قطر تستعد في تركيا تحسبا لهجوم القوات السورية على إدلب

أعلن الهلال الأحمر القطري أنه أعد خطة تأهب واستجابة طارئة، تحسبا لموجات نزوح جديدة شمال سوريا قد تحدث في حال تنفيذ القوات السورية عملية عسكرية واسعة في محافظة إدلب السورية لتحريرها من الإرهابيين

وقال الهلال الأحمر القطري، في بيان أصدره اليوم الثلاثاء، إنه « يتابع عن كثب تطورات الموقف والأوضاع الإنسانية في الداخل السوري »، وذكر في هذا السياق : تم إعداد خطة تأهب واستجابة طارئة تحسبا لاستقبال موجات نزوح جديدة شمال سوريا، من خلال التدخل السريع والطارئ لإنقاذ الأرواح وتوفير الخدمات الأساسية والعاجلة للنازحين والمجتمعات المضيفة، في ضوء التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة الشهر الماضي حول الآثار والتداعيات الإنسانية المتوقعة نتيجة التصعيد العسكري المحتمل في المناطق الشمالية، إذ تقدر أعداد النازحين بنحو 900 ألف مدني خلال الأشهر الستة القادمة، منهم 700 ألف شخص في نطاق محافظة إدلب وحدها

وأوضح البيان أن الهلال الأحمر القطري : حرص عبر بعثته التمثيلية في تركيا على إعداد خطة تدخل عاجل تتضمن مشاريع إغاثية وطبية متنوعة، وذلك بالتوافق مع الخطط الإغاثية التي أعدتها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية والمحلية المعنية بالشأن السوري

يتضمن المشروع، حسب ما أشار إليه الهلال الأحمر القطري، : توفير مستلزمات إيواء مؤقت وتغطية تكاليف إيجار المساكن في مناطق آمنة لمدة 3 أشهر، وزيادة عدد الخيام داخل المخيمات القائمة لتوسعتها، وإنشاء مخيمات جديدة بالتنسيق مع قطاع إدارة وتنسيق المخيمات التابع للأمم المتحدة

وكذلك إنشاء مركز استقبال مؤقت يستوعب نحو 2.400 نازح يوميا ويقدم لهم خدمات الإيواء والحماية والمياه والمواد الغذائية وغير الغذائية والخدمات الطبية، إضافة إلى تشغيل مطبخ إغاثي لإعداد وتوزيع الوجبات اليومية المطبوخة وربطات الخبز في مناطق تجمع النازحين

ومن جانب آخر، يهدف المشروع، وفق البيان القطري، إلى « المساهمة في تقليص عدد الوفيات والمرضى من خلال دعم المنشآت الصحية التي تقدم خدمات الطوارئ في المناطق المستهدفة، وتوفير خدمات الرعاية الصحية الأولية مثل صحة الأم والطفل والإسعاف الأولي والتحويل للمستشفيات، بالإضافة إلى تشغيل مشفى ميداني لعلاج المرضى النازحين في مراكز الإيواء ونقاط تجمع النازحين ومناطق التصعيد، وتسيير 3 عيادات متنقلة لخدمة المرضى وتوفير الدواء المجاني لهم، وتزويد سيارات الإسعاف والمنشآت الصحية العاملة في المناطق المستهدفة بالأجهزة والمعدات الطبية والأدوية اللازمة، نظرا لزيادة الاحتياجات وارتفاع أعداد النازحين إلى جانب الأهالي المحليين
ولفت الهلال الأحمر القطري إلى أن إدارة المشروع ستجري عبر بعثته في تركيا بشكل مباشر : بالتعاون والتنسيق مع المنظمات الدولية والمحلية العاملة في سوريا، وعلى رأسها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية… والتنسيق أيضا مع المنظمات التركية العاملة هناك مثل الهلال الأحمر التركي وإدارة الكوارث والطوارئ التركية

وتمثل إدلب المحاذية لجنوب غرب تركيا معقلا أخيرا للمسلحين في سوريا حيث تسيطر على أكثر من 70 بالمئة من أراضيها فصائل مسلحة على رأسها « هيئة تحرير الشام » (تنظيم « جبهة النصرة » الإرهابي )، وكانت هذه المحافظة خلال السنوات الأخيرة وجهة لعشرات الآلاف من المسلحين والمدنيين الذين تم إجلاؤهم من مناطق عدة كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة أبرزها مدينة حلب والغوطة الشرقية لدمشق

وأشارت السلطات السورية مرارا في الفترة الأخيرة، بما في ذلك على لسان رئيس البلاد، إلى أن تحرير محافظة إدلب من قبضة « الإرهابيين » سيمثل أولوية بالنسبة للجيش السوري في عملياته المقبلة، فيما تجري الاستعدادات لشن العملية وسط تحذيرات دولية بما في ذلك على لسان الأمم المتحدة وتركيا والولايات المتحدة، من تداعيات محتملة كارثية لأي عملية واسعة في المنطقة بالنسبة للمدنيين المحليين الذين يقدر عددهم بنحو 4 ملايين شخص