من الخاسر ومن الرابح من الشوط السياسي القائم ؟

1. المؤكد اليوم أن الاغلبية البرلمانية الحسابية افلتت من يد رئيس الجمهورية وأصبحت بيد رئيس الحكومة وهو ما ضيق من هامش التحرك السياسي لرئيس الدولة
2. أما السبب فيعود الى خاصية لدى الباجي قائد السبسي يمكن أن ينتقل مفعولها من الايجابي إلى السلبي حسب الظروف وهذه الخاصية تهم اعتماد الواقعية والبراجماتية التي جعلته مثلا يقرأ حسابا خاصا للنهضة لانها واقع ملموس مجتمعي وسياسي وانتخابي
3. وعلى هذا الاساس هناك من يؤكد انه كان هناك اتفاق على أن يكون الباجي قائد السبسي رئيس جمهورية منذ فترة انتصار النهضة في التاسبسي، قبل أن يستميت منصف المرزوقي في المطالبة بالمنصب والحصول عليه اعتمادا على وزنه انذاك في التأسيسي
4. كما أن نفس الواقعية والبراجماتية جعلت الباجي قائد السبسي يفهم أن ‘الحلفاء الغربيين’ كانوا في تلك الحقبة يشجعون على القبول بالنهضة كاخف الضررين
5. ولا شك أن لقاء باريس كرس الواقيعة والبراجماتية المتبادلة، من قبل الباجي قائد السبسي تجاه النهضة، ومن قبل النهضة تجاه الباجي قائد السبسي وما كانوا يعتبرونه من وراءه من حزب وسلطة لما قبل 14 جانفي
6. لكن كان الباجي قائد السبسي مقتنعا بان النهضة، خاصة بعد أحداث مصر، لا تبحث لنفسها إلا على جدار أمامي تختبئ وراءه
7. انطلاقا من ذلك اعتبر الباجي قائد السبسي انه، سياسيا، طليق الايدي لكي يتصرف كما يتصور خاصة في شؤون نداء تونس، وكانت القرارات و والمآلات  المعروفة، التي أدت إلى النتائج المعلومة أي أضعاف الحزب الأول بشكل هام
8. وقد مثل ذلك التطور معطى نوعيا جديد للنهضة، التي سايرت الباجي قائد السبسي في هذا الاتجاه وبادرت بتقريب النجل من أردوغان وأمير قطر
9. لكن مزيد استفحال أزمة النداء وانقساماته وتقهرقه في البرلمان الى المرتبة الثانية كان له ثلاث انعكاسات مصيرية، الأول اضعاف اي رئيس حكومة مرشح من طرف النداء لأن سنده السياسي مهزوز، الثاني انتقال النهضة إلى الموقع السياسي الأمامي، ثالثا تغيير ‘الخارج’ نظرته إلى تونس من حيث اعتباره ان موقع الاستقرار انتقل الى النهضة
10. من خلال ما سبق يتبين ان المشهد أصبح واضحا فيما يخص من بيده أدوات القرار الحالي والمستقبلي، حيث هو لصالح ‘الخارج’ و’النهضة’ و ‘رئاسة الحكومة’، على حساب رئاسة الجمهورية ونداء حافظ والاتحاد العام التونسي للشغل، علما وأنه بالنسبة للاتحاد فإن تغيير رئيس الحكومة لتحالفاته لصالح الخارج والنهضة جعل المركزية النقابية في حل منه
11. ما هو وضع البلاد على ضوء ما تقدم ؟
12. لا شك أن رئاسة الحكومة سجلت نقاط انتصار. لكنها نقاط ظاهرها حلو وباطنها مر. لانها على اساس حسابات غير متجانسة. من اهمها حسابات الكم الهائل من الانتهازيين الكثر الذين لا يهمهم في كل ذلك إلا المواقع والمنافع
13. أما الخاسر الأكبر فهو تونس. لان مصالحها أصبحت في المزاد العلني لكي تؤول لم يقدم أفضل مقترحات الشراء
14. اي مسكينة تونس اذا لم يعجل أولادها بالاستفاقة مهما كانت الاستفاقة مؤلمة

بوجمعة الرميلي