أفاد مراسل قناة الحرة في القاهرة السبت بارتفاع حصيلة قتلى مواجهات وقعت الجمعة بين قوات الأمن المصرية ومسلحين في منطقة الواحات بمحافظة الجيزة إلى 53 شرطيا بالإضافة إلى 15 مسلحا
قالت وزارة الداخلية المصرية في بيان أذاعه التليفزيون المصري إن 16 شرطيا قتل في أحداث الواحات، من بينهم 11 ضابطا، بينما يجري البحث عن ضابط بمديرية أمن الجيزة مفقود في العمليات
وأضافت الوزارة في البيان أن العمليات أسفرت عن مقتل وجرح 15 من العناصر المسلحة عند منطقة الكيلو 135 بطريق أكتوبر الواحات
وكانت مصادر بوزارة الداخلية المصرية قد ذكرت أعدادا أكبر للقتلى في صفوف القوات تتجاوز الـ 50 قتيلا
ونقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر أمنية السبت أن عدد ضحايا الشرطة ارتفع إلى 52 قتيلا وستة مصابين، مشيرة إلى أن مسلحين نصبوا كمينا لقوات الأمن حال توجهها إلى المنطقة لإلقاء القبض على متشددين
وأطلق المسلحون النار على القوات – التي تضم أفرادا من الجيش والشرطة، أثناء مداهمة مخبأهم بالقرب من الواحات البحرية، إلى الجنوب الغربي من العاصمة القاهرة، حسبما أوضح بيان وزارة الداخلية
وتتواصل المداهمات وعمليات التمشيط للمناطق الصحراوية بالقرب من مسرح الهجوم بالتعاون بين قوات من الجيش مدعومة بالطيران الحربي وقوات العمليات الخاصة التابعة للشرطة في العملية قرب الكيلو ١٣٥ بطريق الواحات بالجيزة
وقالت الداخلية في بيان عن الحادث إن : معلومات وردت لقطاع الأمن الوطنى تفيد باتخاذ بعض العناصر التي وصفتها بالإرهابية للمنطقة المتاخمة للكيلو 135 بطريق الواحات بعمق الصحراء مكاناً لاختبائها
وأضاف البيان أنه حال اقتراب القوات واستشعار تلك العناصر بها قامت بإطلاق الأعيرة النارية تجاهها حيث قامت القوات بمبادلتها إطلاق النيران
وأوضح مصدر بوزارة الداخلية أن القتلى هم 35 مجندا، و18 ضابطا: 10 ضباط عمليات خاصة، و7 ضباط بالأمن الوطني، وضابط بالمباحث
كما قتل في الاشتباكات 15 مسلحا، لم يعرف بعد الجهة التي ينتمون إليها، ولكن في الآونة شنت جماعة تطلق على نفسها اسم « حسم » عددا من الهجمات ضد قوات الأمن
وتصف السلطات المصرية « حسم » بأنها جناح مسلح لجماعة الإخوان المسلمين، وهو اتهام تنفيه الجماعة
وثمة اعتقاد بأن قوات الأمن تحركت في الصحراء الغربية بعدما وردت معلومات بشأن وجود مخبأ محتمل للمسلحين هناك
لكن بحسب مصدر أمني، تعرض رتل القوات لهجوم شنه المسلحون باستخدام قذائف صاروخية وعبوات ناسفة
وما زاد الوضع سوءا أن المسلحين كانوا على دراية جيدة بالمنطقة، بينما لم يتمكن قائد القوات من طلب تعزيزات برية أو جوية بسبب رداءة الاتصالات في الصحراء، بحسب المصدر
القوات المصرية تعرضت لكمين في الواحات وهناك رهائن
وكشف النائب المصري مصطفى بكري عن ما وصفه « القصة الحقيقية » للاشتباك الدامي بين قوات الأمن المصرية وعناصر مسلحة في منطقة الواحات قرب القاهرة أمس الجمعة
وقال النائب مصطفى بكري في تغريده على تويتر اليوم السبت، إن هناك معلومات عن وجود ضباط وجنود رهائن لدى المسلحين
وأوضح بكري: هناك معلومات تقول إنه تم خطف بعض الضباط والجنود، وهم في حوزة الإرهابيين
ولم يقدم بكري تفاصيل أكثر عن المختطفين، ولم تعلق السلطات المصرية على واقعة الإختطاف، واكتفت بوصف الحادث :إرهابيا
وبحسب رواية بكري، فقد تعرضت قوات الشرطة لكمين في « الكيلو 135 » بمنطقة الواحات
وأشار إلى أن تلك القوات كانت دون إسناد جوي أو استطلاع مسبق، وانقطع الاتصال بينها وبين قوات تأمين خارجية، وفق معلوماته
وأوضح أنه توجد بجوار منطقة الاشتباك حقول للبترول، لافتا إلى أن قوات الجيش وقوات إسناد من الشرطة تطارد في تلك المنطقة بقايا الإرهابيين دون أن يذكر عددهم
ودخلت التدابير الأمنية الاسثتنائية المصرية، صباح اليوم السبت، يومها الثاني في منطقة المواجهات المسلحة في الواحات غربي البلاد، وفق ما أعلن التلفزيون الرسمي
وأوضح المصدر ذاته في وقت سابق أن : ساعات التمشيط الأمني ستطول خلال الفترة القادمة في عمق صحراء الواحات، بالإضافة إلى وصول عدد من سيارات الإسعاف وسط إجراءات أمنية مكثفة
أرجوكم.. لا تتعجلوا في الانتقام
قال أحمد شفيق، رئيس وزراء مصر الأسبق، إن ما حدث في هجوم منطقة الواحات « لم يكن مجرد اغتيال كمين منعزل » على حد تعبيره، واصفا « الكارثة » التي راح ضحيتها 16 شرطيا وجرح 13 آخرين بـالمروعة
جاء ذلك في بيان لشفيق على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر: ما هذا الذي يحدث لأبنائنا، هم على أعلى مستويات الكفاءة والتدريب، هل ظلمتهم الخيانة، أو ضعف التخطيط لهم، أو كل الأسباب مجتمعة؟
وتابع قائلا: أرجوكم.. لا تتعجلوا في الانتقام قبل أن تستوعبوا وتفهموا حقيقة ما دار أمس على أرض بلدنا الجريح، وفي عمقه. أرجوكم.. أدركوا أن ما حدث لم يكن مجرد اغتيال كمين منعزل، ولا هو مهاجمة بنك في مدينة حدودية.. ابدا، لمن لا يفهم ولمن لا يريد أن يفهم – ما دار كان عملية عسكرية كاملة الأركان، أديرت ظلما ضد أكثر أبنائنا كفاءة ومقدرة واخلاصا
وختم شفيق بيانه بالقول: عفو.. لا أستطيع أن أنطق أو أكتب عزاء لأسر أبنائنا، احبائنا الشهداء، فالكارثة مروعة، والعزاء لمصر، ولكل محب لمصر
وقُتل المئات من أفراد الجيش والشرطة في هجمات خلال السنوات الأخيرة، أعلن مسلحون تابعون لتنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليتهم عن كثير منها
وأعلنت السلطات في مصر الشهر الحالي حالة الطوارئ مجددا بعد انقضاء حالة الطوارئ التي فرضت منذ العاشر من أفريل الماضي واستمرت 6 أشهر
وتشن قوات الأمن والجيش حملة عسكرية موسعة في شمال سيناء منذ أن عزل الرئيس الإخواني السابق محمد مرسي، تستهدف القضاء على الجماعات المسلحة في شبه الجزيرة الواقعة بشمال غربي مصر
المصدر : وكالات