أمام تدهور عملته، أردوغان يسعى إلى الإقتراض من الخارج

سجلت الليرة التركية الجمعة أدنى سعر لها أمام الدولار الأميركي، وذلك بعد العقوبات التي أعلنتها الولايات المتحدة على مسؤولين حكوميين مطلع الأسبوع الجاري

وصلت الليرة التركية خلال تعاملات، الخميس 2 أوت الجاري، إلى أدنى مستوى لها أمام الدولار في أكثر من 10 سنوات ليتجاوز الدولار 5 ليرات تركية مقابل نحو 4 ليرات للدولار مطلع 2018

وتتداول الليرة حالياً عند 5.05 ليرة للدولار، لتكون بذلك قد فقدت أكثر من 20 بالمئة من قيمتها أمام الدولار منذ بداية العام الجاري 2018، وذلك تحت وطأة الضغوط التضخمية، وتخارج الاستثمارات الساخنة من السوق متجهة إلى الدولار الأمريكي بعد ارتفاع أسعار الفائدة عليه، مما دفع الاستثمارات الأجنبية المتدفقة للبلاد إلى التباطؤ بسبب شكوك المستثمرين في سداد مستحقاتها بالعملات الأجنبية
وتعاني تركيا من صعوبات اقتصادية بسبب اعتماد نموها الاقتصادي في السنوات الأخيرة على البناء والتشييد

كما زادت معاناتها مؤخراً في ظل التوتر السياسي الذي تعاني منه البلاد وفرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيطرته على البنك المركزي وتدخله في السياسة النقدية وانتقاداته لأسعار الفائدة المرتفعة

وتزايدت الضغوط على الليرة التركية عقب إعلان الحكومة الأمريكية فرض عقوبات على وزيري العدل والداخلية عبدالحميد جول وسليمان صويلو، بسبب سجن القس الأمريكي أندرو برانسون
وتسعى الحكومة التركية حالياً للحصول على قروض خارجية متوسطة وطويلة الأجل

التضخم بلغ أعلى مستوياته

وبلغ التضخم في تركيا أعلى مستوياته منذ أكثر من 14 عاما الجمعة، مع ارتفاع في أسعار الغذاء وهو ما يُظهر أثر انخفاض العملة التي لم يتمكن البنك المركزي من دعمها

ودفعت عمليات بيع الليرة، التي فقدت بين 20 إلى 25 بالمئة من قيمتها مقابل الدولار هذا العام، أسعار الوقود والمواد الغذائية والإيجارات للارتفاع

ويثير امتناع البنك المركزي التركي عن زيادة أسعار الفائدة أكثر قلق المستثمرين الذين يرون أنه يتعرض لضغوط من الرئيس رجب طيب أردوغان

وأظهرت بيانات من معهد الإحصاء التركي أن التضخم بلغ 15.85 بالمئة على أساس سنوي في جويلية الفارط و مدفوعا بزيادات في خانة العشرات لأسعار النقل والسلع المنزلية والمواد الغذائية

أردوغان للأتراك : حوِّلوا مقتنياتكم من الذهب والعملات الأجنبية إلى الليرة

استجدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مواطني بلاده، بتحويل مقتنياتهم من الذهب والعملات الأجنبية إلى الليرة، في محاولة لإنقاذ العملة المحلية من الانهيار

سنخرج منتصرين من الحرب الاقتصادية التي نواجهها، ولا داعي للقلق.. بهذه الكلمات خاطب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، شعب بلاده، حسبما نقلت وكالة الأناضول للأنباء، الجمعة

ودعا أردوغان المواطنين الأتراك لـ »إثبات تماسكهم الوطني أمام العالم، وتحويل مقتنياتهم من الذهب والعملات الأجنبية إلى الليرة التركية »، وذلك في معرض كلمته بمركز المؤتمرات والثقافة الوطني، بالعاصمة التركية أنقرة

وقال : سنتجه إلى السوق الصينية للاقتراض الخارجي بهدف تجاوز المصاعب التي أثارتها التقارير المنحازة لمنظمات التصنيف الائتماني

وذكر أن  : أولويات التصدير في المرحلة الجديدة هي أسواق الصين والمكسيك وروسيا والهند

وحسب وكالة الأناضول، فقد أعلن أردوغان عن : الأهداف التي وضعتها الحكومة الرئاسية الجديدة، من أجل تحقيقها خلال 100 يوم الأولى من عملها، وتتضمن تنفيذ 1000 مشروع

وقال أردوغان: « هناك أكثر من 1000 مشروع ستستكمل خلال الـ 100 يوم الأولى »، مضيفا أن « هذه المشاريع تتضمن 400 مشروع بقيمة 46 مليار ليرة (نحو 9 مليارات دولار) في الـ 100 يوم الأولى، من شأنها أن تعطي (قوة دفع) للمرحلة المقبلة »، حسب تعبيره

وأكد أردوغان على « إيلاء أهمية خاصة للصناعات الدفاعية »، قائلاً: « 48 مشروعًا من إجمالي الـ400 الواردة في برنامجنا تتعلق بقطاع الصناعات الدفاعية ». وأردف : مهما حدث لن نتنازل عن مشاريع الصناعات الدفاعية التركية

واعتبر أردوغان أنه « في هذه المرحلة التي نتعرض فيها لضغوط في كل المجالات، كلّ إنجاز يساهم باستقلاليتنا يكتسب أهمية بالغة »، حسب وكالة الأناضول

وكالات