المدرسة القرآنية بالرقاب مخطط « طَلْبَنَةِ » أطفالنا الذي يتهدّد الأمن القومي

لديّ يقين بضرورة إدراج سيناريو « طلْبنة » أطفالنا الذي يتمدّد على مهل منذ آخر 2011 إلى الآن ضمن المخاطر التي تتهدّد أمننا القومي، إنّ الهَلَع الذي لاحظته لدى البعض إثر الكشف عمّا يُسمّى « المدرسة القرآنية » بمنطقة الرقاب، والذي طَفِق يتحجّج بأنّ هذا اعتداء على المقدّسات ومحاربة للإسلام! إنّما غايته محاولة إخفاء مدى تغلْغل هذه الظاهرة في تونس ومحاولة مستميتة للتأثير في بعض العقول البسيطة والساذجة من خلال إيهامها بأنّ « الإسلام والقرآن في خطر »! مشروع يتمدّد أيضا جرّاء استغلاله الوضعية الاستثنائية التي تمرّ بها تونس على جميع المستويات، واهتمام البعض بالتكالب على الكعْكة أكثر من الاهتمام بمصير وطن بات مهدّدا اليوم أكثر من ذي قبل، مشروع يتمدّد أيضا بفضل الأزمة العميقة التي يشهدها تعليمنا، أزمة يتحمّل الجميع مسؤوليتها، مشروع يتمدّد أخيرا اعتمادا على النموذج الباكستاني – الأفغاني، وعلى حساب نموذجنا التونسي المعتدل والمتسامح، نموذج « الكتاتيب » التي تعلّمنا فيها ما معنى أن تحفظ القرآن وأنت تعيشَ عصْرك

مشروع باكستاني/ افغاني يؤسّس لدولة الخلافة

إنّ مشروع النموذج الباكستاني – الأفغاني هو مشروع تحضير جيل قادم سيؤسّس لمشروع دولة الخلافة بالقوّة، – إنْ تواصل على هذا الحال وتمدّد أكثر- ، وما يستتْبعه من مآسي رأيناها في هذين البلديْن، ولا يمكن تفسير هذا الهلع والذي لاحظناه حتى لدى بعض النهضويين إلاّ بالخوف من أن يصبح هذا الموضوع المسكوت عنه،- إمّا خوْفا أو طمعًا أو جهْلا بخطره-، أوْلَوِية رأْي عام تونسي وما يعني ذلك من فتح لهذا الملفّ بالكامل ووضْعه تحْت المجْهر، لأنّه اعتقادي، إذا ما تمّ ذلك، فإنّنا سنكتشف وجود خطّة كاملة غير مُعْلنَة لتهيئة أطفالنا جيل المستقبل إلى « الطلْبَنة » أو « الأخْوَنة » أو « السَلْفَنة »، لا تهمّ التسميات ما دامت الغاية واحدة، ولكن تعبّر في الحقيقة عن واقع بات أمرا واقعًا بداية خاصّة من 2012 وهو كيفية السيطرة على مفاصل التعليم بغاية التحضير للتمْكِين، كلّ طرف بطريقته في تمْرير هذا المشروع فتكون مدارسه المنبثة في كلّ تونس مرآة لمخطّطه، وهنا مَكْمن الخطر الذي يتهدّد الأمن القومي التونسي

بقلم الدكتور خالد عبيد