ليبيا : غسان سلامة يرى أن تدفق الأسلحة والتوتر الأمريكي الروسي يُعَقِّدان حل الأزمة

اعتبر مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة أن تدفق الأسلحة إلى ليبيا من كل جهة والتوتر بين واشنطن وموسكو يعقدان تسوية النزاع في هذا البلد، وقال سلامة في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية « نلاحظ أن الأسلحة تأتي من كل مكان »، مؤكدا على ضرورة الاصرار في برلين على أن تكون لجنة العقوبات الأممية : أكثر فاعلية

وقال سلامة، في حديث لوكالة « فرانس برس »، يوم الجمعة 29 نوفمبر ، في مكتبه بتونس، إن : الأسلحة تأتي من كل مكان » إلى ليبيا، مؤكدا أنه يجب الإصرار خلال مؤتمر دولي يعمل على تنظيمه في برلين على أن تكون لجنة العقوبات الأممية « أكثر فاعلية

وأضاف سلامة أن مؤتمر برلين الهادف إلى توفير : « تغطية دولية لاتفاق محتمل بين الأطراف الليبية » يتوقع أن يعقد مطلع العام 2020، موضحا أنه قد تتم دعوة دول أخرى للمشاركة فيه، وسيعقبه اجتماع بين الأطراف الليبية « على الأرجح خلال النصف الأول من يناير » في جنيف

لكنه تدارك أن : « الطريق لا يزال مليئا بالعقبات والتعقيدات »، مبينا أن العقدة الأولى « تتعلق بالتوتر الروسي الأمريكي حول احتمال وجود شركات أمن روسية في ليبيا » من دون أن يؤكد صحة التقارير حول ذلك

وأضاف المبعوث الأممي : يتحدث شركاؤنا الليبيون عن ذلك كل يوم تقريبا. لا سبب محددا للشك في هذه المزاعم

وأوضح أنه سجل « اهتماما أمريكيا متناميا » بليبيا « ربما لأنهم يعتقدون أن هناك وجودا روسيا » في هذا البلد، وتابع : حتى الآن، كان اهتمام الأمريكيين محدودا… بمكافحة الإرهاب وبيع الإنتاج النفطي بشكل طبي

وفي تعليقه على موقف الولايات المتحدة من التطورات الأخيرة في ليبيا وهجوم قوات قائد « الجيش الوطني الليبي »، المشير خليفة حفتر، على طرابلس، حيث تتمركز حكومة الوفاق الوطني، قال سلامة إن مطالبة واشنطن بوقف هذه العملية لا تعني « أن هناك سياسة أمريكية في غاية الوضوح » في الملف الليبي

وأردف متسائلا : ماذا سيضع الأميركيون في المقابل؟ هل هي مجرد أمنية أن يوقف حفتر هجومه، أم أنه قرار أمريكي قد تليه تدابير ردا عليه؟

وعلى الصعيد الإنساني، أشار سلامة إلى « دمار كبير » جنوب طرابلس حيث تتركز المعارك بين الموالين لحفتر والداعمين لحكومة الوفاق الوطني، والتي أوقعت على حد قوله ما لا يقل عن 200 قتيل بين المدنيين، إضافة إلى مقتل أكثر من ألفي مقاتل ونزوح 146 ألف ليبي

وذكر المبعوث الأممي أن أكثر من 100 ألف ليبي عبروا الحدود للجوء إلى تونس من دون تسجيلهم

« الانقسام الدولي.. العقبة الأكبر« 

من جهة أخرى، اعتبر سلامة أن الانقسام الدولي يعد « العقبة الأكبر أمام عودة الاستقرار » في ليبيا، مؤكداً سعي الأمم المتحدة إلى وقف الحرب في العاصمة طرابلس ومحيطها. وأضاف: حاولنا وقف النار في ليبيا على المستوى المحلي وفشلنا. كان علينا التفكير بمظلة دولية للمساعدة بوقف الحرب

وقال الموفد الدولي إن الأطراف الليبية « قادرة على إيجاد رقعة من التفاهم »، مضيفاً :  » علينا أن نبدأ بحوار ليبي – ليبي موزا للحوار الدولي ». وتابع: « جزء من الهوة بين الطرفين الليبيين رُدمت خلال الأيام الماضية »، لافتاً إلى أن الوفد الأميركي إلى ليبيا توصل الى بعض الأمور المشجعة »، وفق تعبيره

« تدخلات خارجية كبيرة« 

إلى ذلك، أكد سلامة وجود تدخلات خارجية كبيرة في الملف الليبي، مشيراً إلى « استدعاء مرتزقة للقتال في ليبيا من إفريقيا ودول أخرى ». وذكر أن شركات أسلحة دخلت على خط الحرب في ليبيا، لافتاً إلى أن : دولاً تسير طائرات من دون طيار، وأنها تلعب دوراً في الحرب الليبية

وقال مبعوث الأمم المتحدة أنه « لا يسعى إلى دولة ديمقراطية في ليبيا غداً »، مضيفاً: « ما يهمني الآن وقف النار ». وتابع: « عندما نعيد الاستقرار إلى ليبيا، سيكون الطريق نحو الانتخابات متاحاً. نسعى حالياً لإجراء انتخابات بلدية في عدد من المدن ». وأكد أن انتخابات رئاسية وبرلمانية، ليست متاحة الآن في الأراضي الليبية

وعلى الرغم من العقبات، أكد سلامة أنه « عازم على المضي قدما »، مضيفا : سأواصل جهودي لأني واثق بوجود أمل

يذكر أن ليبيا ترزح منذ سقوط نظام الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، تحت وطأة الانقسامات والاشتباكات

كما تعاني منذ 2014 انقساما بين فصائل عسكرية وسياسية في العاصمة، وشرق البلاد حيث يدور صراع بين حكومة السراج بطرابلس وقواتا لجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر . وتخوض الفصائل المسلحة المتحالفة مع الحكومتين (حكومة الوفاق والحكومة المؤقتة) معارك في ضواحي العاصمة طرابلس

ا