الإخواني راشد الغنوشي يستنجد بـقطر لإنقاذ قطيعه

زيارة غامضة يجريها رئيس حزب النهضة الإخواني في تونس راشد الغنوشي للدوحة هذه الأيام، تأتي في سياق سياسي ازداد فيه الخناق على الإخوان بسبب الانكشافات الكبرى لارتباطها بالإرهاب والاغتيالات السياسية والفساد المالي والسياسي

مع دخول حركة النهضة الإخوانية في تونس مرحلة خطيرة من التجاذبات، باقتراب الكشف عن ملفاتها الغامضة، لم يجد زعيمها راشد الغنوشي سوى التوجه إلى قطر، التي تعد غرفة عمليات تنظيم الإخوان الإرهابي في العالم

وصل الغنوشي إلى العاصمة القطرية الدوحة، مساء الجمعة، وسط تكتم كبير من حركته، وذلك بعد انتهاء اجتماع للمكتب السياسي مباشرة، تخللته نقاشات حادة شملت، على وجه الخصوص، الملفات التي تؤرق حركة النهضة الإخوانية، وجعلتها موضع جدل صاخب في تونس بالفترة الأخيرة

فمع تفجر فضيحة التنظيم السري للنهضة الإخوانية، والكشف عن دلائل تورطه في الاغتيالات التي شهدتها تونس في 2013، وقضية التمويل الأجنبي، تفاقمت التجاذبات الداخلية للحركة، وبدا أنها على وشك الانقسام، قبل أن يتفق مكتبها السياسي على الرجوع إلى غرفة عمليات التنظيم في قطر

فالعودة إلى « تنظيم الحمدين » بـقطر تكون غالبا لاتخاذ القرارات المصيرية حول الملفات التي تطوق وتهدد وجود الحركة الإخوانية في تونس، لا سيما مع اقتراب موعد الانتخابات، ومناقشة ما إذا كانت الحركة ستدعم مرشحا من خارجها، أم سترشح الغنوشي كما بدأت بالتسويق لذلك

إخوان تونس.. وتعليمات الدوحة

المحامي التونسي عماد بن حليمة اعتبر أن زيارة الغنوشي إلى الدوحة لا تثير أي دهشة بالنسبة للمطلعين على خفايا حركة النهضة الإخوانية، حيث تدار فعليا من قطر

وقال بن حليمة، في تصريح لـ »العين الإخبارية » إن قطر تشكل « المقر المركزي » للإخوان، وهناك يتم التنسيق ووضع التصورات والخطط ورسم المحاور الكبرى للأجندات

وتابع أن الزيارة تأتي أيضا بتعليمات من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية، الذي يسعى في الوقت الراهن إلى دفع الغنوشي نحو المصالحة مع الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، لحماية الحركة مستقبلا

بن حليمة لفت أيضا إلى أن حالة الاختناق التي تعيشها الحركة الإخوانية تدفعها نحو الدوحة، بحثا عن سبل وآليات تجاوز تداعيات كشف تنظيمها السري، والجدل المستعر حول مصادر تمويلها، وغيرها من الاتهامات التي تواجهها

أكثر ما تخشاه حركة النهضة الإخوانية هو إخضاع حسابات قياداتها ومصاريفها لرقابة مالية، وهذا أيضا من بين الأسباب الكامنة وراء زيارة الغنوشي

بن حليمة، أعرب عن قناعته التامة بأن الحركة الإخوانية لا تودع أموالها القادمة من قطر أو من تركيا في حسابات بنكية، لكنها تخشى فتح التحقيقات بهذا الشأن، خصوصا في ظل الجدل حول التمويلات الضخمة التي تحصل عليها من الخارج، عبر جمعيات ومنظمات محسوبة عليها

الضغط على حركة النهضة الإخوانية 

زهير المغزاوي، الأمين العام لحركة « الشعب » (ناصري) في تونس، دعا إلى ضرورة الضغط من أجل فضح التمويل الأجنبي الذي يتلقاه إخوان تونس من قطر وتركيا وغيرهما.

وحذر المغزاوي، في تصريح لـ »العين الإخبارية » من أن التمويل الأجنبي للنهضة تسبب في المساس بسيادة تونس، وأسهم في إحداث اختراقات في بعض أجهزتها، كما غيب المساواة بين الأحزاب من حيث إمكاناتها وقدرتها على تمويل حملاتها الانتخابية، وهو ما منح الحركة الإخوانية أسبقية على غيرها

وتابع : نحن في حركة الشعب كنا ضحايا في السنوات الأخيرة لهذا الأمر

وبسؤاله عما إن كان السيناريو نفسه ستعيشه الحركة في الانتخابات المقبلة، في ضوء استمرار تدفق التمويلات الأجنبية على الحركة الإخوانية، أعرب المغزاوي عن « مخاوفه الحقيقية بهذا الشأن »، مشيرا إلى أن حركته تجري اليوم اتصالات مع قوى سياسية محلية، لدعوتها من أجل التحرك ووضع حد لهذه « المهازل »

المصدر : جريدة العين الإخبارية