها تنظيم الرحلات الجوية وطلب التراخيص لهذه الرحلات إلى جانب صعوبة تنقل التونسيين إلى المطارات بسبب حظر الجولان والحجر الصحي العام المفروض في أغلب دول العالم
بعد شهر من الحجر الصحي تتذكر الوزارة أن نشاطها يشمل الشباب ايضا
بعد أكثر من شهر من دخول البلاد في مرحلة الحجر الصحي نلاحظ أن وزارة الشباب والرياضة تتفطن أخيرا أن عملها لا يتمثل فقط في متابعة الفرق الرياضية أو في التدخل لحل المكاتب الجامعية وانما يشمل عملها ايضا قطاع الشباب وجمعياته المختلفة. فقط اليوم يصدر بلاغ باهت يتميز بلغة خشبية يتم الاعلام فيه عن انعقاد اجتماع » في اطار مزيد إحْكام المساهمة في الجهد الوطني للتطوّع وخاصّة فيما يتعلّق بجمع وتوزيع المساعدات والاعانات الاجتماعية على مستحقّيها ومجابهة الارتدادات الناجمة عن تفشي فيروس كورونا، أشرف وزير شؤون الشباب والرياضة أحمد قعلول على جلسة عمل تنسيقية بحضور المدير العام للشّباب هشام عيسى ورؤساء عدد من المنظّمات والجمعيات والهياكل الوطنية المباشرة للفعل التطوعي : الكشافة التونسية ، المنظمة التونسية للطفولة التونسية، المصائف والجولات، الغرفة الفتية التونسية، الهلال الأحمر التونسي ، و ممثلين عن وزارة الشؤون المحلية واتحاد التضامن الاجتماعي . و تمّ التأكيد من الجميع على الاستعداد الكامل لكافة المتدخّلين للتعاون المشترك في اطار معاضدة مجهود الدولة في هذا الصدد، ومزيد تفعيل التنسيق الناجع في إطار خلايا تنسيق للتطوّع وطنيّا وجهويا ومحليّا
تونس-أريانة سهرة الخميس 23 أفريل 2020
بقلم الدكتور حبيب القزدغلي