لماذا نزَّل قيس سعيد رسالتَه تنزيلا رَبّانِيّا لاهُوتِيا ؟

من المتعارف عليه أن ملك المغرب علوي النسبة و سليل رسول الله و بصفته تلك جرت العادة بالمغرب الشقيق أن تختم كل الرسائل بما فيها الخاصة بالسلام على مولانا الإمام أي على أمير المؤمنين . و قد لفت انتباهي لدى قراءتي للرسالة الموجهة من طرف الملك محمد السادس للرئيس قيس سعيد غداة إنتخابة رئيسا لتونس بأغلبية ملحوظة  أن جلالته بدأ رسالته بالحمد لله وحده و بالصلاة على رسول الله وهو تقليد مغاربي تبدأ به الرسائل قبل الدخول في صلب الموضوع بقولك أما بعد:  الصورة الأولى أسفله

 وبعد ذلك إطلعت على صورة الأمر الرئاسي المخطوط الذي عين من خلاله الرئيس قيس سعيد رئيس الوزراء المقترح من طرف حزب النهضة بصفته الحزب الحاصل على العدد الأكبر من النواب بمجلس الشعب وقد بدأ فخامة الرئيس رسالته للسيد الحبيب الجملي بالبسملة. وهو تقليد شائع بين طلبتي من الإسلاميين الذين عند تقديم بحثهم في رسالة الدكتوراه يبدؤون بالبسملة و كنت عند ترؤسي للجنة المناقشه أذكّر الباحث بأن المجال المعرفي للبحث الجامعي بالنسبة لكل الكليات و المعاهد العليا فيما عدى المؤسسات التابعة لجامعة الزيتونه هو البحث العلمي الذي يكون مرجعه العقلانية و أنه من الخطإ المنهجي أن نفتتح مناقشة بحث علمي بالبسملة واضعا البحث في إطار فكري يتنزل بالضرورة في أفق لاهوتي

و بالرجوع لرسالة الرئيس قيس الفارق كبير بين أن تبدأ قولك بذكر الله و بحمده و بالصلاة على رسوله الأكرم و بين أن تبدأه بالبسمله. لما في وضع نص قانوني يتخذ باسم الشعب في وضع   موازاة بين النص الإنساني و النص الرباني الذي ينطق به الإنسان بسم الله لدى قراءته لسور أو آيات الكتاب . الصورة الثانية أسفله

فعسى أن يفهم هذا على أنه من واجب التقويم أو التسديد الذي أوصى به أول الخلفاء الراشدين أبو بكر الصديق رضي الله عنه في أولى خطبه بعد أن وقعت مبايعته خليفة لرسول الله : « يا أيُّها الناس، قد وُلِّيت عليكم ولست بخيركم، فإن رأيتموني على حقٍّ فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فسدِّدوني. أطيعوني ما أطعتُ الله فيكم، فإذا عصيتُه فلا طاعة لي عليكم. ألا إنَّ أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ الحقَّ له، وأضعفكم عندي القويُّ حتى آخذ الحقَّ منه… أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

الدكتور الناصر بن الشيخ

******