الفلسطينيون يَطلبون سحب مشروع القرار المعدل المتعلق بصفقة القرن في مجلس الأمن

عدل الفلسطينيون عن طلب التصويت في مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار ضد “صفقة القرن”، وذلك رفضا لتعديلات على القرار لا تدين واشنطن، وفق ما أفاد دبلوماسيون، الإثنين

كما علمت جريدة “القدس العربي” قبل قليل من مصادر دبلوماسية أن تونس وأندونيسيا قد سحبتا مشروع القرار المتعلق برفض الصفقة دون أي تفسير

ويأتي هذا القرار المفاجىء بعدما قدمت الولايات المتحدة التي تتمتع بحق النقض، سلسلة تعديلات على النص الذي يتم التفاوض في شأنه منذ الأسبوع الفائت وكان مرتقبا التصويت عليه خلال اجتماع لمجلس الأمن، الثلاثاء، يحضره الرئيس الفلسطيني محمود عباس

وشملت الاقتراحات الأمريكية شطب فقرات كاملة من المشروع، خصوصا تلك التي تشير صراحة إلى قرارات الأمم المتحدة منذ 1967. كذلك، تم شطب كل الإشارات إلى القدس الشرقية المحتلة

وكانت جريدة “القدس العربي” قد حصلت على النسخة المعدلة للمرة الثامنة التي وصل إليها مشروع القرار العربي الذي صاغته فلسطين بالتشاور مع تونس وأندونيسيا العضوين في مجلس الأمن. وقد تعرضت النسخة الأخيرة إلى كثير من التعديلات حتى بدت وكأنها مختلفة عن النسخة الأصلية إذ أسقط منها الإشارة الواضحة إلى الولايات المتحدة، كما سحبت من النسخة الأصلية القوية جدا والتي تتضمن إشارة إلى الفصل السابع والتي أطاحت بالسفير التونسي منصف البعتي. وتواصلت الضغوط الفرنسية والبريطانية على الوفدين التونسي والأندونيسي للتوصل إلى لغة مرنة مخففة كي لا يصوت الوفدان بـ”امتناع” وربما يجران معهما العضوين الأوروبين الآخرين بلجيكا وألمانيا

ولا تذكر المسودة الحالية المعدلة “الولايات المتحدة” بالاسم بصفتها واضعة الخطة، وتتسم بلغة أخف انتقاداً من النسخة الأصلية. وما زالت الضغوط مستمرة لغاية كتابة هذا التقرير لإدخال مزيد من التغييرات قبل تصويت مجلس الأمن، يوم الثلاثاء، الذي من المتوقع أن يلقي عباس خطابا أمامه

وأشارت المسودة الأولى لمشروع القرار الفلسطيني، التي قدمتها تونس وأندونيسيا، يوم الثلاثاء الماضي، إلى أن الخطة الأمريكية « تنتهك القانون الدولي والاختصاصات المعتمدة دولياً لتحقيق حل عادل وشامل ودائم للإسرائيليين- الصراع الفلسطيني وتبتعد عن شروط المرجعية والمعايير الدولية المعتمدة للتوصل إلى حل عادل وشامل ودائم لهذا الصراع، على النحو المنصوص عليه في قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة

وتُسقط المسودة الجديدة الدعوة لعقد مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط “في أقرب وقت ممكن”، وبدلاً من ذلك استبدال هذه اللغة بالتذكير بأن مثل هذه الدعوة تمت في قرار للأمم المتحدة لعام 2008. كما تمت إضافة فقرة : إدانة جميع أعمال العنف ضد المدنيين، بما في ذلك أعمال الإرهاب، وكذلك جميع أعمال الاستفزاز والتحريض والتدمير

عريقات ينفي سحب طلب التصويت في مجلس الأمن على قرار بشأن : صفقة القرن 

قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إن مشروع القرار المقدم إلى مجلس الأمن حول خطة ترامب « ما زال قيد التداول في الأمم المتحدة

وأكد عريقات أن ما يروج حول سحب مشروع القرار المقدم من المجموعة العربية وحركة عدم الانحياز لمجلس الأمن عار عن الصحة ولا أساس له

وأضاف أن : مشروع القرار موزع ولا زال قيد التداول، وعندما تنتهي المشاورات، ونضمن الصيغة التي قدمناها دون انتقاص أو تغيير لثوابتنا سيتم عرضه للتصويت، علما أن مشروع القرار لم يطرح بالورقة الزرقاء للتصويت حتى يقال إنه جرى سحبه

وكانت وكالة « فرانس برس » نقلت عن مصادر دبلوماسية اليوم الاثنين، تأكيدها أن السلطة الفلسطينية سحبت طلب التصويت في مجلس الأمن على قرار بشأن خطة ترامب

و « صفقة القرن »، أو خطة ترامب للسلام، هي خطة سلام تهدف إلى حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، أعدها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وهي تتجاهل القرارات الدولية الخاصة بتسوية هذا النزاع