الدكتور ابراهيم بن مراد يختار عبد الكريم الزبيدي لكفاءته وصدقه في القول وإخلاصه في العمل

« المعمعة » الانتخابية التي تخوضها البلاد هذه الأيام قد كشفت لي كثيرا من السخف في تفكيرأناس كنت أرفع منزلتهم، وخاصة لسرعة تصديقهم الأكاذيب التي تنفثها صفحات مأجورة والفيديوات المفبركة التي تبثها جهات متحزبة لتشويه بعض المترشحين للرئاسية – وخاصة لتشويه المترسح عبد الكريم الزبيدي – وسرعة تبنيها ببثها على صفحاتهم وزيادة بعض « الملح » فيها أحيانا في التعليق عليها، ولا أريد مناقشتهم في اختياراتهم لأن الاختيار معبر عن موقف فكري وقد يكون ناتجا عن ميل عقدي أو عن هوى عاطفي أو عن طمع في مَغْنَم أو عن عصبية جهوية يصعب نزع أي منها إذا تغلغلت في النفس، ولكن الذي يزعجني هو أن بعض الاختيارات لا تدل على إعمال للعقل ومقارنة دقيقة بين الصالح والأصلح من المترشحين والسيء والأسوإ منهم، بل قد تجد من يذهب إلى اختيار الأسوإ أو السيء، وهذان الصنفان – الأسوأ والسيء – يشملان في نظري الإسلام السياسي الذي حكم البلاد في السنوات الثماني الماضية فكان سببا لخرابها ، ثم أذناب الإسلام السياسي وهم الذين انتموا إليه في الماضي ثم تظاهروا بالخروج منه، وهم أيضا الذين تواطؤوا معه وتحالفوا ودافعوا عنه وساعدوه على التمكين وهم اليوم مستعدون للتحالف والتواطؤ معه من جديد وزيادة التمكين له، متخذين خطابا شعبويا متخلخلا ومُطْلِقين وعودا طوباوية غير قابلة للتحقيق دالة على محافظة في النظر إلى الوطن وإلى العالم متغلغلة؛ ثم هناك الذين لا لون لهم ولا اتجاه يمكن أن يُحْتكَم إليه يشأنهم وجل ما نلاخظه فيهم هو تضخم « أنَوَاتهم » وغلبة النرجسية عليهم، ولا تدعم ترشحهم ممارسة للعمل السياسي سابقة أو تجربة في الحكم ناجحة أو مستوى في العلم والثقافة متميز، وهذان الصنفان هما أكثر المترشحين عددا : أما الصنف الأول منهما فيمثل خطرا على البلاد وعلى العباد وعلى ما يسمى بالانتقال الديمقراطي؛ وأما الصنف الثاني فلا أرى البلاد في حاجة إليه لأنه يريد أن يفيد نفسه قبل إفادة البلاد. فليست البلاد في حاجة إلى هؤلاء إذن بل هي في حاجة إلى السياسي ذي التجربة السابقة الناجحة والمؤمن بسياسة « الأيدي النظيفة » وليس بسياسة « الأيدي القذرة » والمؤمن بمبدإ كان الزعيم الحبيب بورقيبة كثير الترديد له والعمل به هو « الصدق في القول والإخلاص في العمل »، وقد قمت بالمقارنة بين المترشحين بالنظر في ماضيهم وفي حاضرهم وفي كفاياتهم وكفاءاتهم فلم أرمن تتوفر فيه هذه الخصال غير الدكتور عبد الكريم الزبيدي. فهو الأستاذ الجامعي العالم المثقف السياسي المجرّب الناجح ذو اليد النظيفة وذو القول الصادق الذي لا « بلعطة » فيه والمتشبث بقيمة الإخلاص في العمل

ابراهيم بن مراد