الطرطور هاشمي الحامدي يتطاول على وزارة الداخلية ويقول : نحن لا نستأذن أحدا لأداء الصلاة أبدا أبدا أبدا

نشرالطرطور هاشمي الحامدي على حسابه في الفايسبوك البيان أسفله ردا على بيان وزارة الداخلية

زرت اليوم منطقة الأمن الوطني بباب بحر بدعوة من المسؤولين فيها وسئلت عن حيثيات وأسباب أداء صلاة العصر من عدد من قادة الحزب والمشاركين في مظاهرة الجمعة 3 اوت 2018 ضد مساعي رئيس الدولة وتوصيات لجنة بشرى بلحاج حميدة لتغيير قوانين الأسرة والميراث بخلاف أحكام القرآن الكريم وبالضد من مقتضيات الفصل الأول من دستور البلاد. وعدت منطقة الأمن الوطني بنشر بيان رسمي حول هذا الموضوع، وهذا البيان هو وفاء بالعهد الذي إلتزمت به
جوابي بإسم حزب تيار المحبة يتضمن النقاط التالية

اولا: وقفتنا للصلاة كانت عفوية وغير مبرمجة. كان ترتيبا وليد اللحظة لما دخل وقت صلاة العصر ولم يكن ممكنا ترك المنصة والمظاهرة. ولم يكن لدينا اي تخطيط أو قصد قبلي أو بعدي للقيام بأي إستعراض من أي نوع او توجيه رسالة سياسية من أي نوع من خلال الصلاة

ثانيا: الصلاة في المطلق، في أي دولة هندوسية أو بوذية أو مسيحية حق فطري من حقوق الإنسان مثل التنفس أو شرب الماء. هل يطلب أحد في العالم إذنا للتنفس أو شرب الماء؟

ثالثا: تونس دولة مسلمة بنص الدستور، ولم يدر بخاطرنا حتى في المنام أنه يجب الإستئذان كتابيا لأداء الصلاة في مكان المظاهرة إذا دخل وقتها، وكل تفكير من هذا النوع يعيد الى الأذهان جريمة الدولة التونسية في عهد بورقيبة وبن علي عندما منعت حق ارتداء الخمار الشرعي عن التونسيات

رابعا: الشارع الذي تظاهرنا فيه، فيه معبد ديني واحد هو كنيسة كبيرة مشهورة، ولا يوجد فيه أي جامع للمسلمين. لا يمكن للناس الذين رغبوا في أداء صلاة العصر خلال المظاهرة أن يذهبوا الى مكان بعيد لأداء فرضهم الديني. لذلك صلوا في مكان المظاهرة، وكان من حولهم أناس آخرون لم يصلوا. الأمر عادي وطبيعي جدا. من يريد الصلاة يؤديها ومن لا يصلي فهو حر. هذه حريات شخصية تدخل في حرية العقيدة وحرية الضمير

خامسا: مساءلة تيار المحبة عن أداء بعض مناصريه للصلاة في مظاهرة 3 أوت فضيحة جديدة كبرى في تونس ما بعد الثورة، وستنظر اليها شعوب العالم الإسلامي بصدمة وذهول كبيرين

سادسا: المتظاهرون المسلمون يؤدون الصلاة أمام البيت الأبيض في واشنطن دون إعتراض أو استغراب من أحد، والمحتجون الفلسطينيون يؤدون الصلاة أمام مكتب نتنياهو في فلسطين المحتلة دون إعتراض أو استغراب من احد!! فلماذا تصبح صلاتنا في شارع من شوارع دولة مسلمة منذ 14 قرنا مدعاة للتساؤل والإستغراب؟ يجرحنا جدا ويؤلمنا جدا أن نقول ذلك ولكن أعطوا المصلين في تونس الحقوق التي يملكها أشقاؤنا الفلسطينيون في فلسطين المحتلة

سابعا: داعش والتنظيمات المتطرفة في العالم الإسلامي أكبر عدو لتطلعات الشعوب المسلمة نحو الحرية والديمقراطية والإستقرار. وليس هناك من شك في أن الإعتراض على حق مواطنين تونسيين في أداء صلاة العصر عند دخولها أثناء مظاهرة سلمية إنما يصب حتما في صالح الدعاية الداعشية والإرهابية

ثامنا: نحن تونسيون مسلمون في تونس العربية المسلمة، ونحن فيها  » ملاكة ولسنا كراية »، ولا نستأذن أحدا لأداء الصلاة أبدا أبدا أبدا، لأننا إذا فعلنا ذلك نكون قد إرتكبنا خيانة عظمى بحق كل شهداء الحركة الوطنية الذين واجهوا الاستعمار وضحوا بأعمارهم كي تبقى تونس عربية مسلمة حرة ذات سيادة

تاسعا: نحن نتحرك في اطار القانون والدستور ويجب على جميع المعترضين على أدائنا صلاة العصر خلال المظاهرة أمس أن يحترموا مقتضيات الفصل الأول من الدستور وقوانين البلاد التي تكفل بشكل قاطع حرية العقيدة والعبادة، وننصحهم بأن يركزوا جهودهم على مطالبة الحكومة بتوفير الماء والدواء ووقف إرتفاع الأسعار، ووقف إنهيار الدينار، ورعاية عائلات شهداء ابنائنا في الجيش والأمن الوطني وعائلات جرحاهم

حفظ الله تونس من تعصب المتعصبين وتطرف المتطرفين الدينيين واللادينيين اليمينيين واليساريين
تحيا تونس

تونس في 04 أوت 2018

حسان الحناشي
الأمين العام لحزب تيار المحبة

بيان