شوَيَّه قبَاحَة نهارْ جُمعة بعد الاعتداء على ضريح الشاعر الصغير أولاد احمد

صباح الخيروقت هجموا عالعبدلية والمسرح البلدي والافريكا … وقت اعتداو بالعنف على نخبة البلاد من فنانين وجامعيين ومحامين وصحافيين… وقت حرقوا الغابات والمبيتات والاولياء الصالحين … وقت سيّبوا علينا المجرّمة والبانديّة في المسيرات… وقت بيوت الله ولات فضاء للتكفير والتحريض عالقتل في العلن وتوزيع فيزاوات العبور للجنة سالمين آمنين ناكحين للحوريات بجلابيب المجاهدين المقاتلين الملّطخة بدماء الشهداء… وقت ولاّو يحللّوا ويحرّموا ويفتيو في الصغيرة والكبيرة حتى في التفاصيل اليومية والاحتفالات المربوطة بإرثنا وعادتنا وتقاليدنا البسيطة والجميلة… وقت ما خلاّوش لسان حرّ ما بعثولوش تهديدات بالتصفية والقتل… وقت اغتالوا شكري بلعيد اغتالوا مشروعو التقدمي المدني الديمقراطي التعددي … اغتالوا مشروع الحرية والكرامة وتونس الجنينة المزيّنة المزيانة الملوّنة بألف زهرة زهرة
الاعتداء على ضريح الصغير أولاد احمد البارح خطوة أخرى وليست الأخيرة في مشروعهم الدموي العنيف، مشروع يمحق الذكاء والعلم والنور والفن والجمال والفرحة وحرية الفكر والضمير والابداع. مشروع الامّة ضدّ الوطن مشروع الخلافة ضدّ الجمهورية
اليوم المشروع مازال موجود ويتمدّد وعندو وجهين: وجه نشوفوا فيه في الاعلام لابس كسوة وكرافات… يمشكي في الكارطة ويسربي حسب الوجوه والتقلبات المناخية في خطابات ثورية تقدمية وطنية وإينعم نضالية
ووجه تغلغل وسرى كي السرطان في كل مفاصل الدولة … في التعليم، ومخيّم داعش بالرقاب قطرة من بحر وما نستغربوش ملّي جاي… سرطان سرى في الصحة والاقتصاد والاعلام والإدارة الّي بركت بعد ألاف الانتدابات لناس ما عندهم حتى كفاءات إلاّ كونهم من حزب ربّي… سرطان سرى في الامخاخ الي خلّى آلاف الشباب يسافروا ويقتلوا ويغتصبوا ويتجرأ ـ سبب الداء والدمار إلّي احنا فيه ـ بوهم الحنين ويقول: هاذم أولادنا واللحم إذا نتن ما إيلو كان إماليه… سرطان عندو سنين يسري على خاطر فمّة آش كون يصفقّلوا وهابط على ركايبو ويغنّيلوا دادّاش كبر وعاش
أيا للّة … أيا سيدي … إلّي ما زال ما صفقّش وقيّت باش يسخّن يديّاتو
Le spectacle ne fait que commencer
برشه حبّ … بيزوات كالينات … شويه قباحة نهار جمعة

ليلى طوبال