تركيا تستضيف أكبر احتفالية للجماعة المصنفة ارهابية من قبل الكثير من الدول العربية بينما ثارت ثائرتها لمجرد تجمعات للأكراد في أوروبا
أحيت جماعة الإخوان المسلمين التي صنفتها العديد من الدول العربية تنظيما ارهابيا، الأحد الذكرى التسعين لتأسيسها تحت عنوان « تسعون عاما من العطاء » بمركز أمير أفندي الثقافي بالطرف الأوروبي لمدينة إسطنبول
وحضر الاحتفال العشرات من قيادات الإخوان المسلمون في العالم، ومنهم “إبراهيم منير”، نائب المرشد العام للإخوان المسلمين، ورئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل
وتعتبر تركيا حاضنة للجماعة التي تواجه اتهامات بالتورط في أحداث ارهابية في مصر ودول أخرى. كما توفر قطر ملاذا آمنا للعديد من قيادات الإخوان
وتأتي احتفالات الجماعة بالذكرى التسعين لتأسيسها على الأراضي التركية بينما ثارت ثائرة تركيا لمجرد تنظيم الأكراد تجمعات في دول أوروبية في الوقت الذي تشن فيه حملة عسكرية واسعة على أكراد سوريا خلفت سقوط مئات القتلى بين مدنيين ومسلحين بذريعة أنهم يشكلون خطرا على أمنها القومي
وفاقمت أنقرة التوتر مع العديد من الدول التي تصنف جماعة الإخوان تنظيما ارهابيا كما حشرت أنفها في الشأن الداخلي المصري منذ عزل الجيش الرئيس الاخواني محمد مرسي على اثر مظاهرات حاشدة طالبت برحيل حكم الإخوان
وغامرت تركيا التي يحكمها حزب العدالة والتنمية الاسلامي بعلاقاتها ومصالحها مع دول خليجية وعربية باحتضانها للإخوان
والأحد شارك في الاحتفال العشرات من قيادات الإخوان المسلمين في العالم، بينهم إبراهيم منير نائب المرشد العام للإخوان المسلمين ورئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل
وقال إبراهيم منير في دعاية دأبت على ترويجها الجماعة المحظورة، إن : الجماعة لم تتأخر عن القضايا الإنسانية والعالمية ومنها قضية القدس والمسجد الأقصى والتي وضعتها على رأس أولوياتها
وتابع في كلمة له في الحفل، إن : هذه الاحتفالية تأتي بالتزامن مع يوم العودة في فلسطين، وسط عجز القريب والبعيد عن تقديم العون لفلسطين ونؤكد على المسؤولية التامة للجميع تجاه مدينة القدس والقضية الفلسطينية
وأضاف : تسعون عاما مضت من تاريخ الدعوة، دافعت من خلالها عن دين الله عز وجل ورغم ما وقع عليها من قتل غير حق واضطهاد، فإنها تعتبر ذلك تثبيتا على طريق الدعوة، وما زالت الجماعة تسعى للفهم الصحيح لدين الله
وتقدم الجماعة نفسها حامية للدين الاسلامي وللمسلمين تحت مسميات وعناوين مختلفة
وأشار إلى أن : الجماعة تجد نفسها اليوم، مسؤولة تجاه مصر وفلسطين وأراكان وسوريا، والظلم الموجود في العالم، يتطلب علينا رفع الظلم عن العالم مع الشرفاء في العالم
وقال خالد مشعل: إن « تركيا العظيمة تفتح قلبها الكبير للإخوان المسلمين وغير المسلمين، ومن خلال هذا الاحتضان الله سيحفظ تركيا »، مضيفا : نحن من ثمرات الإخوان المسلمين
وتعتبر حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007 امتدادا لجماعة الاخوان المسلمين وواجهت اتهامات في السابق بالتورط في اعتداءات ارهابية بمصر
وتابع مشعل : بركة الإخلاص هي التي أينعت وامتدت في حركة الإخوان المسلمين وإن الشمول أقرب إلى طبيعية الحياة وهو ما جاء به الإمام البنا في السياسة والاقتصاد والعقيدة السلفية والطريقة الصوفية
ودافع الرئيس السابق للمكتب السياسي لحماس عن الاخوان قائلا : الوسطية والاعتدال أقرب إلى النفس السوية، فالتطرف لا يدوم، وإن كان مدويا في الأجواء وقد نسب التطرف إلى الإخوان وهم منه بريئون
وقال : التجديد سنة الحياة والشجاعة في التقييم والتصوير ونقد الذات والاعتراف بالخطأ إذا وقع وحركة الإخوان ينبغي أن تنقد نفسها لأن ذلك يرفع شأنها ويزيد الثقة بها
ودعا : إلى المزيد من التعايش مع الآخر حتى لو آذانا وأن نتقن المعادلة الوطنية دون أن ننسى همنا كأمة وأن ندير الموقف والواقع الإقليمي والدولي بالحكمة
وأشاد مشعل بالحملة العسكرية التركية في عفرين السورية التي قتلت فيها القوات التركية مئات المدنيين والمسلحين وهجرت مئات الآلاف من الأكراد السوريين بذريعة مكافحة الإرهاب
وقال إن : النصر في عفرين كان نموذجا للإرادة التركية وإن شاء الله سنسجل ملاحم بطولية لنصرة أمتنا
وأضاف في كلمة في حفل إفطار جماعي الأحد ضمّ أكثر من ألف شخصية تركية بتنظيم من جمعية « جيهان نوما » (أهلية) أن : الله لم يتخل عن تركيا في ليلة الانقلاب الفاشل عام 2016، والشعب التركي والرئيس أردوغان حطموا كل المؤامرات التي حيكت ضدهم
وتابع : عاشت أمتنا بزعامة تركيا رافعة الرأس وأحببنا تركيا من الكتب والتاريخ ومن أفواه آبائنا وأجدادنا وقدر الله أن نزورها
وقال القيادي الاخواني إبراهيم عبدالمقصود في كلمة عن شباب الإخوان : العزائم تأتي من شباب لم ييأسوا من حال الأمة بل يرجون النصر من الله
وأكد أن : الواجب علينا أن نذكر أنفسنا أن الاصطفاف مع الحق، لأن الطغاة في مشارق الأرض ومغاربها تكالبوا على هذه الدعوة، لأنها تهدد عروش الظالمين
ورأى همام سعيد المراقب السابق لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، أن : الآلام لها دورات، وأن دورة الإسلام التي تأتي بعد سقوط دولته، تبدأ بجيل جديد يكونوا إخوانا للرسول محمد صلى الله عليه وسلم
وأضاف : جاءت دعوة الإخوان لهدم الباطل والاستعمار والجهل وعملت الجماعة على بناء فكر إسلامي منظم وقدمت الإسلام في رؤى شاملة
ومنذ تأسيسها وظفت الجماعة أفكارا دينية متشددة من أجل تحقيق أهداف سياسية في دول عربية وإسلامية، وتطورت هذه الأفكار مع الوقت إلى أن تحولت إلى بذور لموجات تشدّد غير مسبوقة قامت على أفكار منظر الجماعة التاريخي سيد قطب، ومثلت الأسس التي قامت عليها لاحقا الجماعة الإسلامية وتنظيم القاعدة، وشكلت منطلقا فكريا لصعود تيار الصحوة الإسلامية في السعودية
والفهم الديني الصحيح بالنسبة للجماعة هو ما يفضي إلى استيلائها على الحكم في عدة دول، وربط الأنظمة “الإخوانية” الناشئة معا تدريجيا حتى الوصول إلى “أستاذية العالم”، وهو المبدأ الذي وضعه البنا
ولم يبق أمام الإخوان المسلمين اليوم سوى تركيا، التي يسعى زعيمها رجب طيب أردوغان لإحياء احتلال عثماني لدول عربية وإسلامية استمر لأكثر من نصف قرن. كما تحظى الجماعة بدعم دولة قطر، وهي إمارة خليجية تتمتع بوفرة مالية جعلتها تطمع في لعب أدوار إقليمية كبرى، مستغلة تجذر أذرع الجماعة سياسيا واجتماعيا في المنطقة
وللجماعة حضور في 52 دولة عربية وأوربية وآسيوية وإفريقية وفي أميركا الشمالية والجنوبية وأستراليا عبر انتشار فكري وخيري أو هياكل تنظيمية لمؤسسات أو أحزاب أو جماعات، وفق مصادر تاريخية وتنظيمية